توقيع بوش لاتفاقية التعاون النووي مع الهند كان جائزة لايران وخيانة لجهود حظر السلاح النووي
مقابل مصلحة امريكية انانية وهي التصدي للصين الصاعدةتوقيع بوش لاتفاقية التعاون النووي مع الهند كان جائزة لايران وخيانة لجهود حظر السلاح النووي لم يكن هناك توقيت أكثر رداءة من اليوم الذي تم فيه التوقيع علي اتفاقية التعاون النووي بين الولايات المتحدة والهند في الاسبوع الماضي. في الوقت الذي يقود فيه الرئيس الامريكي بوش المعركة الدولية ضد المشروع النووي الكوري الشمالي والايراني، يقوم فيه باضفاء الشرعية علي السلاح النووي الهندي مانحا نيودلهي مكانة الدولة النووية الشرعية بكل معني الكلمة. كل هذا بعد عامين من تصريحه بحزم كبير يحظر السماح بانضمام دول اخري جديدة للدول النووية الخمس الكبري وبعد ثمانية سنوات من فرض واشنطن عقوبات شديدة علي الهند بعد تنفيذها سلسلة من التجارب النووية.طهران تستطيع أن تفرك يديها استمتاعا وهي تقرأ تفاصيل الاتفاق الموقع بين بوش ورئيس الوزراء الهندي الدكتور منموهان سينغ. الدولتان ستتعاونان في المجال النووي والولايات المتحدة ستتقاسم المعلومات التكنولوجية النووية مع الهند وتمدها بالوقود النووي المطلوب لتشغيل المفاعلات التي تملكها. ليس فقط ان الاتفاق لم يتطرق للعقوبات الامريكية التي فرضت علي الهند ولحقيقة أنها الحقت ضررا فادحا في الكفاح الدولي لمنع نشر السلاح النووي ـ بل تجاوز ذلك بعدم ذكر عدم توقيع الهند علي معاهدة حظر نشر السلاح النووي (NPT).بامكان ايران ان تفسر ذلك علي انه تلميح امريكي ـ رغم ان بوش لم يقصد ذلك ـ لها بأنها ان كانت حازمة في استكمال مشروعها فان واشنطن ستسلم بمكانة طهران كدولة نووية في آخر المطاف. الاتفاق مع الهند ينص علي ان الهند ستصنف مفاعلاتها الاربعة عشر كمنشآت مدنية وفتحها للرقابة الدولية الا ان مفاعلاتها الثمانية المتبقية ستعتبر منشآت عسكرية لا توجد عليها اية رقابة كانت. بامكان الهند في المستقبل ان تقرر كيف تصنف كل مفاعل تشتريه او تبنيه (مدنيا أم عسكريا). هذا كان بمثابة خداع واظهار للامر وكأن الهند تقوم بدفع ثمن وتنازل للكفاح الدولي الساعي لمنع نشر السلاح النووي. الهند ستواصل الانتاج العسكري وستزيد من وتيرة ذلك. كل ذلك لانها رفضت فرض قيود علي كمية المواد الاشعاعية التي ستستخرجها من المفاعلات ولان واشنطن ستمدها باليورانيوم. ادوارد ماركي قال انه ليس من الممكن خرق القواعد المتبعة ومطالبة ايران بالالتزام بها في نفس الوقت. عندما سئل بوش في المؤتمر الصحافي عن سبب منح واشنطن جائزة للدولة التي نفذت تجارب نووية في 1998 ولم توقع علي معاهدة الحظر رد قائلا: ما يعنيه الاتفاق هو أن الاوقات قد تغيرت وتبدلت .هذا لم يكن ردا ناجحا جدا منه وهو لا يعزز مكانة واشنطن التي تقود معركة حظر التسلح النووي عالميا. يبدو أن ما تغير هو الظروف الاستراتيجية في شرقي اسيا وليس الازمنة التي تحدث عنها بوش. الاتفاق مع الهند هو تجارة تبادلية بسيطة: واشنطن باعت المعركة الدولية ضد السلاح النووي مقابل تدعيم مكانتها في مواجهة الصين الآخذة في التعاظم لدرجة تثير قلقا كبيرا لدي بوش.بامكان الهند النووية ان تكون قوة جذب عالية في مواجهة تطلعات الصين العسكرية والتي ستضطر لتخصيص جزء هام من مواردها لمواجهة الهند النووية. هذا سيؤدي بالتأكيد الي حث السباق النووي في شرقي آسيا. ان هذا ثمنا يوجد لدي بوش الاستعداد لدفعه خلافا لكل تصريحاته السابقة.الرئيس الامريكي قام باعادة الجهود الدولية المناهضة للتسلح النووي 30 عاما للوراء كائنة ما كانت دوافعه وراء التوقيع علي الاتفاق. ومن هنا يكون قد الحق ضررا كبيرا ايضا بفرض التصدي لايران حيث ستجد واشنطن صعوبة من الان فصاعدا في طرح موقف حازم في وجه المشروع الايراني. كما توجد هنا النقطة الاسرائيلية ايضا. ان كانت الهند ستقبل كعضوة شرعية في النادي النووي وتحظي بجوائز قيمة فمن الاجدر باسرائيل إذاً ان تبدأ بالتفكير في السير علي الدرب النووي الذي اختطته الهند. رؤوبين بدهتسوركاتب في الصحيفة(هآرتس) 8/3/2006