خطيئة وزير التعليم تهدد عرش النظام ومظاهرات تلاميذ أولى ثانوي جرعة أوكسجين للمعارضة

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: «عملوها التلامذة».. حديث الناس على المقاهي وخلال ساعات الصيام، حول المظاهرات العفوية التي أطلقها طلبة الصف الأول الثانوي والتي شهدها عدد من المدن اعتراضا على نظام الامتحانات بالتابلت، الذي عانى بسببه الطلاب مشيرين لفشله.. لم تجرؤ قوى ثورة يناير/كانون الثاني التي تدربت على مواجهة دولة مبارك القمعية، في أن تتسلل للميادين طيلة الأعوام الأخيرة، فيما هتفت حناجر التلاميذ رافضة أن يكونوا فئرانا لتجارب فاشلة، وقد تعاطف الكثيرون مع المطالب العادلة للطلبة.

إخضاع الإبداع لعدة جهات رقابية ودور المجلس الأعلى للإعلام تربية الشعب وتعليمه الأدب!

وقد كشفت الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 23 مايو/أيار عن حالة الغضب التي تعتري معظم بيوت مصر، بسبب الأزمة التي يعيشها الطلبة، وتحت قبة البرلمان صرخ ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي: «ما فعله الوزير طارق شوقي لا علاقة له بتطوير التعليم.. لم يقدم شيئا حقيقيا لتطوير التعليم في بلادنا.. بل دمّر جيلا كامل من أبنائنا وبناتنا أمل بلادنا في المستقبل». أما الكاتب عبد الرازق أحمد الشاعر فاعترف بأن: «من حق معلمي مصر أن ينتفضوا حين يرون ممثلهم الدرامي يهان على يدي ضابط شرطة». فيما كان كرم جبر في «الأخبار» متعاطفا مع أبنائنا الطلاب والطالبات، الذين عبّروا عن غضبهم من نظام التابلت، فالدولة التي أنفقت المليارات على هذا النظام، لم تكن تستهدف إلا تهيئتهم للمستقبل، بنظام تعليمي راق ومتطور. أما المخرجة كاملة أبو ذكري فتوصلت لنبوءة مفادها: «العالم كله بيتقدم واحنا هنبقي كوكب قرود». واعترف المفكر حسن حنفي بأن «الاجتهاد الجماعي قادر على أن يبدع نظاما عربيا جديدا بناء على شعار «الوحدة في التعدد، والتعدد في الوحدة» بدلا من حلم القومية القديم.

قمة وبعدها غمة

«الأصل في القمم العربية، كما يشير الدكتور أحمد يوسف في «الأهرام»، أنها كانت كلها طارئة تُعقد لمواجهة تطورات خطيرة تهدد الأمن العربي. إن محاولات عقد قمم عربية غير عادية قد غابت كما في حالة الغزو الأمريكي للعراق، أو باءت بالفشل، كما في حالتي العدوان الإسرائيلي على لبنان ثم غزة، ولهذا لم يدع العاهل السعودي إلى القمة وحسب، وإنما حدد موعدها بدون انتظار لمعرفة رأي الدول العربية، وبالتالي ستكون القمة تشاورية وليست قمة رسمية غير عادية، وفي كل الأحوال فسوف تُحسن القمة صنعا إن هي بلورت موقفا عربيا موحدا، في مواجهة التهديدات بعيدا عن أي دور خارجي، واستكشفت السبل المختلفة لوقف التصعيد الذي قد يفضي في لحظة طائشة لتعريض المنطقة لكارثة جديدة من نوع الحرب العراقية – الإيرانية، والغزو العراقي للكويت، والأمريكي للعراق، وكلها كوارث ما أغنانا عنها وما أحوج الآخرون لها لابتزازنا، وقد كانت لنا وللسعودية بصفة خاصة تجارب ناجحة في التعايش مع إيران، على أساس من الاحترام المتبادل للمصالح المشروعة، وإتاحة الفرصة لمناخ من الاستقرار يمكن شعوب المنطقة من التقاط أنفاسها والتطلع بأمل إلى المستقبل».

لا نتعلم شيئا

نبقى مع مخاطر اللحظة الراهنة كما تنظر إليها مي عزام في «المصري اليوم»: «لم تستوعب الأنظمة العربية ثورات الربيع العربي في 2011، وتضاربت مواقف الدول العربية إزاءها، ما تلاها من احتراب أهلي واستقطاب مجتمعي، منح إيران وتركيا فرصة لتوطيد مكانتيهما في هذه البلدان، ودعما أحد أطراف الصراع ضد الآخر. وهو ما فعلته دول عربية، كان من المفترض أن تكون حكما عدلا بين الأطراف المتصارعة لأنهم جميعا أبناء وطن واحد، ولكنها اختارت أن تكون طرفا في الصراع. اكتسبت إيران وتركيا نفوذا على حساب العرب، وعلى مائدة المفاوضات حول مصير سوريا جلست روسيا وإيران وتركيا وغاب ممثل الدول العربية. كم مرة أخطأنا واخترنا أسوأ البدائل؟ والآن أمامنا اختبار جديد، طبول الحرب تقرع للمرة الثالثة في الخليج، صقور البيت الأبيض واللوبي الصهيوني ومشاكل الداخل الأمريكي تضغط على ترامب، وقد تدفعه لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، ربما تطال دولا عربية أخرى. الملك سلمان دعا لقمة عربية في مكة. إيران استغلت الفراغ العربي لتمد نفوذها وتكيد للخليج، لكن خيار الحرب لن يضر إيران وحدها، القدرة على الردع والتلويح به مهم جدا، تفعيل قرار قمة شرم الشيخ 2015 والبدء في تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة سيكون خطوة تحدث فارقا. هناك مثل عربي يقول: ما حك جلدك مثل ظفرك، ولن يحمي الدول العربية إلا أبناؤها، ليس أمريكا ولا روسيا ولا إسرائيل.الدول العربية تحتاج للتصالح مع الماضي وبدء صفحة جديدة، يتقبل فيها الزعماء حتمية التغيير في مفاهيم الحكم وتداول السلطة، فواجبهم تحقيق طموحات شعوبهم المشروعة في حياة حرة كريمة وآمنة.

الحقيقة الغائبة

«مصر لا تملك ترف التوقف حتى تتضح الإجابات، هذا ما يصر عليه مصباح قطب في «المصري اليوم»، مؤكدا على أن أي تراجع في الأداء الاقتصادي – أو الهمة- ستكون عواقبه الاجتماعية مخيفة. لا مفر من الحركة إلى الأمام وبسرعة أعلى مهما كان مستوى «المعيشة» أو انخفاض الرؤية. كل ما يمكن قوله إنه لا مفر من عمل مع الشعب بدون الاكتفاء بالدوائر المحدودة، وجعل الجميع في الصورة وعلى مستوى المسؤولية، وجلب أكبر قدر من المعلومات الدقيقة بكل الوسائل الدبلوماسية والعلنية والسرية، إلى مطابخ القرار بوتيرة عالية، ليكون الطريق الذي تجبرنا الظروف على السير فيه وبسرعة كما قلت محفوظا لنا ككف اليد. علينا أن نضع علامات إرشادية على الطريق تكون مرجعيتنا التصويبية، إن حدث انحراف أو ارتطام «بالرصيف»، وتزويد «مركباتنا».. أي مؤسساتنا كافة بصدادات قوية لمواجهة تقلبات التشغيل، مع التحلي بأعلى قدر من المرونة والحيوية ومهارات المناورة السريعة. هذا ليس وقت الهزل أو الغفلة أو التستيف أو الانفراد بالقرار».

هل صلوا جماعة؟

اهتم عبد الغني عجاج في «المشهد» بالأفطار الذي أقيم في القصر الرئاسي لعدد من البسطاء: «استقبل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ضيوفه الذين دعاهم إلى مائدة الإفطار حيث يقيم.. وضيوفه على مائدة الإفطار الرمضاني ليسوا من أصحاب الجلالة، ولا من أصحاب السمو والفخامة، ولا من أصحاب المعالي.. ضيوفه من أوسط فئات شعبنا العظيم.. مواطنون عاديون من مختلف محافظات مصر طبقا لما أعلنه المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير الوسيم بسام راضي.. رجال وسيدات مثل أولئك الذين نراهم في الحقول والأسواق والشوارع والحارات. لم أشغل نفسي بأسئلة قد تقفز إلى الذهن من عينة: كيف وقع الاختيار على هؤلاء الرجال والنساء لتناول الإفطار على مائدة الرئيس وفي مقر إقامته؟ وهل تم الاختيار عشوائيا؟ وهل انتقل هؤلاء الضيوف أو المعازيم لمقر إقامة فخامة الرئيس كل بطريقته بعد إعطائه العنوان؟ أم تم توفير وسائل نقل لهم تليق بكونهم من ضيوف فخامة الرئيس؟ ومتى وصلوا وهل صلوا المغرب جماعة، وإلى متى استمروا في ضيافة الرئيس ، لم أشغل نفسي بتلك الأسئلة لثقتي التامة في أن الرئيس حرص على استقبال شرائح من الشعب المصري واستضافتهم على الإفطار بكل التلقائية والأريحية والكرم المصري، الذي تمتد جذوره للجمالية وسيدنا الحسين. والحقيقة أنني لو كنت من مستشاري فخامة الرئيس لنصحته بتسجيل هذا اللقاء الودي والإنساني، بل وإذاعته كاملا وبدون مونتاج.. فاللقاء فرصة كي ترى جموع الشعب الرئيس على طبيعته وهو يتكلم مع أناس منهم يشبهونهم.. ولا بأس من معرفة ماذا قال الناس البسطاء غير الرسميين لفخامة الرئيس والذين يتكلمون على طبيعتهم، ترى ماذا طلبوا وماذا قالوا فضحك فخامة الرئيس وممن اشتكوا؟».

فضيحة

الخبر الذي نقلته وكالة رويترز واهتم به جلال عارف في «الأخبار» يتحدث عن «فضيحة تجارية» طالت عددا من المتاجر الشهيرة في الولايات المتحدة، والتي باعت أطقم مفروشات بأسعار عالية على أساس أنها مصنوعة من القطن المصري الفاخر بنسبة 100٪ .ثم تبين أن هناك عملية غش أثبتها القضاء، وتجري المحاسبة عليها بعد أن ثبت أن المصنوعات التي بيعت بأغلي الأثمان ليست من القطن المصري الفاخر! أتذكر أيام كانت مصانع المحلة وكفر الدوار تصدر للعالم أفخر القمصان اللينوه، وأرقى الثياب القطنية للرجال والنساء، وكانت أرقى القمصان السويسرية تصنع من الأقطان المصرية التي لا مثيل لجودتها. وفي الوقت الذي كنا نسعي لكي ننهض بصناعة الملابس الجاهزة، حتى نستطيع أن نحقق أكبر استفادة من القطن المصري، ولكي نكون المركز الأكبر للملابس القطنية الفاخرة.. كان هناك من يضرب صناعة النسيج وكل الصناعات المصرية في مقتل. وكان هناك من يفتح أبواب الاستيراد على البحري، في الوقت نفسه الذي يمنع أي تمويل جديد لقلاعنا الصناعية، لينتهي الأمر بإغلاق آلاف المصانع الصغيرة للقطاع الخاص، وترك قلاعنا الصناعية في المحلة وكفر الدوار حتى وصلت إلى الحالة البائسة التي عاشتها منذ سنوات. الآن يتم الإعلان عن مخطط جديد لإعادة الحياة لصناعات الغزل والنسيج، ويتم رصد أكثر من عشرين مليار جنيه لتطوير قلاع هذه الصناعة في المحلة وكفر الدوار ويعود الاهتمام بزراعة القطن التي كانت قد تراجعت لحد كبير. سيكون علينا استيراد القطن قصير التيلة لإنتاج الملابس الأرخص لكن سيبقى العرش محجوزا لقطننا المصري طويل التيلة الأجود في العالم».

بينهما ما يصنع الحداد

الكلام عن مستقبل الصراع الأمريكي الإيراني رائج للغاية، ومن بين من اهتم به طه الشريف في «الشبكة العربية»: «باستعراض تاريخ التوتر في الأجواء بين واشنطن وطهران، سنجد العَجب العُجاب، وسنكتشف أن التصعيد لم يكن أكثر من قنبلة دخان أطلقت لاستنزاف إحدى الدول السنية في المنطقة، وسحبها إلى حيث تريد واشنطن أو عقابها على خروجها عن السياق الذي رُسم لها، وبفجائية أقرب إلى الكوميديا السوداء تتسلم إيران مكافأتها بعد وابل من التهديد والوعيد. فقد تمت مكافأتها في أفغانستان السنية أيام جورج بوش الأب، وقدم لها العراق السني في عهد بوش الابن، وتحولت بغداد من ساعتها كحاضرة الخلافة العباسية السنية، لتصبح إحدى ولايات المرشد ذي العمامة السوداء. ثم لم تتوقف تهديدات الإدارة الأمريكية وتصعيدها ضد إيران أيام الرئيس أوباما، وانتهى الأمر بسيطرة طهران على سوريا واليمن. وها هي الإدارة الأمريكية تعود أدراجها مرة أخرى ناسجة سيناريو جديد للتهديد والوعيد، مع بدء حكم الجمهوري دونالد ترامب وإدارته من المحافظين الموغلين في التطرف من أمثال مايك بنس وجون بولتون ومايك بومبيو. والمبررات هذه المرة إصلاح ما ارتكبته الإدارة السابقة من خطأ التوقيع مع إيران، بالإعلان عن الانسحاب من الاتفاقية النووية التي أبرمت بشراكة أوروبية وإشراف أممي، والمعروفة باتفاقية الـ5+1 بالإضافة إلى إنهاء الإعفاءات على استيراد النفط الإيراني، من أجل تصفير العائدات ووقف ضخه للأسواق. ترى ما هي أسباب التصعيد المصطنعة من قِبل إدارة ترامب؟ وما هي الأهداف الحقيقية التي تسعى إليها إدارته حتى حشدت السفن وحاملات الطائرات وقاذفات الصواريخ وأتت بها إلى مياه الخليج؟».

عض الأصابع

«الوضع في الشرق الأوسط والخليج، كما يصفه أكرم القصاص في «اليوم السابع»، ساخن، والصراع قائم قبل التصعيد الأخير، لم تنته الحرب في سوريا ولا الصراع في العراق واليمن، وهي صراعات تقف إيران طرفا مباشرا أو عن طريق الوكلاء، ضمن حالة من تشابك المصالح وتقاطعها، تبدو أكثر تعقيدا مما هو ظاهر، وبقدر ما يبدو وكلاء إيران في سوريا أو اليمن أو العراق عناصر تضيف لقوة إيران، فإنهم في جانب آخر يشكلون «الأيدى المؤلمة» لطهران، التي تشير إليها الأصابع الأمريكية ضمن التصعيد الدعائي. فعليا.. لا أحد يريد الحرب المباشرة، والحشود الأمريكية متمثلة في حاملة الطائرات أو قاذفات القنابل تكفي للتهديد فقط، لكنها لا تصلح لحرب أو غزو، وحسبما كتب خالد السليمان في «عكاظ»، هذه الحشود ترسل الرسائل السياسية ولا تفتح المظاريف العسكرية.. استعراض القوة والردع هو الهدف. وبقدر ما تبدو التصريحات عالية الصوت تبقى عروض التفاوض قائمة، وبعد تصاعد أخبار الحرب من وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين، ويؤكد الطرفان الأمريكي والإيراني أنهما لا يريدان الحرب، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفى عبر «تويتر»، تقارير إعلامية حول محاولات الولايات المتحدة إطلاق مفاوضات مع إيران لتخفيف التوتر، وعلى الرغم من النفي يقول ترامب: «إيران ستتصل بنا عندما تصبح جاهزة، وقبل ذلك سيستمر الاقتصاد الإيراني في الانهيار، في إشارة إلى الحصار الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن على طهران، ومع ذلك أعلن ترامب لفوكس نيوز «إذا كان هناك غزو، فهو اقتصادي»، توضيحا بعد تغريدة هدد فيها ترامب إيران بأنها ستنتهي إن أرادت الحرب مع بلاده، تبعها بتحذير يقول «لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى».. وذلك في أعقاب تصريحات إيرانية بأن طهران قادرة على إيذاء أمريكا».

توارد أفكار

حقيقة يؤمن بها محمد الدسوقي رشدي في «اليوم السابع»: «لم تخترع تركيا أسلوبا جديدا لتمرير أفكارها، بل استفادت من التجربة المصرية في الاستحواذ على عقل ووجدان العالم العربي في عقود مضت، مستخدمة في ذلك قوتها الناعمة دراما وسينمائيا، وبدأت الدراما التركية تغزو العالم العربي وتؤثر في منازله وتكوينه الاجتماعي والنفسي، لا أحدثك هنا عن حالات الانبهار بنور ومهند أو المنازل وجمال الطبيعة والتصوير في المسلسلات التركية، بل أحدثك عن تسويق ممنهج لكل الأفكار والأنماط الاجتماعية التركية، التي تم بثها في عقول المسلمين والعرب مع المرحلة الأولى للعبة الدراما التركية في المنطقة. تركيا بدأت اللعبة الدرامية بشكل تدريجي، الخطوة الأولى كانت خطوة الجذب بقصص اجتماعية مثيرة، وصورة لجمال ونظافة وتحضر تركيا، وفي خطوتها الثانية بدأت بعضا من التشويق والجذب للتاريخ التركي والسلطنة العثمانية، كما ظهر في «حريم السلطان»، والآن تبدأ في الخطوة الأخطر ممثلة في مسلسل السلطان عبدالحميد، سلاح تركيا الجديد لتزييف الحقائق والتاريخ وتحقير الدور العربي والمصري، ورفع شأن فكرة الخلافة التركية، وتقديم عمل درامي له هدف واحد يقول بأن الإسلام لن يكون في أمان أو عز أو تقدم إلا إذا عادت راية الخلافة العثمانية أو التركية مجددا».

شرطة للدراما

المخاوف تعتري كريمة كمال بسبب توسع صلاحيات المجلس الأعلى للإعلام وهذا ما تشير إليه في «المصري اليوم»: «المجلس الأعلى للإعلام يتصرف بمنطق، ليس الرقابة فقط بل بمنطق من ينوي تربية المشاهد مرة أخرى، وهو هنا يسعى لتربية الشعب، فكل ما جاء في التقرير كان قد سبق أن جاء في أعمال درامية قديمة، يشهد لها بالتميز، والمشكلة هنا في العين التي تحاسب والمنطق في ما وراء هذا الحساب، الذي لا يقبل أن يكون هناك مجرم مثلا يخالف القانون أو شخصية مدمن، فمن أين يمكن أن تأتي الدراما إذا ما نزعنا عنها كل الملامح الدرامية التي تشكل السياق؟ المشكلة الأخرى في مثل هذه التقارير التي يصدرها المجلس هي التساؤل حول دور المجلس أصلا في ظل وجود الرقابة على المصنفات الفنية، التي هي الجهة الأصيلة في الرقابة على الأعمال الفنية، فإذا ما كانت الرقابة هي الجهة المنوط بها الرقابة على الأعمال الدرامية، فما هو دور المجلس هنا؟ وهل يستساغ أن يتعرض المبدع لأكثر من جهة رقابية؟ وماذا لو اختلفت رؤية كل جهة رقابية عن الجهة الأخرى، أي رؤية هي التي تنفذ؟ لا يمكن تصور أن يخضع الإبداع لعدة جهات رقابية، فهذا من شأنه أن يقتل الإبداع تماما ويقضي على أي خيال. يجب أن يعاد النظر في دور المجلس الأعلى للإعلام، بحيث يكون دوره تنظيميا وليس رقابيا، لأن هناك بالفعل جهة رقابية منوط بها هذا الدور الرقابي، هناك حالة لدى المجلس في تصور أنه القادر على أن يعيد تربية الشعب من أول وجديد وتعليمه الأدب، لهذا أطلق عليه البعض «شرطة الدراما».

لا تقلقوا

حرص وجدي زين الدين في «الوفد» على طمـأنة الخائفين من توحش السلطة: «يوجد في الدستور أكثر من 10 مواد ابتداء من المادة «57» وحتى المادة «69» تهتم وتضمن الحياة الآمنة المستقرة للناس. والمعروف أن الحياة الخاصة لها حرمة، وهي مصونة يجب عدم المساس بها، سواء كانت مراسلات بريدية أو برقية أو إلكترونية، وكذلك المحادثات الهاتفية وغيرها من وسائل الاتصال، فكلها لها حرمة وسريتها مكفولة ولا يجوز مصادرتها أو الاطلاع عليها أو رقابتها، إلا بأمر قضائي مسبب، ولمدة محددة وفي الأحوال التي يبينها القانون. الحياة الخاصة للمواطنين يجب حمايتها في استخدام وسائل الاتصال العامة بكافة أشكالها، وكذلك الحال للمنازل حرمة، وفي ما عدا حالات الخطر أو الاستغاثة، لا يجوز دخولها ولا تفتيشها ولا مراقبتها أو التنصت عليها، إلا بأمر قضائي مسبب يحدد المكان والتوقيت والغرض منه. وهذه الأمور تحددها النصوص التشريعية وبالكيفية التي تراها.. وذلك لأن الحياة الآمنة حق لكل إنسان وتلتزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها، ولكل مقيم على أراضيها، وفي المادة «60 من الدستور فإن لجسد الإنسان حرمة والاعتداء عليه أو تشويهه أو التمثيل به جريمة يعاقب عليها القانون ويحظر الاتجار بأعضائه».

شديد الحرارة

حرارة الطقس دفعت محمد بركات في «الأخبار» للشكوى: «إن لم يرحمنا الله برحمته فلا نجاة لنا ولا مهرب من هذه الموجة شديدة القسوة والوطأة، التي هبت علينا، وكتمت أنفاسنا وأسالت بحار العرق من أجسادنا لتغرقنا فيها. وطبقا لما تسوقه إلينا هيئة الأرصاد الجوية من أنباء وتوقعات عن حالة الطقس، وما يستجد فيها، وإن المتوقع أن تصل درجة الحرارة إلى خمسة وأربعين درجة في القاهرة. وإذا ما صدقت هيئة الأرصاد في ما أعلنته، وهذا هو ما أتوقعه في ضوء المصداقية المتزايدة لتوقعاتها غير المبشرة بالخير في الفترة الأخيرة، فإن علينا أن نبذل غاية الجهد لاتقاء شر هذه الموجة الحارة التي هبطت علينا في شهر الصوم الكريم. وفي ظل هذه الموجات شديدة الحرارة التي نتعرض لها حاليا، وما سبقها من موجات بالغة الشدة والحرارة تعرضنا لها في الصيف الماضي وما قبله أيضا، أصبح واضحا أن الارتفاع الشديد في الحرارة هو السمة المعتادة في صيف بلادنا. وإذا ما أضفنا إلى تلك الملاحظة المتكررة خلال الأعوام الماضية، ما كان لافتا للانتباه أيضا في شتاء الأعوام الماضية ذاتها، من تعرضنا لموجات شديدة القسوة من البرودة، لوجدنا أنفسنا مضطرين للاعتراف بأننا أمام متغير حقيقي في المناخ المصري».

موسوعة غينيس

حرص ممدوح شعبان في «الأهرام» على الدفاع عن المشروعات الجديدة مؤكدا على: «أن الشائعات التي يتم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي عن الممشى الزجاجي في كوبري تحيا مصر ـ الذي دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتباره الأعرض في العالم ( 67.36م ) ويربط شرق العاصمة بغربها، تؤكد غباء مروجيها لأنها دفعت جميع فئات الشعب المصري للذهاب لزيارته وتناول وجبات الإفطار والسحور عليه للتأكد من كذب هذه الشائعات، والتقاط الصور التذكارية، باعتباره معلما سياحيا، حيث تجمع الجسور الزجاجية بين المهمة الأصلية للجسر ومساحات للترفيه، وهو ما فطن إليه المهندسون المصريون منذ الأيام الأولى لعمل كوبري تحيا مصر. إن كوبري تحيا مصر بعد أن دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية أصبح أيضا ضمن قائمة الجسور الزجاجية حول العالم، التي تقوم بعض الدول بوضع زيارتها على قائمة الزيارات السياحية، فالصين شيدت الهيئات المسؤولة عن المواقع السياحية في مقاطعة خنان وهونان في وسط الصين جسورا معلقة في محاولة لجذب السائحين، ويعتبر جسر الصين هو أحد الجسور الأكثر شعبية، كما تمتلك تايوان أحد الجسور الزجاجية الشهيرة في مقاطعة نانتو، وهناك جسر السلام في جورجيا وهو جسر للمشاة، ومن الجسور أيضا جسر البرج في لندن وهو قريب إلى برج لندن وأصبح من معالم العاصمة البريطانية. يجب أن نفخر حقا بهذا الكوبرى لأنه أثبت أن لدينا مهندسين وعمالا على أعلى مستوى من المهارة لا يقلون عن نظرائهم في أي دولة».

خلقوا ليموتوا

يسأل سامي صبري في «الوفد»: «ماذا يكون شعورك عندما تعلم أن طفلك فلذة كبدك وُلد ليموت؟ وأنك لن تجد الدواء اللازم لعلاجه في مصر وعليك استيراده من الخارج، أو البحث عن صديق في أوروبا أو أمريكا لإحضار علبة أو علبتين، لا تكفيان شهرا أو اثنين، وتعيد رحلة البحث مرة أخرى لإنقاذ وليدك قبل أن يدمر المرض اللعين عضلاته، ويفتت عظامه، ولا يتركها إلا هشة ضعيفة جاهزة للعودة السريعة إلى الدار الآخرة. وماذا يكون شعورك عندما تعلم أيضا أن رضيعك ليس الوحيد الذي يصاب بهذا المرض؟ وأن هناك نحو أربعة آلاف طفل ومراهق مثله مصابون بمرض ضمور العضلات الشوكي المزمن، لا ترى عيون آبائهم وأمهاتهم النوم؟ حزنا على أطفالهم، وعلى صمت وزارة الصحة وعدم تحركها لمجابهة هذا المرض الفتاك وعجزها عن تدبير الدواء اللازم للعلاج. إنه القاتل الخفي، المعروف باسم (إس إم إيه S M A) أو Spinal Muscular Atrophy وهو مرض جيني وراثي، يُصاب به الطفل وهو جنين في بطن أمه، وإذا ما أبصر نور الحياة سرعان ما ترتخى أطراف عضلات اليد والرجلين وينتقل الداء إلى كافة العضلات الأخرى».

بين القول والفعل

نتحول لأزمة امتحانات التابلت حيث يرى أشرف البربري في «الشروق»: «أن تعامل الأمن مع احتجاج طلبة وطالبات «أولى ثانوي» في عدة محافظات على عيوب ومشكلات المنظومة التي يعتبرونها تهديدا لمستقبلهم، وجّه ضربة قوية لفلسفة تطوير التعليم التي يرددها القائمون على التطوير باستمرار. فوزارة التعليم تقول إن «الأسئلة في الامتحانات الجديدة تستهدف تشجيع الطالب على التفكير النقدي والتعليم العميق»، ووزير التعليم يقول إن «النظام التعليمي الجديد يتميز ببث الأخلاق الحميدة، وروح الانتماء والولاء، وإعداد جيل يتمتع بمهارات العصر الحديث، من إجادة لاستخدام التكنولوجيا».. بالقطع كل هذا «كلام جميل وكلام معقول». لكن عندما صدّق قطاع من طلبة الصف الأول الثانوي أن لهم حقا في التفكير النقدي والاعتراض على ما يرونه خطأ وأرادوا التعبير عن هذا التفكير في صورة وقفات احتجاجية بريئة، تصدى لهم الأمن ففض احتجاجهم وألقى القبض على عدد منهم، قبل أن يتم الإفراج عنهم. هذا التناقض في الموقف الرسمي من «أطفال الثانوي» يهدد بخروج جيل مصاب بالشيزوفرينيا، أو الانفصام في الشخصية، عندما يجد نفسه في مواجهة كلام جميل مطلوب منه أن يردده، وواقع عكس ذلك تماما عندما يحاول ترجمة هذا الكلام إلى فعل. تشجيع التفكير النقدي والقدرة على التعبير عن الرأي، وقبول الرأى الآخر يجب أن لا يكون مجرد كلام يردده المسؤولون، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأجيال الناشئة حتى لا تفقد هذه الأجيال ثقتها فيما تتلقاه من قيم ومثل ومبادئ. فإذا كانت وزارة التعليم تستهدف الوصول إلى خريج «يمتلك القدرة على التفكير النقدي وقبول الرأي الآخر» وهو هدف عظيم ونبيل بلا شك، فعليها أن تقبل اعتراض أو حتى رفض البعض لما تطرحه من أفكار».

امتحانات جامعة القاهرة

«يواصل طلاب جامعة القاهرة، امتحانات الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2018/2019، التي تشهد هدوءا واستقرارا في جميع الكليات، بعد اتخاذ الجامعة حزمة من الإجراءات والتدابير التي تساهم في تيسير عملية الامتحانات بدون حدوث معوقات، ويأتي في مقدمتها، كما يقول محمود سعد في تحقيقه في «الأهرام»، حظر دخول الهواتف المحمولة للجان الامتحانات، والدفع بأكبر عدد من المراقبين، وعدم السماح للطلاب بالدخول إلى اللجان بمتعلقاتهم الشخصية، والالتزام بضوابط الإجابة على الأسئلة من خلال مراجعة التعليمات المدونة على ورقة الإجابة، وإلزام أعضاء هيئة التدريس بتصحيح أوراق الامتحانات داخل الكونترول، ومراعاة التدقيق في عملية رصد الدرجات. وقال رئيس جامعة القاهرة، إنه يتم إعداد تقرير يومي من عمداء الكليات عن أعمال الامتحانات، تتضمن أعداد الحضور والغياب بين الطلاب، وكذلك حالات الغش التي يتم التحقيق بشأنها في وقتها، كما يتم من خلال التقرير متابعة أي شكاوى تتعلق بالامتحانات. وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن امتحانات الفصل الدراسي الثاني تتواصل في الكليات بهدوء طبقا للجداول المعلنة، ولم يتم رصد أي معوقات أو مشكلات بشأنها، مشيرا إلى أن الامتحانات تقيس مستوى الطالب المتوسط والمستويات العليا للتفكير، وأن أسئلة الامتحانات قائمة على استرجاع بعض المعلومات، وليست على الحفظ والتلقين، في إطار سعي الجامعة لتنمية قدرة الطلاب على الاستيعاب والفهم وتنمية طريقة التفكير العلمي لديهم وحل المشكلات مما يساعد على الابتعاد عن الحفظ بدون فهم».

هواوي تتحدى ترامب

عن الصراع بين واشنطن وبكين أكد عماد الدين حسين في «الشروق»: «أن الحرب مشتعلة منذ شهور، وتخضع للمد والجزر والمفاوضات بحثا عن حل وسط يرضى الطرفين، وبالأحرى يرضي ترامب ، باعتباره الشخص الذي قلب المائدة على الجميع. لكن فجأة وفي يوم 15 مايو/أيار الجاري، وقّع ترامب أمرا تنفيذيا خطيرا للغاية، يمنح بموجبه وزارة التجارة الأمريكية «سلطة إعاقة صفقات معينة تتضمن تكنولوجيا معلومات واتصالات جرى تطويرها أو تصميمها أو تصنيفها من جانب شركات تخضع لولاية قضائية تخص دولة معادية». الأمر التنفيذى لم يذكر الصين صراحة، لكن معروف للجميع أن المقصود هو شركة هواوي. والهدف المرحلي هو حظر مشاركة هواوي في بناء شبكات الجيل الخامس، في أكبر عدد ممكن من بلدان العالم. في اليوم التالي أعلنت وزارة التجارة الأمريكية وضع شركة هواوي إضافة إلى 68 شركة فرعية تابعة لها، على ما يسمى «قائمة الكيانات»، ويعني ذلك عمليا منع وخنق وتعطيل أي عمليات تصدير معدات وأجهزة أمريكية إلى الشركات الصينية، من دون الحصول على ترخيص من وزارة التجارة أولا. هذا الأمر التنفيذي بالغ الاتساع، ووجهة النظر الأمريكية أن شركة هواوى يمكنها أن تشكل مخاطرة لتخريب البيئة التحتية الرقمية الأمريكية الحساسة في الاتصالات عن بعد، وقد تؤدي إلى تداعيات كارثية على الأمن الوطني الأمريكي، لكن الصين تنفي كل ذلك، وأعلنت أنها ستدعم كل شركاتها وسوف تتسلح بسلاح القانون وتدافع عن حقوقها المشروعة. التقدير العام أن الهدف المقصود ليس مجرد خنق هواوي، التي تعتبر أوضح علامة على التقدم الصيني المطرد، ولكن «ترامب يريد تمزيق العولمة والبداية هي هواوي»، كما جاء في المقال الذي نشره ماثيو باي محلل الشؤون الدولية في مركز ستراتفور. صار معروفا للجميع أن البلدين في قلب حرب باردة تكنولوجية، وهواوي تشكل رمز الاستهداف الأمريكي لأنها رمز الصعود الصيني»..

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية