إسرائيل تدمر أبراجا سكنية جديدة وتواصل تغيير ملامح غزة

حجم الخط
1

غزة ـ «القدس العربي»: في إطار المخطط الذي شرعت قوات الاحتلال إتباعه في ضرب قطاع غزة وقبل ساعات من اعلان الاتفاق على وقف لاطلاق النار في اطار الوساطة المصرية، دمر الطيران الحربي ليل الاثنين وفجر أمس برجين سكنيين كبيرين في مدينة غزة، ليرفع بذلك عدد الأبراج التي دمرها بالكامل خلال اليومين الماضيين إلى أربعة، وأبلغ أحياء كبيرة ومدارس في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة بالإخلاء، تمهيدا لنسفها، في ظل تواصل سقوط الشهداء جراء هذه الغارات العنيفة في المقابل ردت المقاومة الفلسطينية على ذلك باستهداف مدن تل أبيب وحيفا.
وضمن خطة تريد من ورائها إسرائيل الضغط أكثر على قطاع غزة، شن الطيران الإسرائيلي الحربي سلسلة غارات جوية على برجي «المجمع الإيطالي» في حي النصر شرق مدينة غزة، و»الباشا» في حي الرمال وسط المدينة، وهما برجان سكنيان كبيران، وحولهما إلى ركام بعد أن هجر ساكنيها وجعلهم بلا مأوى. وجاء قصف البرجين بسلسلة غارات استخدمت فيها صواريخ فتاكة، سمع دوي انفجارها من مناطق بعيدة جدا، وذلك بعد وقت وجيز من إنذار السكان بضرورة إخلائها.
ولم يتمكن قاطني هذه الأبراج سوى الخروج بما عليهم من ملابسهم، حاملي أطفالهم في حالة من الهلع إلى مناطق بعيدة عن الاستهداف، هم والسكان القاطنون في محيط الأبراج، خشية من أن يطالهم الركام المتطاير أو شظايا الصواريخ.
والأبراج المستهدفة تتكون من 12 طابقا، ويحتوي كل واحد فيها على أكثر من 60 وحدة سكنية، وتضم عشرات المكاتب وبها مؤسسات الصحافية، وشركات تجارية.
وردت حركة حماس على جريمة استهداف الأبراج السكنية بالقول على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم أن تدمير الاحتلال للأبراج السكنية يعد «جريمة حرب وانتقام إسرائيلي غير مسبوق من أهلنا في غزة لتخويفهم وثنيهم عن الالتفاف حول المقاومة ورجالها»، وشدد على أن هذه السياسة «ستزيدنا إصرارا على المواجهة وحماية مصالح شعبنا».
وتشير إحصائيات فلسطينية إلى أن الاحتلال منذ بداية العدوان على غزة المسماة «الجرف الصامد» قبل 51 يوما، دمر أكثر من 40 ألف وحدة سكنية كليا وجزئيا.
وجاء القصف ضمن مخطط إسرائيل الجديد بتوسيع دائرة الاستهداف والتدمير، وكل برج سكني يمثل حيا بأكمله من ناحية الوحدات السكنية وعدد قاطنيه، وقد سبق وأن دمرت إسرائيل برج «الظافر» غرب مدينة غزة، وبرج «المجمع التجاري» في مدينة رفح قبل يومين.
وتزامن ذلك مع مواصلة جيش الاحتلال بث رسائل صوتية، تنذر أحياء في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة بإخلائها، تمهيدا لقصفها، وحددت الرسائل المناطق في أربعة شوارع رئيسة في المنطقة، إضافة إلى أحد المدارس، وواحدة ثانية في حي الزيتون القريب، ودعت سكان المنطقة إلى الخروج منها والتوجه إلى منطقة الغرب.
إلى ذلك واصلت قوات الاحتلال استهداف المنازل والمساجد والمؤسسات في القطاع، وشنت خلال الساعات الماضية سلسلة غارات جوية أدت إلى تدمير العديد منها، وإيقاع عدد جديد من الشهداء.
وقالت مصادر طبية أن شهيدان ارتقيا فجرا، وأصيب العشرات بجروح، في غارة إسرائيلية استهدفت شارع النفق شمال مدينة غزة. واستشهد عاملان بشركة كهرباء غزة، في قصف استهدف مركبة خاصة بالشركة في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، وسبقهما استشهاد اثنين آخرين في استهداف مجموعة من المواطنين بمنطقة الشعف بحي الشجاعية شرق غزة.
ومع استمرار الحرب وعمليات القصف ضد غزة قالت مصادر طبية أن عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بدء العدوان ارتفع إلى 2137 شهيدا، منهم 577 طفلا، و260 سيدة، و101 مسنا، علاوة عن سقوط أكثر من 11 ألف جريح.
وواصل الاحتلال أيضا استهداف الأراضي الزراعية، موقعا خسائر مادية كبيرة، كما قصف مدرسة علي بن أبي طالب بحي الزيتون، وأسفر الهجوم عن اندلاع حريق بالمكان، وهاجم مواقع لنشطاء المقاومة مخلاة بالكامل.
في غضون ذلك قررت إسرائيل يوم أمس إغلاق معبر «كرم أبو سالم» في رفح جنوب قطاع غزة، وهو المعبر التجاري الوحيد الذي تمر منه بضائع لسكان قطاع غزة المحاصرين والذين يتعرضون لويلات الحرب.
وبرغم الحديث قرب عدم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار، حذر الوزير الإسرائيلي مئير كوهين من أن جيشه ستجتاح غزة برياً، إذا لم تشهد فترة اليومين المقبلين تطورات درامتيكية.
أما وزير الشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينتس، فقال أن أي اتفاق مرحلي قد يتم التوصل إليه مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة «لن يغنيها (إسرائيل) عن ضرورة التعامل مع الجيش الموجود في القطاع على المدى البعيد». ورأى أن إسرائيل ستضطر بالتالي عاجلاً أم آجلاً، إما إلى التوصل إلى اتفاق سياسي يضمن نزع السلاح في غزة، أو إلى التحرك عسكرياً لجعل غزة منزوعة السلاح.
في غضون ذلك واصلت المقاومة ردودها على العدوان، وشنت عدة هجمات بالصواريخ على بلدات إسرائيلية محيطة بغلاف غزة، وعلى مدن تل أبيب وحيفا.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس عن إطلاق رشقة صاروخية صوب مدن حيفا وتل أبيب وعسقلان، ردًا على سياسة قصف الأبراج السكنية ومنازل الآمنين في غزة. وقالت أنها قصفت مدينة حيفا بصاروخ «ر160» ومدينة تل أبيب بأربعة صواريخ من نوع «م75».
وتبنت كذلك كتائب القسام وسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي عمليات إطلاق قذائف هاون على البلدات الإسرائيلية المحيطة بغلاف غزة.
وشنت فصائل فلسطينية أخرى هجمات طالت هذه البلدات بأنواع أخرى من الصواريخ، ردا على الحرب غارات الاحتلال.
وحسب اعتراف ناطق عسكري لجيش الاحتلال فقد قال أن القصف الصاروخي المنطلق من قطاع غزة، باتجاه الأراضي الإسرائيلية تجدد يوم أمس، وأن صاروخا أصاب منازل في مدينة عسقلان، مما أدى إلى إصابة 32 شخصا 6 منهم بشظايا، والباقون بحالات هلع وخوف.
وقال أن منظومة «القبة الحديدية» اعترضت صاروخا، في أجواء منطقة تل أبيب الكبرى، كما سقطت في منطقة المجلس الإقليمي أشكول في النقب الغربي عدة قذائف صاروخية انفجرت في ارض خلاء دون وقوع إصابات أو أضرار.
إلى ذلك أعلنت رئاسة لجنة أولياء أمور الطلاب الإسرائيليين في مدينة بئر السبع رفضها السماح بافتتاح العام الدراسي الجديد في المدينة، طالما استمر الوضع الأمني الراهن. ونقل عن رئيس اللجنة القول أن «هناك خطراً كبيراً بتعرض طلاب المدارس لهجمات صاروخية، خاصة عند توجههم إليها أو عودتهم منها»، مؤكداً ضرورة الانتظار إلى حين انتهاء المعركة الحالية. كذلك أعلن رؤساء بلديات في المناطق المحاذية لقطاع غزة عن عدم انتظام الدراسة في موعدها، طالما استمرت الحرب.
يشار في هذا السياق إلى أن الدراسة لم تنتظم في قطاع غزة بسبب الحرب والقصف الإسرائيلي، وجرى افتتاح العام الدراسي في مناطق الضفة الغربية دون غزة.

