من اتاتورك الي اردوغان

حجم الخط
0

من اتاتورك الي اردوغان

من اتاتورك الي اردوغان من يذكر تركيا يذكر معها لا محالة الخلافة الاسلامية التي آلت في اخر ايامها الي العثمانيين، خلافة استمرت رغم هزالتها في جمع شمل المسلمين تحت سقف الباب العالي الي ان جاء رجل يدعي كمال اتاتورك ومعناه باللغة التركية ابو الاتراك رجل كان بمثابة المعول الذي اتي علي اخر عري الخلافة وبسقوطها تفرق شمل المسلمين الي دويلات سهل علي المستعمر احتلالها وبالرغم من ضعف السلاطين العثمانيين نهايات القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر الا ان سلطة الاستانة كان لها الاثر الروحي والمعنوي علي وحدة الامة الاسلامية..التاريخ يشهد كيف وقف السلطان عبد الحميد في وجه مطامع اليهود في فلسطين حيث قايضته مجموعات يهودية بارض فلسطين مقابل مغانم كثيرة يأخذها فكان رد السلطان واضحا لا لبس فيه فلسطين ملك لكل المسلمين ولا تباع بذهب الدنيا كله . موقف فتح علي الرجل المريض ابواب الفتنة والدسائس ساهمت في دك اخر حصون الخلافة الاسلامية سنة 1924 علي يد كمال اتاتورك..التاريخ يعيد نفسه بعد 83 سنة وهاهم احفاد اتاتورك يخشون علي مستقبل الدو.ة الوفية لمبادئ العلمانية التي حماها الجيش التركي لعشرات السنين، تاريخ تركيا حافل بتدخلات الجيش في الحكم ومدي مساهمته في حل كل الاحزاب ذات التوجه الاسلامي او القومي التي يري فيها خطرا علي علمانية الدولة. سيطرة حزب العدالة والتنمية علي الحكم في تركيا وتمتعه باغلبية برلمانية تجعله المتحكم في زمام الامور بالبلاد خاصة وان زعيمه رجب طيب اردوغان يعد رئيس الحكومة الوحيد الذي استطاع كسر شوكة التعنت الاوروبي حينما دخل في مفاوضات ندية للانضمام الي الاتحاد الاوروبي بعدما حققت حكومته معدل نمو اقتصادي قوي في بلد يضع رجلا في قارة اوروبا العجوز ورجلا اخري في قارة اسيا الصانعة للتحدي..ان الانتخابات الرئاسية التركية المقررة ليوم 16 ايار (مايو) القادم يمكن ان تكون بداية تقويض مبادئ العلمانية بتركيا في حالة ترشح زعيم حزب العدالة والتنمية لمنصب رئيس الجمهورية بالرغم من مخاوف وتهديدات النخبة العلمانية المكونة اساسا من القيادات العسكرية ورجال القضاء وبعض الاحزاب العلمانية وما بين تهديدات الجيش المبطنة لزعيم حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الاسلامي المعتدل والتي تقابلها سياسة الهدوء وامتصاص غضب العلمانيين المنتهجة من طرف رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان سيكون تاريخ السادس عشر من ايار (مايو) موعدا يضع تركيا علي مفترق الطرق، اما انها ستنتخب رئيسا وفيا للمنهج الاتاتوركي واما ان يكون اردوغان اول رئيس للجمهورية يحمل قناعات اسلامية معتدلة وهو ما يعتبر بداية عودة الفرع الي الاصل.حميد بن عطية ـ الجزائر[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية