مفوض “الأونروا” لـ”القدس العربي”: اتهامات غرينبلات غير صحيحة ومشكلة اللاجئين سببها فشل سياسة المجتمع الدولي

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة – “القدس العربي”: رفض المفوض العام لوكالة عوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بيير كرينبول، خلال مقابلة مع “القدس العربي”، الهجوم الذي شنه المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات، ضد منظمته الدولية، بتحميلها مسؤولية الأزمة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، وأكد أن “الأونروا” ستركز مجهوداتها على مؤتمر المانحين الذي يعقد الشهر القادم في مقر الأمم المتحدة، وذلك في رده على سؤال حول مشاركته في “ورشة البحرين الاقتصادية”.

وقال كرينبول لـ “القدس العربي” على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في مقر “الأونروا” الإقليمي في قطاع غزة، حين سئل عن الهجوم الذي تعرض له من غرينبلات ليل الأربعاء خلال جلسة استماع لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط “كل دولة لها حق سياسي في تقديم المساعدات من عدمها للأونروا”، وكان بذلك يرد على وقف دعم واشنطن لمنظمته منذ العام الماضي.

وأضاف “لكن لن أقبل أي أقوال بأن الأونروا هي المسؤولة عن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين”، مشددا على أن هذه الاتهامات “غير صحيحة”، وكان بذلك يرد على غرينبلات.

وأكد كرينبول أن المسؤول عن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين هو المجتمع الدولي الذي قال إنه “لا يملك القدرة على حل المشكلة”، مشيرا إلى أن اللاجئين يعيشون واقع مأساوي بسبب استمرار الصراع وعدم حل مشكلتهم.

وأشار إلى أن منظمته الدولية التي تعاني من عجز مالي كبير بسبب قطع واشنطن منذ العام الماضي مساعداتها المالية، ستواصل تقديم المساعدات والخدمات للاجئين الفلسطينيين في مناطق العمليات، وأشار المفوض العام إلى أن قرار الإدارة الأمريكية بقطع المساعدات المقدمة لـ “الأونروا” “مخيب للآمال ويثير الأسف”.

وكانت الإدارة الأمريكية التي أعلنت صراحة رغبتها في “حل الأونروا” واتهمت هذه المنظمة بالتسبب باستمرار مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وقررت من أجل تحقيق ذلك قطع مساعداتها المالية السنوية المقدرة بـ 360 مليون دولار عنها، مما خلق أزمة مالية لا تشهد من قبل، تهدد عمل هذه المنظمة والخدمات التي تقدمها لنحو ست ملايين لاجئ في مناطق العمليات الخمس وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

وقال غرينبلات قال جلسة مجلس الأمن، “إن أمريكا أوقفت تمويل الأونروا لأنها لا تحقق ما نتمناه”، مضيفًا أنها “تعمل حاليا في الرمق الأخير”، وقال كذلك إن الفلسطينيين سيخسرون حال لم يشاركوا في “ورشة البحرين”، وأبدى استعداد واشنطن لإطلاق حوار مع الحكومات التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين”، لتقديم الخدمات بدل من “الأونروا”.

وكانت كل من الولايات المتحدة والبحرين دعتا لـ “ورشة اقتصادية” ضمن مخطط “صفقة القرن”، تهدف حسب الدعوة إلى ايجاد مساعدات للفلسطينيين تساهم في الحل السياسي.

وسألت “القدس العربي” المفوض العام لـ “الأونروا”، إذا ما كانت منظمته بصفتها الجهة الدولية التي تقدم خدمات للاجئين الفلسطينيين، ستحضر “ورشة البحرين” أم لا في حال وجها إليها دعوة كباقي المؤسسات والدول المهتمة فرد بشكل غير مباشر بأنهم لن يحضروا ذلك الاجتماع، وقال “لدينا مؤتمر مهم في نهاية يونيو في نيويورك، سيخصص لحشد دعم المانحين لموازنة الأونروا”، وأضاف “هذا المؤتمر هو الأساس وسنركز جهودنا عليه”.

ودعا كرينبول المانحين للإسراع في تقديم الدعم المالي اللازم لـ”الأونروا”، لافتا في حديثه لـ “القدس العربي”، أن العجز المالي سيبلغ في الموازنة سيبلغ الشهر القادم 200 مليون دولار.

وأشار كذلك إلى أن الموازنة السنوية تقدر بـ 1.2 مليار دولار، لكافة عمليات الاغاثة سواء الصحية أو التعليمية أو الاجتماعية، مشيرا إلى أن ما هو موجود حاليا من أموال يكفي فقط حتى منتصف الشهر القادم فقط.

وخلال المؤتمر الصحافي، لم يقدم كرينبول تعهدا رسميا، بقدرة “الأونروا” على الاستمرار في خدماتها للاجئين بسبب الأزمة المالية، وقال “سنحاول أن نبقي مدارسنا مفتوحة أمام أطفال اللاجئين في الموسم الدراسي القادم”.

وعبر عن أمله في الحصول على الدعم المناسب خلال المؤتمر المنوي عقده بمقر الأمم المتحدة الشهر القادم، كما العام الماضي، الذي تكفلت فيه 42 دولة ومؤسسة في تقديم مساعدتها لتعويض العجز المالي الذي تسببت فيه الإدارة الأمريكية.

وأشار إلى أن اتصالات تجري حاليا مع المانحين، من أجل الحصول على الأموال اللازمة، لتوفير المساعدات الغذائية التي توزع على مليون لاجئ فلسطيني فقير من أصل 1.3 مليون لاجئ يعيشون في قطاع غزة.

وأكد كرينبول أن “الأونروا” تعمل بموجب التفويض الذي محتها إياه الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يجدد كل ثلاثة سنوات، من أجل تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، رافضا محاولات “نزع الشرعية” عن هذه المنظمة.

كذلك عبر المفوض العام عن قلقه من “التأثيرات النفسية والانهيارات الكبيرة التي يعاني منها سكان قطاع غزة”، بسبب الحصار والصراعات، لافتا إلى أن المجتمع الدولي “لا ينتبه كثيرا إلى الوضع الحالي في غزة”.

وأشار إلى أن “الأونروا” ليست الجهة المسؤولة عن زيادة أعداد اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدا أن المسؤول عن ذلك هو “فشل الساسة في حل هذه المشكلة”.

يذكر أن “الأونروا” تشتكي من زيادة الطلب على خدماتها، بسبب تزايد أعداد اللاجئين وهشاشة أوضاعهم الاقتصادية، وقد شكلت بموجب قرار من الجمعة العامة للأمم المتحدة، من أجل تقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين إلى أن يتم إيجاد حل عادل لقضية لاجئي فلسطين.

ويتم تمويل برامج “الأونروا” التي تأسست في العام 1949، بعد النكبة التي حلت بالفلسطينيين قبل هذا التاريخ بعام، بالكامل تقريباً من خلال التبرعات الطوعية التي تقدمها الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية