بريطانيا قلقة من جرائم الانترنت والاحتيال الألكتروني

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: تبدي بريطانيا قلقاً كبيراً حيال جرائم الانترنت وعمليات الاحتيال الالكتروني التي تكلف اقتصادها مبالغ مالية كبيرة، كما تتكبد شركات التأمين والبنوك خسائر فادحة هي الأخرى بسبب عمليات القرصنة والاحتيال الالكتروني التي تستهدف المستخدمين في المملكة المتحدة.
وأصبحت أغلب جرائم الاحتيال يتم ارتكابها بواسطة الانترنت، حيث أن بريطانيا تسجل سبع جرائم احتيال الكتروني من بين كل عشر جرائم احتيال يتم تسجيلها بشكل عام، أي أن 70 في المئة من جرائم الاحتيال والسرقة تتم عبر الانترنت، وهو ما دفع السلطات الحكومية في بريطانيا الى التعاون مع أكبر شركات الأمن المعلوماتي في العالم من أجل مكافحة الظاهرة والحد من الخسائر التي تتسبب بها للبريطانيين.
وجنّدت شرطة مدينة لندن عدداً من الخبراء المختصين في أمن الإنترنت من شركة «كاسبرسكي لاب» العالمية لتدريب ضباط الشرطة من مختلف المستويات على هذه التهديدات المتفاقمة.
ومن شأن هذا البرنامج التدريبي، الذي يعد الأول من نوعه المدعوم بقوانين المملكة المتحدة النافذة، أن يزود منتسبيه بالمهارات والمعرفة اللازمة للتعرف على هذه الجرائم وحلها، ابتداءً من مستوى الأفراد من الضحايا الذين يواجهون جريمة احتيال خلال تسوقهم على الإنترنت إلى الشركات التي تخسر الآف الجنيهات نتيجة لتلك الهجمات.
ومن المقرر أن يتطور البرنامج أكثر ليشمل مزيداً من الخدمات والشركات الضخمة في جميع أنحاء المملكة المتحدة بهدف تثقيف الأطراف المعنيين داخل المملكة المتحدة بطرق الحماية من الهجمات الالكترونية.
وسيوفر هذا البرنامج خبرة عملية حقيقية من خلال التدريب على المهارات الأساسية مثل رصد حركة المرور في الشبكة، وتحليل الصور في سواقة القرص الصلب وفك رموز تشفير البرامج الخبيثة باستخدام وسائل تدريبية متخصصة وطرق منهجية مطورة من قبل «كاسبرسكي لاب».
وسيتناول البرنامج التدريبي أيضا حاجة الشركات إلى تحسين مهارات الإبلاغ عن حالات الاحتيال بما يتيح تكوين رؤية واضحة حول تلك التي لدى كل من مراكز الشرطة والأجهزة الأمنية.
وقال ديفيد كلارك، نائب رئيس مساعد في مديرية مكافحة الجرائم الاقتصادية في شرطة مدينة لندن في هذا الصدد: «بالنظر إلى التعقيدات المتزايدة التي تشهدها جرائم الإنترنت بشكل مستمر، أصبح من الأهمية رفع مستوى وعي مقدمي الخدمات بمثل هذه التهديدات بالوتيرة ذاتها».
وأضاف: «مع وجود أكثر من 21000 جريمة سوء استخدام للكمبيوتر في المملكة المتحدة خلال الربع الأول من عام 2014، بات من الواضح أن الناس والشركات عمومًا يتعرضون لخطر مرتقب ويحتاجون إلى حماية. والأمر يتطلب من الشرطة البريطانية أن تكون على أهبة الاستعداد للتعرف على هذه الجرائم وبأن تتسلح بالمعرفة اللازمة التي تمكّنها من تتبّعها قبل وقوعها. ومن شأن هذه الشراكة مع «كاسبرسكي لاب» أن تعزز دورنا كقوة شرطية وطنية رادعة للجرائم الاقتصادية وتحسّن قدرتنا في مجال مكافحة الاحتيال وجرائم الإنترنت على مستوى المملكة».
وكان تقرير لجريدة «دايلي ميل» البريطانية توقع أن تشهد بريطانيا خلال العام الحالي 2014 أسوأ خسائر اقتصادية بسبب عمليات الاحتيال الالكتروني التي تشهدها، حيث كشفت أرقام رسمية أنّ 40.9 مليون جنيه استرليني استولى عليها قراصنة الانترنت، الذين ابتكروا أحدث الطرق لاختراق أنظمة البنوك.
ونقلت الصحيفة عن شركة متخصصة قولها إنّ 160 ألف نوع من الفيروسات يتم تطويرها كل يوم لاختراق الحسابات الشخصية للأفراد في البنوك.
وازداد القلق من الاحتيال الالكتروني بعد أن كشفت الشرطة البريطانية عن فيروس جديد يدعى «غيم أوفر زيوس» يحتمل أنّه اخترق 15.5 ألف كمبيوتر في بريطانيا، وهو فيروس يستهدف تفاصيل الحسابات المصرفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية