واشنطن – أ ف ب: تقاعد قائد القوات الخاصة الأمريكي الاميرال وليام ماكريفن الذي ساهم في وضع تلك القوات في طليعة الجيش الأمريكي واشرف خصوصا على العملية التي ادت الى مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
واشتهر ماكريفن (58 عاما) لدوره في الاشراف على عملية المداهمة في مجمع في باكستان في 2011 قتل خلالها الرجل الاول وقتها على لائحة الارهاب الأمريكية اسامة بن لادن.
لكن نفوذه في دوائر الجيش الأمريكي تخطى بكثير تلك العملية التي اطاحت بالعقل الموجه للتنظيم المتطرف.
ويقول خبراء وزملاء له انه ساعد على وضع عقيدة جديدة للقوات الخاصة بالاضافة الى مقاربة جديدة في واشنطن حول القوة العسكرية التي تركز على «الخطوات الصغيرة» بدلا من الانتشار العسكري الواسع.
وبحسب هذه المقاربة الجديدة فان القوات الخاصة تستهدف اعداءها في عمليات تدخل مفاجئة فقط عند الحاجة، كما تكرس معظم جهودها في تدريب الجيوش المحلية لتواجه اعداءها بنفسها في اطار ما اطلق عليه «شبكة عالمية».
وخلال الحفل الوداعي لماكريفن الخميس، اكد وزير الدفاع تشاك هيغل ان الاميرال ساهم في «تعميق علاقاتنا في الخارج عبر التنسيق بشكل اكبر مع الحلفاء والشركاء لاستباق التهديدات والرد عليها بشكل افضل».
وكدليل على نجاح تلك «الشبكة العالمية»، تحدث هيغل عن مشاركة القوات الخاصة الأمريكية في ايصال المساعدات الانسانية الى الفيليبين ومساعدة قوات البيرو على استهداف قيادي بارز في حركة «الدرب المضيء» المتمردة كما قدمت الاستشارة لدول شرق اوروبا في مواجهة روسيا.
الى ذلك قدمت القوات الخاصة الاستشارة للجيوش الافريقية لاحتواء مقاتلي حركة «بوكو حرام» كما نشطت على الارض في العراق لمساعدة الجيش العراقي في حربه ضد تنظيم «الدولة الاسلامية»، وفق ما قال هيغل.
ومنذ توليه منصبه في آب/اغسطس العام 2011 على راس قيادة القوات الخاصة، عمل ماكريفن على تطوير شبكة اتصالات مع القوات الخاصة لدى حلفاء الولايات المتحدة في العالم. وانشأ «مركز تنسيق» في مركز القيادة في تامبا بفلوريدا حيث يتعاون ضباط من عشر دول. وفي خطابه الوداعي، ذكر ماكريفن بان القوات الخاصة كانت «تضطلع بدور ثان». واضاف «لكن هجمات 11 ايلول/سبتمبر (2001) غيرت كل شيء ودخلنا الى الميدان».
وتابع انه بعد اكثر من عقد على ذلك «دخلنا في العصر الذهبي للقوات الخاصة، حيث اصبحت موهبتنا الاستثنائية كعملاء خاصين مطلوبة جدا».
واوضح ان العملية التي استهدفت اسامة بن لادن في ابوت اباد في باكستان ليست سوى جزءا صغيرا من العمل الذي انجزته كتيبة تضم 67 الف عنصر، مشيرا الى التصدي لمقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية» و»بوكو حرام» وحركة الشباب الاسلامية، باضافة الى تنظيمات «وحشية» اخرى.
وبحسب ماكريفن فان جهود القوات الخاصة الأمريكية تركز على مساعدة نظيراتها في دول اخرى قبل ان يتنامى التهديد ويتحول الى حالات طارئة تتطلب تدخلا أمريكيا.
واقر ماكريفن في خطابه بانه بالرغم من ان القوات الخاصة تقدم المشورة الى الجيوش والشرطة الاجنبية في كافة المواضيع، فهي تخوض «معارك صعبة وقاسية» في كافة انحاء العالم.
ومنذ توليه منصبه على راس قيادة القوات الخاصة، عمل ماكريفن على توسيع سلطات القوات الخاصة في العديد من ساحات العمليات وامن تمويلا اكبر لها في اطار موازنة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون.)
واعتبرت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ان القوات الخاصة هي «تجسيد للقوة الذكية». وفيما ينظر المسؤولون الأمريكية الى المداهمات الليلية للقوات الخاصة في افغانستان كضرورة لاضعاف المتمردين المتشددين، الا ان ازدياد عدد الضحايا المدنيين زاد الغضب تجاه الوجود الأمريكي.
وبحسب محللين فان اهمية التدريب والاستشارة المقدمة الى القوات العسكرية المحلية مبالغ بها.
وفي هذا الصدد قال استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جورح واشنطن ستيفن بيدل ان مقاربة القوات الخاصة تنجح حين تتناسب مصالح الدولة الحليفة مع مصالح الولايات المتحدة واهدافها.
واوضح في حديث لفرانس برس ان في غالبية الاوقات لا تتشارك الحكومات الاخرى اهداف الولايات المتحدة ذاتها.
وتابع ان بناء قدرة الجيوش الاخرى ووضع شبكة عالمية «قد تصبح ادوات فعالة في شروط معينة»، مضيفا «لكن تلك الشروط قد لا تكون واحدة للتناسب في كافة المناطق التي نريد».