أشرف الهور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول AL NASHASHIBI:

    رجعين نحرر البلاد. رجعين بقوه السلاح ..رجعين كما رجع الصباح من بعد ليله مظلمه
    ……………………..The truce  it does not means STOP YOUR. STRUGGLE TO LIBERATE YOURS PATRIOT FROM  THE SAVAGE PRUTAL ZIONISM COLONY ….
    الهدنه لا تعني توقف النضال الفلسطيني من اجل تحرير كل تراب  الوطن من الاستعمار الوحشي الصهيوامركلنبيرطنوفرنسيروسي …الهدنه تعني التدريب والتعبه في جميع مناحي الحياه العسكريه اولاً  والاجتماعيه والعلميه …لان لا ولن يهداً الام النازح الا بعودته الي بيت أجداده  والتخلص من كل مخيمات الخيانه والذل والبوًس والحرمان من العيش الشريف الكريم …
    التهداًه لا تعني بعدم القيام باعاده ترتيب البيت الفلسطيني بانتخاب قياده. ذو مسووليه جديده …من خلال صوت المواطن الذي هو البوصله لنا جميعاً في تحقيق حقوقه ومطالبه  الانسانيه والوطنيه …
    التهداً ..فقط  للإعلام علينا بالاستعداد العملي لخوض معركه التحرير  وانهاً الاستعمار …حيث علينا  بالوعي …حيث امريكا ..تدعم التهداًه من ناحيه …ومن ناحيه ثانيه تدعم الاستعمار  بصواريخ جديده وتعباًه ..وهذا هو النفاق …والمهم هو العمل ..وبهذا علينا بالعمل ….وليس بالقبول بالتهداه …الاعلاميه …
    النشاشيبي ..علينا بالتعباًه في جميع النواحي ةباقصي سرعه ممكنه حتي نستطيع ان نضع نهايه لهذا الاستعمار. ..كما أخذ درساً من سواعد هذه الصواريخ ..التي فرضت احترامها علي العالم …
    لان بالعزينه وقوه التصميم. نحقق المعجزات ..ويعود النازح الي وطنه مرفوع الراس 
    علينا بتوحيد البندقيه العربيه والاسلاميه ..بالاضافه الي البندقيه الفلسطينيه …هذا علاوه علي استخدام  البترول الاسلامي والعربي في خدمه آلامه  وشعوبها 
    نعم للحكمه العسكريه …نعم  ألرحمه لشهداء فلسطيني في كل بقعه في العالم عامه وفي فلسطين خاصه …غزه الابيه غزه الشهماً غزه متال النضال  والشرف …فهي عبره لمن لا يعتبر …صاروخنا هو طريق عودتنا وانهاً الاستعمار من جذوره …..
    AL NASHASHIBI

إشترك في قائمتنا البريدية