نتنياهو قد يواجه إعادة الانتخابات بعد أن أعلن فوزه

حجم الخط
0

القدس: سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعلان فوزه في الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي، لكن أمامه الآن حتى مساء غد الأربعاء لاسترضاء أحد الحلفاء السابقين وتشكيل حكومة وتجنب إعادة الانتخابات.

ومحور أزمة نتنياهو في تشكيل ائتلاف هو وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان الذي يتشبث بموقفه في مواجهة على إعفاء الطلاب بالمدارس الدينية اليهودية من التجنيد.

وتشكل سياسة حافة الهاوية المتبعة منذ انتخابات التاسع من أبريل/ نيسان تحديا آخر لعهد الزعيم اليميني نتنياهو المستمر في مقعد الحكم منذ عشر سنوات والذي أشاد به بعض الإسرائيليين وأطلقوا عليه لقب “الملك بيبي”، كما أنها تعمق الغموض السياسي في بلد تسوده الانقسامات.

وإذا لم تحدث انفراجة، فمن الممكن أن تعيد إسرائيل الانتخابات وقد بدأ البرلمان بالفعل في اتخاذ الخطوات الأولية نحو إجراء اقتراع جديد واقترح المشرعون موعدا لها في سبتمبر/ أيلول المقبل.

وبدون تأييد حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف الذي يتزعمه ليبرمان ويسيطر على خمسة مقاعد في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، لا يمكن لنتنياهو أن يشكل حكومة أغلبية يقودها حزب ليكود الذي يتزعمه. وأمامه، بحكم القانون، حتى الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش من يوم غد الأربعاء لإعلان حكومة جديدة.

وأشار تعليق أدلى به نتنياهو في اجتماع مغلق مع أعضاء حزبه ليكود، اليوم الثلاثاء، إلى أن التحركات الانتخابية جزء من لعبة سياسية عالية المخاطر تستهدف الضغط على كل الأطراف لتقديم تنازلات وإنهاء الأزمة.

ويتحوط المعلقون السياسيون لكل الاحتمالات.

فكتب يوسي فيرتر في صحيفة ها أرتس اليسارية اليومية، اليوم الثلاثاء، يقول “نتنياهو حيوان جريح. الرجل يقاتل دفاعا عن حياته ويتعين ألا نستهين بقدراته”.

وقد أحس خصوم نتنياهو بضعفه بالفعل عندما قال النائب العام الإسرائيلي في فبراير/ شباط إنه يعتزم توجيه اتهام رئيس الوزراء في ثلاث قضايا فساد. ونفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفة قائلا إنه ضحية ملاحقات سياسية.

لكن في انتخابات أبريل نيسان التي احتدمت فيها المنافسة بدا نتنياهو، الذي لقبه معارضوه “وزير الجريمة” في طريقه للفوز بفترة ولاية خامسة كرئيس لتكتل الجناح اليمني.

وكل ما كان سيتطلبه الأمر، وفقا للعرف السائد، هو بعض المناورات المعتادة حول المناصب الوزارية والمصالح الشخصية للكتل الحليفة.

ولم يتصور سوى قلة أن يفشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حتى بعد أن طلب مد المهلة، التي تبلغ في الأصل 28 يوميا، أسبوعين إضافيين وأجيب طلبه.

الورقة الرابحة

فجأة تحول ليبرمان إلى ورقة رابحة، والوقت يمر، ونتنياهو يواجه احتمال أن يختار الرئيس ريئوفين ريفلين عضوا آخر في البرلمان ليحاول تشكيل حكومة إذا فشل هو.

وقال نتنياهو، أمس الإثنين، بعد أن أعطى البرلمان موافقته الأولية على إجراء لحل نفسه “يمكن القيام بالكثير في 48 ساعة”.

وأضاف “يمكن احترام رغبات الناخبين ويمكن تشكيل حكومة يمينية قوية”.

أما إذا فشلت الجهود في كسر الجمود السياسي فسيجري البرلمان تصويتا نهائيا على الانتخابات يوم الأربعاء. وإجراء انتخابات جديدة سيعني أن ريفلين لن يختار شخصا آخر لتشكيل ائتلاف حاكم.

لكن المعلقين السياسيين قالوا إنه لم يتضح بعد ما إذا كان نتنياهو سيتمكن من الحصول على 61 صوتا المطلوبين لإقرار الإجراء. وستصبح الكرة بعد ذلك في ملعب ريفلين ويصبح نتنياهو، الذي لم يخسر أي انتخابات منذ 1999، مهمشا في وضع غير مألوف بالنسبة له.

وبدأ ليبرمان، المهاجر من الاتحاد السوفيتي السابق، صعوده السياسي في إسرائيل كمساعد لنتنياهو، وهو يصر منذ فترة طويلة أن يشارك دارسو الدين اليهود المتطرفون بقية الإسرائيليين في حمل عبء الخدمة العسكرية الإلزامية.

وأدى ذلك إلى نشوب خلاف بينه وبين حزب التوراة اليهودي المتحد في مفاوضات تشكيل الائتلاف وهو خلاف خدم قاعدة التأييد لليبرمان والتي تضم المتحدثين بالروسية – وبعضهم من غير اليهود وفقا للمعايير اليهودية ولكنهم جاءوا بموجب حق العودة لأي شخص يقول أن أحد أجداده من اليهود.

وقال ليبرمان اليوم الثلاثاء “الدافع الوحيد لحزب إسرائيل بيتنا هو الوقوف مع المبادئ والالتزامات التي قطعناها للشعب قبل الانتخابات وأثناءها وبعدها”.

لكن بالنسبة للذين يراقبون ليبرمان منذ فترة طويلة، هذا مسعى للسلطة يقوم به السياسي الذي كان ذات يوم يعمل حارسا في ملهى ليلي والذي يسعى الآن، وفقا لنائبة وزير الخارجية تسيبي هوتوفيلي من حزب ليكود، لأن يسيطر على “المعسكر القومي”.

وقال أنشيل فيفر، الذي كتب سيرة ذاتية لنتنياهو، في صحيفة ها أرتس “وفقا لحسابات ليبرمان، اقتربت نهاية عهد نتنياهو في السلطة. ولكي يبدأ عهده (ليبرمان) فهو يدرك أن الوقت حان للقفز من السفينة”.

وأضاف “وهو يتصرف بحرص شديد، يختار مسألة تتعلق بالمبدأ – مشروع قانون التجنيد … لتصبح القضية التي يختلف بشأنها مع نتنياهو”.

وذكرت الرابطة الرئيسية لشركات التكنولوجيا الإسرائيلية أن انتخابات أخرى قد تنعكس سلبا على البلاد وقد تضر بالأعمال.

وقالت رابطة (صناعات التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل) في بيان “عالم التكنولوجيا المتقدمة، الذي يعتبر إسرائيل بوصلة عالمية في القطاع، سيعتبر إجراء انتخابات جديدة مهزلة كبرى”.

وألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بثقله وراء نتنياهو في الخلاف السياسي الإسرائيلي الداخلي فكتب على تويتر، يوم الإثنين، مبديا تأييده لحليف يناديه بلقب التدليل.

وكتب يقول “آمل أن تسير الأمور على ما يرام فيما يتعلق بتشكيل الائتلاف في إسرائيل وفيما يتعلق ببيبي وأن يكون بإمكاني الاستمرار في تقوية التحالف بين أمريكا وإسرائيل ليصبح أكثر قوة من أي وقت مضى”.

وكان الزعيمان متفقين فيما يتعلق بالسياسات تجاه بالفلسطينيين، الذين اتهموا ترامب بالانحياز لإسرائيل، وتجاه إيران. واستخدم نتنياهو صور ترامب في لافتات دعايته الانتخابية في المدن الإسرائيلية.

(رويترز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية