احتفالات البوليزاريو تؤجل فتح الحدود البرية الجزائرية المغربية رغم الاشارات الايجابية

حجم الخط
0

احتفالات البوليزاريو تؤجل فتح الحدود البرية الجزائرية المغربية رغم الاشارات الايجابية

احتفالات البوليزاريو تؤجل فتح الحدود البرية الجزائرية المغربية رغم الاشارات الايجابيةالرباط ـ القدس العربي ـ من محمود معروف: ابرزت صحف مغربية تقارير تتحدث عن فتح الحدود البرية الجزائرية المغربية المغلقة منذ 1994 وقالت ان الجزائر تذهب لفتح حدودها البرية مع المغرب الصيف القادم.مصدر التقارير صحيفة الخبر ، اوسع الصحف الجزائرية انتشارا، وتقول نقلا عن مصادر دبلوماسية ان الحدود البرية بين الجزائر والمغرب ستفتح، علي اقصي تقدير، الصيف القادم، اذا استمر العمل بهذا الاتجاه ولم يحدث طارئ وذلك في اطار تفعيل العلاقات بين البلدين والاسراع في تطبيعها.واعادت صحيفة الخبر هذا الانجاز اذا ما تحقق الي اللواء العربي بلخير احد صناع القرار بالجزائر والذي عين الخريف الماضي سفيرا بالرباط لحنكته وتجربته بالعمل علي تنقية الاجواء بين البلدين. وقالت ان اجتماعا عقد بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وبلخير تمحور حول العلاقات المغربية الجزائرية التي تتراوح منذ منتصف التسعينات بين الفتور والتوتر وان هذا الاجتماع تزامن مع جولة رونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي الشهر الماضي في عواصم المغرب العربي.وساد اعتقاد اثناء جولة رامسفيلد المغاربية بأن الادارة الامريكية تسعي لخلق اطار مغاربي للتعاون الامني مع الولايات المتحدة لخدمة ما تسميه حربها علي الارهاب. وفشلت جهود دؤوبة مغاربية واوروبية عرفتها المنطقة خلال السنوات الماضية لقيام علاقات طبيعية وتعاون بين الجزائر والمغرب، وتكثفت هذه الجهود منذ صيف 2004 في اعقاب تولي الاشتراكيين الاسبان بزعامة خوسي زباتيرو الحكم ومحاولتهم الدفع نحو تعاون اقليمي مغربي جزائري فرنسي اسباني.واغلقت الجزائر حدودها البرية مع المغرب في اب/اغسطس 1994 اثر تحميل الحكومة المغربية مسؤولية هجوم مسلح استهدف فندقا بمراكش للاجهزة الامنية الجزائرية وفرض تأشيرة دخول مسبقة علي المواطنين الجزائريين او من اصل جزائري الراغبين بزيارة المغرب كما قامت السلطات المغربية بعملية ابعاد واسعة لالاف الجزائريين الذين كانوا بزيارة للمغرب. واشترطت الجزائر طوال السنوات الماضية لفتح حدودها البرية واعادة العلاقات لطبيعتها تقديم المغرب ادلة علي اتهاماتها للاجهزة الجزائرية او الاعتذار العلني عما بدر من السلطات المغربية تجاه الاجهزة الجزائرية او المواطنين الجزائريين. ومنذ تولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحكم ربيع 1999 انتعشت امال بوئام مغربي جزائري علي غرار الوئام الوطني الجزائري الداخلي، الا ان طبيعة الملفات العالقة بين البلدين ما زالت تحول دون ذلك.ويعتبر ملف نزاع الصحراء الغربية الاكثر توتيرا للعلاقات بين الرباط والجزائر حيث تتهم الرباط الجزائر بالسعي لتفتيت وحدتها الترابية لدعمها جبهة البوليزاريو لاقامة دولة مستقلة في المناطق الصحراوية التي كانت تحت الاستعمار الاسباني ويقول المغرب انها جزء من ترابه الوطني.وكادت مسيرة للوئام بعد لقاء الجزائر بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس عبد العزيز بوتفليقة في نيسان/ابريل 2005 ان تصل الي نتائج ايجابية بعد ان تخطت قمة الجزائر الاثار السلبية التي تركها قرار مغربي صدر من جانب واحد في صيف 2004 برفع التأشيرة المسبقة عن المواطنين الجزائريين والذي اعتبرته الجزائر محاولة مغربية لاحراجها واعلن الرئيس بوتفليقة بعد القمة عن قرار برفع التأشيرة عن المواطنين المغاربة الراغبين في زيارة الجزائر، الا ان مسألة الحدود بقيت رهينة المزج بين التقني والسياسي. واوصت الاجهزة الجزائرية المعنية بفتح الحدود وما يترتب عليها من وتجهيزات تأجيل اتخاذ قرار حتي تكتمل الاستعدادات التقنية، كتوسيع مراكز الحدود وفتح منافذ اخري والطرقات والشرطة اضافة الي ترتيبات مشتركة لمكافحة التهريب وتجارة المخدرات.وفي اثناء النقاشات التقنية لفتح الحدود ظهرت قضية الصحراء الغربية مرة اخري حيث احتج المغرب بشدة علي مضمون برقية تهنئة بعثها الرئيس بوتفليقة الي زعيم جبهة البوليزاريو بمناسبة ذكري تأسيسها وعادت الحملات الاعلامية بين البلدين وبددت كل امال التوافق والوئام بينهما.وحملت الجزائر والرباط اللواء العربي بلخير الذي جاء الي السفارة بالرباط من رئاسة ديوان رئيس الجمهورية مهمة انجاز الوئام بينهما، وبالنسبة للجزائر فإن انجاز المهمة تنطلق من ازالة اثار 1994 والفصل بين العلاقات الثنائية وملف النزاع الصحراوي باعتبار ان هذا النزاع وتسويته اضافة الي ان الجزائر ليست طرفا به هو بين يدي الامم المتحدة وبالنسبة للمغرب فإن فتح الحدود البرية لما له من انعكاسات ايجابية علي اقتصادها خاصة في المناطق المغربية الشرقية اشارة ضرورية لثبات حسن النية والرغبة في التعاون.وفي وقت سابق من الشهر الماضي تحدث عبد العزيز بلخادم الوزير المستشار للرئيس بوتفليقة والمكلف بالعلاقات مع المغرب عن زيارة قريبة قد يقوم بها للرباط لمتابعة ترطيب الاجواء بين البلدين والدفغع بها نحو التعاون.ويلتقط المغرب اية اشارة ايجابية جزائرية في مسألة فتح الحدود ويبرزها واحيانا يبني عليها امالا يعبر عن غضبته علي الجزائر اذا لم تتحقق، وقد تتكرر هذه الغضبة اذا ما تبين فيما بعد ان التقارير عن فتح الحدود غير دقيقة او ان المسار الذي كانت عملية الحدود تسير به قد توقف او اخذ منحي اخر. اذ ما زالت علي اشدها الحملات الصحافية المغربية ضد الجزائر بمناسبة تنظيم جبهة البوليزاريو احتفالاتها بالذكري الثلاثين لاعلان جمهوريتها في منطقة تيفاريتي الواقعة خارج الجدار الامني الذي شيده المغرب حول الصحراء ويعتبرها جزءا من المناطق العازلة وتعتبرها جبهة البوليزاريو ومعها الجزائر اراض صحراوية محررة.وزمنيا فإن اجتماع بوتفليقة مع سفيره لدي الرباط عقد قبل احتفالات جبهة البوليزاريو وقبل الحملة الاعلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية