غزة ـ «القدس العربي»: ذاق قطاع غزة لليوم الثاني طعم الهدوء الذي حرم منه على مدى أكثر من 50 يوما من العدوان الإسرائيلي المدمرة. وعرضت العديد من المؤسسات الحكومية المختصة الخسائر التي تكبدها القطاع طوال الأيام الماضية العصيبة.
وفي دلالة على سريان الاتفاق، وصل الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في العاصمة المصرية القاهرة إلى القطاع، في ما تمكن آلاف الصيادين من الإبحار بحرية للصيد قبالة شواطئ غزة.
وساد الهدوء أجواء القطاع، مع تواصل صمت آلة الحرب الإسرائيلية التي ما انقطعت طوال أيام الحرب الماضية عن القصف والتدمير، باستثناء إطلاق قوات الاحتلال المتمركزة على الشريط الحدودي الشرقي للقطاع، النار في الهواء بعد اقتراب فلسطينيين منه. وأعلنت إسرائيل انها اعتقلت مواطنا فلسطينيا، عندما هم باجتياز الشريط الحدودي، الواقع إلى الشرق من مناطق جنوب قطاع غزة.
جاء ذلك في الوقت الذي وصل فيه الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى قطاع غزة، قادما من مصر.
وكان في استقبال أبو مرزوق في معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني الذي تعرض للقصف خلال الحرب عدد من قادة حماس.
وكتب أبو مرزوق على صفحته على موقع «تويتر» صباح أمس «انا الان في طريقي إلى غزة الانتصار، غزة العزة والفخار، إلى غزة وهي تهدي صمودها في وجه التتار لأمة تنتظر الانتصار».
وكان أبو مرزوق من أعضاء وفد حركة حماس الذي شارك في مفاوضات التهدئة الأخيرة غير المباشرة التي رعتها القاهرة، وهو يقيم في مصر منذ ان غادرت حركة حماس وقيادتها الساحة السورية بسب بالأحداث هناك.
وسبق ان زار غزة آخر مرة في شهر شباط/فبراير الماضي، حين كان يرأس وفد حماس في اجتماعات المصالحة الفلسطينية، التي أفضت لتشكيل حكومة التوافق الوطني مع حركة فتح.
في غضون ذلك انهمك الغزيون في متابعة أوضاع حياتهم التي توقفت طوال الاسابيع السبعة الماضية، وسارع آلاف من الطلبة للتسجيل في الجامعات التي عادت وفتحت أبوابها من جديد، في وقت عجت به الأسواق بحركة نشطة للسكان، بعدما كانت شبه مغلقة طوال الحرب.
وشرع العديد من المؤسسات الإغاثية بتوزيع مساعدات عينية على العائلات المنكوبة التي هدمت منازلها خلال الحرب.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم ان 144 مدرسة حكومية قد تضررت نتيجة العدوان على قطاع غزة. وقال الدكتور انور البرعاوي وكيل وزارة التربية والتعليم في بغزة ان 24 مدرسة تضررت بشكل كامل ولا يمكن استخدامها خلال افتتاح العام الدراسي الجديد، كما ان هناك 119 مدرسة تضررت بشكل جزئي إضافة إلى استخدام 25 مدرسة كمراكز إيواء للمشردين.
وحسب تصريح للبرعاوي نشر على موقع الوزارة فان التكلفة التقديرية لإصلاح الأضرار التي لحقت بالتعليم تقدر بنحو مليار ونصف دولار، مشيرا إلى ان عمليات حصر الأضرار لا تزال متواصلة..
وحسبما قال فان 20 موظفاً استشهدوا خلال العدوان بينما أصيب عدد آخر من موظفي الوزارة إضافة إلى استشهاد وجرح آلاف من الطلبة في مختلف المراحل التعليمية نتيجة العدوان، وأكد ان معظم الأطفال والطلبة في قطاع غزة قد تعرضوا لصدمات نفسية وحالات صعبة نتيجة العدوان.
وأعلن الدكتور محمود الجعبري وكيل وزارة التعليم المساعد لشؤون التعليم العالي ان العدوان الإسرائيلي طال مؤسسات التعليم العالي، فقد تضرر معظم الجامعات والكليات نتيجة القصف بشكل جزئي وكلي ومن هذه الجامعات الإسلامية والأقصى، والأزهروالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وكلية مجتمع جامعة الأقصى، وكلية فلسطين التقنية، والكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا وجامعة غزة وجامعة القدس المفتوحة وغيرها من الكليات والجامعات.
وأعلنت وزارة الشباب والرياضة في غزة ان الحركة الرياضية قدمت منها أكثر من 20 شهيداً فيما بلغت خسائرها ثلاثة ملايين دولار.
وأعلنت البلديات الواقعة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، وتضم بني سهيلا وخزاعة وعبسان ان حجم الخسائر المادية التي لحقت بها بلغ 35 مليون دولار.
وخلال الحرب الإسرائيلية التي طالت كل مناحي الحياة سقط أكثر من 2150 شهيدا، علاوة عن 11 ألف جريح، بينهم من أصيب بحالات خطرة وبترت أطرافه.
ودمرت قوات الاحتلال نحو 40 ألف وحدة سكنية بين تدمير كامل وجزئي، وعدد كبير من المساجد والمؤسسات الحكومية.
وتمكن صيادو غزة من العودة من رحلة الصيد بكميات وفيرة من الأسماك، في أول يوم يعملون به بحرية لمسافة ستة أميال بحرية، وفق اتفاق التهدئة، الذي ينص على زيادة هذه المساحة لتصل إلى 12 ميلا مستقبلا.
وأعلن نقيب الصيادين في قطاع غزة نزار عياش ان الصيادين بدأوا بدخول البحر منذ أول من أمس لمسافة ستة أميال، وانه تم إبلاغ النقابة بانه سيتم توسيع هذه المسافة تدريجيا حتى تصل إلى 12 ميلا.
ويقدر عدد الصيادين الذين شرعوا في العمل من جديد بعد التوقف طوال أيام الحرب أربعة آلاف صياد.
وقال النقيب ان الخسائر المباشرة لقطاع الصيد، جراء الحرب بلغت نحو ستة ملايين دولار.
ودمرت إسرائيل خلال الحرب 30 مركبا بشكل كلي، فيما قصفت الزوارق الحربية والطائرات غرف الصيادين.
من جهة أخرى واصلت الفصائل الفلسطينية الاحتفال بـ»نصر غزة» وخرجت مسيرات بدعوة من حركة حماس.
وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام قد أكد في بيان تلاه باسم فصائل المقاومة ان «المقاومة توحد الشارع الفلسطيني وتنهي خلافاته». وأضاف «ليس مسموحا لأحد العودة للماضي الأليم، وعلى الجميع ان يتقدم سريعا لتحمل مسؤولياته وتضميد جراحاته والوقوف بكل صدق وإخلاص». وأكد ان «غزة ومقاومتها انتصرت، لانها فعلت ما لم تفعله جيوش كبرى، وأجبرت عدوها على الاندحار».

أشرف الهور