باريس- “القدس العربي”: بمبادرة من ماتيو سالفيني، وزير الداخلية الايطالي وزعيم حزب زعيم حزب “رابطة الشمال”؛ يلتئم السبت في مدينة ميلانو، قادة أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية، وذلك تحت مراقبة من ستيف بانون المستشار السابق لدونالد ترامب وايديولوجي- الشعبوية في الغرب، والذي يتابع عن قرب، من باريس وبروكسل ومدن أخرى، حملة الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي ستتم في 26 من الشهر الجاري.
اجتماع ميلانو اليوم لأحزاب اليمين المتطرف، يهدف إلى وضع أسس تشكيل كتلة كبرى في البرلمان الأوروبي القادم ما بعد انتخابات 26 مايو الجاري، تكون قادرة على التأثير بشكل قوي وفعال على قرارات المفوضية الأوروبية.
يحضر هذا الاجتماع إلى جانب ماتيو سالفيني الرجل القوي الجديد للشعوبية في أوروبا، كل من مارين لوبان زعمية حزب “التجمع الوطني” الفرنسي، بالإضافة يورغ مويتن الذي يتصدر لائحة “البديل لألمانيا”، وأيضا رؤساء الأحزاب الأوروبية الأخرى المنتمية إلى كتلة “أوروبا الأمم والحريات”، التي تريد التكتل مع المجموعات الشعبوية الأخرى، على غرار كتلة “المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين”، التي تضم “الحزب الشعبوي” الدنماركي وحركة “الفنلنديين الحقيقيين”.
ومع ذلك، ما زال حلم ستيف بانون، بتوحيد الشعبويين الأوروبيين في “حراك” ضخم؛ يواجه عدة صعوبات بسبب الانقسامات في صفوف الأحزاب الشعبوية الأوروبية؛ رغم أن بانون يواصل الإعلان عن “ثورة” شعبوية وطنية في جميع أنحاء العالم وتحديداً أوروبا التي أطلق منها قبل أشهر مؤسسة تحت إسم “الحركة”، مقرها بروكسل، والتي تهدف إلى تنظيم مختلف التشكيلات اليمينية المتطرفة في كل أوروبا وجذب برلمانيين أوروبيين، وبالتالي شل الاتحاد الأوروبي كله.
حلم ستيف بانون، بتوحيد الشعبويين الأوروبيين في “حراك” ضخم؛ مازال يواجه عدة صعوبات بسبب الانقسامات في صفوف الأحزاب الشعبوية الأوروبية
صحيح أن هذه التكتلات الشعوبية الأوروبية تلتقي حول جملة من النقاط، إلا أنه ثمة خلافات عميقة في صفوف الأحزاب الكبرى. فمثلا فيما يتعلق بسياسة الهجرة واللجوء، يختلف حزب سالفيني “رابطة الشمال” مع حزبي “التجمع الوطني” الفرنسي و“البديل لألمانيا”. إذ يريد الأول أن يتم توزيع طالبي اللجوء على دول أوروبا؛ وهو ما يعارضه ويرفضه الحزبان الآخران.
كما أن هناك خلافات كبيرة على الصعيد الاقتصادي، حيث يدعو مارين لوبان إلى الحمائية؛ بينما يشجع “البديل لألمانيا” سياسة اقتصاد السوق. في حين، يعد حزب سالفيني (رابطة الشمال) وحزب “فيديس” المجري أكثر ليبرالية.
وعلى الصعيد الثقافي والديني، ينادي حزب مارين لوبان (التجمع الوطني) بالعلمانية؛ في وقت يتمسك فيه حزب وزير الداخلية الايطالي بقوة بجذور أوروبا المسيحية، ويوافقه في ذلك حزب “العدالة والقانون” البولندي.
لهذا علينا جميع المغتربين للتصويت لأحزاب اليسارية في أوروبا ابتداء من الأسبوع المقبل .