مدير الخوذ البيضاء لـ “القدس العربي”: لم يبق سلاح تعرفه البشرية لم يستخدمه النظامان السوري والروسي ضد المدنيين

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – “القدس العربي”:
تواصل انقرة اتصالاتها مع الفاعلين المؤثرين من اجل إيقاف الهجمة الدموية ضد ما يربو عن ثلاثة مليون مدني في ادلب شمال غربي سوريا، وهو ما برز في تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيث قال إنّ بلاده تواصل مباحثاتها مع كل من له علاقة بخصوص سوريا، مؤكّداً ثبات مواقف أنقرة.
وصرّح أردوغان للصحافيين عقب أدائه صلاة العيد، قائلا إنّ “تركيا تواصل مباحثاتها مع كل من له علاقة بخصوص سوريا وإدلب ومنبج وشرق الفرات والحزام ، المزمع، مواقفنا ثابتة وستبقى كذلك”.
وأضاف أردوغان أنّه مستعدٌّ للتباحث مع نظيريه الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، عند أي حالة طارئة بخصوص إدلب.
الى ذلك، يستمر قصف النظامان السوري والروسي على عشرات المدن القرى في ادلب والأرياف الملاصقة بها في كل من حماة وحلب واللاذقية، وقال مدير الدفاع المدني السوري في ادلب، مصطفى الحاج يوسف، لدينا يوميا “عشرات الضحايا ومئات الجرحى وآلاف المهجرين الى الشمال، ولا أستطيع وصف ما يجري من امور كارثية كنا قد حذرنا منها منذ اربعة أشهر لكن يبدو انه هناك قرار دولي بموتنا في إدلب”.
وأضاف مدير الخوذ البيضاء لـ”القدس العربي” ان “ما يمر الآن، هو حدث لم نشهده من قبل، لأننا وللمرة الأولى نعيش هذه الكثافة النارية التي تسقط على المدنيين، وفي أحسن الأحوال لا تخلو الاجواء من 5 طائرات، والعدد اكثر في معظم الأوقات، فضلا عن القصف بالحربي والرشاش والميغ والسيخوي، والمروحي والمدفعية والراجمة والصواريخ بعيد المدى وجميع انواع الاسلحة من ضمنها النابالم الفسفور والعنقودي وانشطاري، فلم يبق سلاح في التاريخ تعرفه البشرية لم يجربه علينا كل من موسكو والنظام السوري، وللأسف الشديد كل ذلك على المدنيين”.
وقال الحاج مصطفى، ان 4 مدنيين بينهم طفل، و6 جرحى بينهم طفل وامرأتين قتلوا في أول أيام العيد جراء القصف وغارات الطيران الحربي على ريف إدلب، حيث استهدفت غارات الطيران الحربي أراضٍ زراعية شرقي مدينة أريحا، والأوتوستراد الدولي بمحاذاة المدينة، كما استهدفت الغارات أطراف قرية بلشون، وقرية الشيخ مصطفى، وبلدة معرتحرمة، وبلدة سفوهن، وقرية معرة الصين، وأطراف بلدة كرسعة، وقرية أم الصير، والسوق الشعبي وسط مدينة معرة النعمان، وأطراف بسنقول، والنقير، وبعربو، وبلدة حيش وقرية كوكبة، ومعرتحرمة بأربعة صواريخ دفعة واحدة نتج عنها حرائق في منازل المدنيين وممتلكاتهم، وعابدين وبلدة حزارين، ومدينة كفرنبل بغارة جوية نتج عنها حرائق في منازل المدنيين وممتلكاتهم، وبلدة حاس بغارة خلفت أضراراً مادية ودماراً كبيراً في منازل المدنيين وممتلكاتهم.
وزاد عدد الضربات الجوية التي سقطت على عموم المنطقة، عن 1000 ضربة، حيث قصفت قوات النظام اليوم كلا من بلدة ترملا بـ10 قذائف مدفعية، وعابدين بـ440 قذيفة، وحرش عابدين بـ200 صاروخ، وبعربو بـ300 صاروخ، و300 قذيفة مدفعية، والهبيط بـ100 قذيفة، ومدينة خان شيخون بـ20 صاروخ راجمة، خلف القصف دماراً كبيراً في منازل المدنيين وممتلكاتهم، فيما أسعفت فرق الخوذ البيضاء المصابين وانتشلت جثامين القتلى وأخمدت حرائق نتجت عن القصف والغارات.
من جانبه احصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 26500 ضربة جوية وبرية من قبل الروس والنظام السوري خلال شهر رمضان تسببت بمقتل نحو 300 مدني بينهم 115 طفل سيدة.
وقال المرصد ان النظام السوري وحليفه “الضامن” الروسي انهى شهر الصوم بمجازر بشرية تسببت بها طائراتهم الحربية والمروحية والقوات البرية، حيث نفذت طائرات النظام الحربية والمروحية وطائرات الروس أكثر 3199 ضربة جوية خلال شهر رمضان المبارك، إذ استهدفت طائرات النظام الحربية 1691 غارة جوية، فيما ألقى الطيران المروحي 1129 برميل متفجر، كما نفذت طائرات الضامن الروسي 379 غارة جوية، في حين استهدفت قوات النظام بأكثر 23300 قذيفة وصاروخ، وطالت الضربات الجوية والبرية مناطق ممتدة من جبال الساحل في ريف اللاذقية الشمالي وصولاً إلى ضواحي حلب الغربية والجنوبية الغربية، مروراً بإدلب وحماة، ولم تكتفي روسيا والنظام السوري بقتل المئات وجرح الآلاف من المدنيين، فعمدت إلى تدمير ممتلكاتهم وحرق أراضيهم الزراعية عبر مواد محرمة دولياً جرى استخدامها بالقصف من قبل النظام.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقريرها الأخير، إنَّ ما لا يقل عن 416 مدنياً بينهم كوادر طبية وعناصر من الدفاع المدني ومعتقلين، استشهدوا خلال شهر أيار المنصرم.
وذكر التقرير أنَّ جريمة القتل اتخذت نمطاً واسعاً ومنهجياً من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات المقاتلة معه بشكل أساسي، وأوضح التقرير أن قوات النظام قتلت 269 مدنياً بينهم 51 طفلاً، و48 سيدة، فيما قتلت القوات الروسية 45 مدنياً، بينهم 17 طفلاً وعشر سيدات، وذلك ضمن الحملة العسكرية الشرسة على مناطق خفض التصعيد في الشمال السوري.
وذكر التقرير أنَّ من بين الضحايا أربعة من الكوادر الطبية قضوا جميعاً في هجمات شنَّتها قوات النظام، إضافة إلى استشهاد أحد عناصر الدفاع المدني إثر هجوم جوي لقوات روسية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية