خبير اماراتي يتوقع استمرار الطلب القوي علي النفط بالشرق الاوسط لسنوات طويلة بفضل المشاريع الجديدة
خبير اماراتي يتوقع استمرار الطلب القوي علي النفط بالشرق الاوسط لسنوات طويلة بفضل المشاريع الجديدةسنغافورة ـ من جوناثان ليف ـ وياو يان تشونغ: قال حسين سلطان رئيس شركة بترول الامارات الوطنية المحدودة )اينوك) الثلاثاء ان الطلب علي النفط في الشرق الاوسط سيواصل الصعود في السنوات المقبلة مع استثمار كبار منتجي الخام في المنطقة عوائدهم الوفيرة في مشروعات لحفز النمو الاقتصادي. وقال سلطان في مقابلة مع رويترز ان طفرة جديدة في تشييد مصافي التكرير ستلبي تماما الطلب الاضافي علي الوقود مما سيحول المنطقة بشكل متزايد الي مورد للمنتجات النفطية الي باقي العالم. وتوقع أن تنمو الاسواق المحلية بنسبة 5 الي 8 في المئة علي الاقل، مشيرا الي قطاعي النقل والمرافق وموضحا أن النمو في دبي لا يقل عن 10 في المئة. وفي حين تباطأ الطلب علي النفط بشكل حاد في معظم أنحاء العالم، بما في ذلك الصين ثاني أكبر مستهلك في العالم حيث قيدت الاسعار المرتفعة معدلات الاستهلاك، الا أن نموا تغذيه عائدات النفط والدعم المطرد للاسعار ساعدا الشرق الاوسط علي الاحتفاط بمعدلات استهلاك مرتفعة. وتستهلك المنطقة ككل ما يقارب كميات النفط التي تستهلكها الصين. ونما معدل الاستهلاك العام الماضي بمثلي معدل نمو الاستهلاك الصيني. وتشكل السعودية وايران حوالي نصف استهلاك المنطقة الذي من المتوقع أن يتجاوز 6 ملايين برميل يوميا هذا العام، أي حوالي سبعة بالمئة من الاستهلاك العالمي. ومع دخول طفرة أسعار النفط عامها الرابع تسارع الدول المنتجة بالاستثمار في مشروعات جديدة للبنية التحتية وشركات الطيران وقطاعات أخري لتنويع الاقتصاد، بدلا من الاعتماد علي النفط، مما يحفز اقتصادات فشلت أحيانا في الاستفادة من طفرات سابقة في أسعار الخام. وقال سلطان ان حكومات المنطقة يجب أن تكون مسؤولة أمام شعوبها وأن تظهر أنها تستثمر عوائدهم، مضيفا أن تلك الحكومات باتت تتنافس فيما بينها علي القيام بذلك. وقالت وكالة الطاقة الدولية ان الطلب علي النفط في المنطقة صعد 5.1 في المئة العام الماضي وهو أقوي معدل نمو لاي منطقة أو مستهلك رئيسي وذلك بعد ارتفاعه بنسبة 6.5 في المئة في 2004.وقالت الوكالة ان حجم الزيادة في 2005 بلغ 290 ألف برميل يوميا أي أكثر من ربع حجم نمو الطلب العالمي وبزيادة 15 مرة تقريبا عن الهند. وتتوقع الوكالة أن يرتفع الطلب في المنطقة بمقدار 300 الف برميل يوميا هذا العام مع توقع ان ينمو بنسبة 5 في المئة. وشمل الطلب مجموعة من القطاعات مع زيادة استهلاك قائدي السيارات من البنزين وزيادة الطلب علي المواد الخام بفضل مشروعات توسيع مجمعات البتروكيماويات فيما يقود الدور المتنامي للمنطقة كمركز للنقل الطلب علي وقود الطائرات والسفن للصعود. ومن شأن خطط تشييد ما يصل الي عشر مصاف جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة أن تضمن للمنطقة كبح الحاجة الي واردات مثل البنزين ولعب دور أكبر في أسواق الوقود. وأعرب سلطان عن اعتقاده بأن الاعتماد علي الواردات سيتضاءل كثيرا، مضيفا أنه عندما تدخل كل المصافي المزمعة مرحلة الانتاج سيكون هناك فائض للتصدير. واينوك بين ثلاث شركات لتوزيع المنتجات النفطية في دولة الامارات العربية المتحدة وهي متعامل رئيسي في أسواق النفط في الشرق الاوسط واسيا. وقال سلطان ان الشركة قد تدرس تشييد وحدة ثالثة بطاقة انتاجية 60 ألف برميل يوميا في مصفاة المتكثفات التابعة لها والتي تبلغ طاقتها 120 الف برميل يوميا. لكنه أوضح أن المشروع يتوقف علي توافر مساحة الارض اللازمة له. وارتفع استهلاك النفط في المنطقة لاسباب منها الدعم المكثف لاسعار الوقود الذي استطاعت أكبر البلدان المستهلكة تمويله بفضل ارتفاع أسعار النفط بواقع المثلين منذ عام 2003.وتحركت بعض الدول مثل ايران والعراق للجم الطلب عن طريق تقييد حركة السيارات بشكل تبادلي علي مدار الاسبوع وتنفيذ برامج لاستبدال المركبات القديمة. وفي حين تعد ايران رابع أكبر مصدر للنفط الخام في العالم الا أنها أيضا ثاني أكبر مستورد للبنزين بعد الولايات المتحدة حيث تستورد أكثر من 40 في المئة من استهلاكها أو ما يزيد عن 200 ألف برميل يوميا. وتبيع ايران البنزين بسعر قدره 9 سنتات للتر الواحد وهو ثاني أرخص سعر في العالم مما كلف الحكومة 4.5 مليار دولار في السنة المالية الحالية التي تنتهي في 20 آذار (مارس) الجاري. وتمضي طهران قدما في مشروعات لتوسيع وتطوير مصافي التكرير بهدف زيادة كميات البنزين المنتجة الي ثلاثة أمثالها بنهاية العقد الحالي، لكن التقدم يبدو بطيئا حتي الان. وفي السعودية يباع البنزين مقابل 24 سنتا للتر، بينما يبلغ سعره 38 سنتا في الامارات بما يقل بمقدار الربع عن تكاليف الاستيراد من الخارج حتي بعد زيادة حادة في الاسعار في أيلول (سبتمبر) الماضي وهو دعم تتحمله اينوك. وقال سلطان انه يعارض دعم أسعار الوقود معربا عن اعتقاده بأهمية أن يعرف الناس القيمة الحقيقية لكل شيء. واضاف أن زيادة أسعار البنزين في محطات الوقود قد يساعد أيضا في علاج الازدحام المروري في دولة الامارات المزدهرة اقتصاديا. 4