بلومبيرغ: العالم تخلى عن مصر عام 2013 وعليه أن لا يدير ظهره للسودان اليوم

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

دعا موقع “بلومبيرغ نيوز” العالم إلى أن لا يتخلى عن السودان ويقف متفرجا أمام فشل الانتفاضة الديمقراطية كما فعل مع مصر عام 2013.

وقال الموقع إن مذبحة المحتجين في السودان تستدعي ردا دوليا، مشيرا إلى أن “الأمل في تحقيق الديمقراطية في السودان على المحك” ففي يوم الإثنين قام جنرالات يقودون مرحلة يفترض أنها انتقالية بإطلاق العنان للميليشيات المسلحة ضد محتجين عزّل تجمعوا أمام القيادة العامة في العاصمة الخرطوم مما أدى لمقتل 60 شخصا، حيث زادت عمليات قمع بمناطق أخرى من البلاد عدد الضحايا.

وبعد المجزرة، أعلن المجلس عن إلغاء الاتفاقيات بشأن نقل السلطة لإدارة مدنية تفاوض عليها مع المتظاهرين، وقرر عوضا عن ذلك عقد انتخابات بعد تسعة أشهر.

ويعلق الموقع أن “هجوم الإثنين الوحشي أظهر أنه لا يمكن الثقة بهذه العملية”. ويضيف “بلومبيرغ نيوز” أن “العالم شاهد هذا الفيلم من قبل” فرغم أن القتل في الخرطوم لا يشبه المذبحة التي تعرض لها المعتصمون في القاهرة عام 2013، والتي قتل فيها على الأرجح ألف شخص إلا أن المقارنة واضحة، فهي تعبير عن نخبة عسكرية جديدة تستخدم القوة القاتلة لاستعادة المجال السياسي الذي كسبه دعاة الحركة الديمقراطية.

وفي الوقت الذي كان فيه موقف مستشار الأمن القومي جون بولتون صحيحا في شجبه المذبحة التي وصفها بالمقيتة، إلا أن الصين وروسيا عرقلتا الجهود لشجبها في مجلس الأمن الدولي. وهذا لا يعني عدم قدرة الولايات المتحدة وأوروبا على التنسيق لإعادة الديمقراطية في السودان لمسارها الصحيح.

ويجب البدء أولا بالجنرالات والطلب منهم التخلي عن السلطة وتقديم المسؤولين للعدالة. ويجب منع الجنرالات من المضي في خطتهم لعقد انتخابات جديدة والتي ليست إلا محاولة لشراء الوقت من أجل تقوية سلطتهم على حساب إضعاف الحركة الديمقراطية. وعلى الولايات المتحدة وشركائها في أوروبا التأكيد على سلطة انتقالية مدنية. فالسودان الذي استطاع بطوائفه المتعددة والمهنيين الذين يمثلون كل مسارات الحياة العملية ليس عقيما عن أن يبرز قوة مدنية قادرة على إدارة المرحلة الإنتقالية. ويجب دعم الحركة الديمقراطية وتنسيق عملية إشراف على الانتخابات التي ستعقد لاحقا. ويجب إخبار المجلس العسكري الانتقالي أن الفشل في تسليم السلطة يعني العقوبات بتهمة انتهاكات حقوق الإنسان والخروقات الأخرى، بما فيها عقوبات بناء على قانون ماغنستكي الدولي.

ولو قرر الجيش العودة إلى ثكناته فيمكن التسامح معه في مرحلة ما بعد الإنتخابات وما فعلوه أثناء حكم البشير وبعده. وعلى حلفاء السودان المساعدة، فمنذ تنحية البشير تقرب الجنرالات من مصر والسعودية والإمارات. ويجب عليها المصادقة على الجهود الأمريكية والأوروبية التي تحاول منع الجنرالات من الوقوف في طريق الديمقراطية. فقد تخلى العالم عن مصر عام 2013 ويجب عليه ألا يتخلى عن السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية