«دقيقة صمت» يضع الداخلية السورية على مقصلة الدراما

كامل صقر
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي» : يسيطر مسلسل «دقيقة صمت» على مزاج المتابعة السورية للدراما الرمضانية هذا العام وتشكل أحداثه المتصاعدة حديث السوريين، الذين ينتظرون حلقاته يومياً بعد الإفطار. أما أبطالُ العمل فلهم النصيب الأكبر من الإعجاب والتدقيق من محبي الدراما في سورية.
أداء نجوم «دقيقة صمت» أثار استحساناً كبيراً لدى السوريين الذين اعتبروا أن الدراما السورية ما زالت بخير، توقف معظم الناشطين عند أداء عابد فهد (شخصية أمير)، وفادي صبيح (شخصية أبو العزم)، وخالد القيش (شخصية العميد عصام).. ولاقى أداء الثلاثي فهد وصبيح والقيش إجماعاً لدى السوريين على قوة أدائهم وبراعتهم في تجسيد الشخصيات الموكلة إليهم في عملٍ درامي حساس ومعقد من هذا النوع.
العمل يستقي حكايته من فترة ما قبل الحرب بطريقة مشوقة لطالما أن القصة تطال فساد عالم الشرطة وأصحاب النفوذ والسلطة وصناعة المؤامرات وحرب الرؤوس الحامية والكبيرة، وكيف أنهم يتلاعبون بمصائر ضحاياهم إلى حد الحكم عليهم بالإعدام قانوناً وشرعاً!
يبدو العمل مثيراً وجذاباً لكل الجمهور دون استثناء. وقد صُورت أحداثه داخل سورية. إلا أن العمل الذي كتبه المؤلف سامر رضوان أثار بعض الانقسام بين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي في سورية، لجهة الخلاف على شخصية الكاتب الإشكالية المحسوبة على المعارضة أو لجهة قصة العمل التي تركز على وزارة الداخلية السورية وأبطالها وكبار ضباطها.
فالكاتب سامر رضوان تعرض للهجوم من بعض المتابعين لكونه معارضا سيقدم عظيم جهده للنيل من مؤسسة أمنية يُكيل لها العداء الشخصي، حسب تقدير هؤلاء فيما ذهب آخرون إلى ضرورة عدم الربط بين مواقف الكاتب السياسية ومحتوى نصه الدرامي، الذي قدمه في «دقيقة صمت» والنصر للعمل من ناحية درامية فكرية فنية واجتماعية بعيداً عن تصنيفات المعارضة والموالاة. أما قصة العمل فكانت أيضاً مضماراً للسجال بين السوريين النشطاء على فيسبوك، حيث ذهب البعض إلى أن العمل يحمل شحنات مبالغا فيها لجهة تقديم وزارة الداخلية على أنها وِكر للمؤامرات والفساد والتحكم بمصائر الناس، وأن العمل يبالغ في تصوير حالة البطش وانتهاك القانون وسيطرة السلطة المطلقة لأسباب سياسية، فيما يردّ آخرون من المعجبين بأن العمل معني في تقديم إحدى صور الفساد في مؤسسة الداخلية وهو فساد موجود لا يمكن إنكاره وأبطال هذا الفساد موجودون سابقاً، كما هم موجودون الآن في تلك المؤسسة وغيرها من المؤسسات السورية.
في الأحوال كلها، نجح «دقيقة صمت» حتى الآن في دفع المشاهدين لانتظار حلقاته بلهفة يوماً بيوم، وفرض هذا العمل نفسة قصةً وإخراجاً وأداءً في وقت تزدحم فيه الفضائيات بعشرات الأعمال الدرامية، حتى الرافضين لفكرته يترقبون أحداثه بشغف غير مسبوق.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية