“القدس العربي”: كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في تقرير نشرته اليوم الإثنين، أن شركة عقارية مملوكة جزئيا من قبل صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر تلقت تمويلا أجنبيا بقيمة 90 مليون دولار من جهات غامضة من بينها السعودية منذ دخوله إلى البيت الأبيض.

وأضافت الصحيفة أن الاستثمارات تدفقت إلى شركة “Cadre”، من السعودية وعدة مستثمرين، بينما يعمل كوشنر كمبعوث دولي للولايات المتحدة، وقد جاءت الأموال من خلال شركة “غولدمان ساكس” في جزر كايمان، والتي تعد ملاذا ضريبيا يضمن سرية الشركات.

وأوضح التقرير أن كوشنر، زوج ابنة ترامب الكبرى إيفانكا، احتفظ بحصة في “Cadre” بعد انضمامه إلى الإدارة، والتي تقدر قيمتها بنحو 50 مليون دولار، وفقا لوثائق الإفصاح المالي الخاصة به.

وأشار التقرير إلى العلاقة الوثيقة بين كوشنر والمسؤولين السعوديين، وخاصة ولي العهد محمد بن سلمان. وقالت مصادر إن المبلغ المالي الذي وصل عبر “غولدمان” من السعودية وحدها، كان يقدر بنحو مليون دولار، وكانت هناك أموال أخرى قد وصلت من مستثمرين آخرين لم يكشف عنهم.

ويحظر القانون الأمريكي على المسؤولين الحكوميين، التورط في نشاطات شخصية لجني المال، لتجنب خلق أي مظهر من مظاهر التحيز.

ورأت جيسيكا تيليبمان، المحاضرة في كلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن حول أخلاقيات الحكومة وقوانين مكافحة الفساد، أن ذلك “يدفع للتساؤل عما إذا كان لهذه الأموال تأثير في طبيعة عمل كوشنر”.

وذكر التقرير أن كوشنر استقال من مجلس إدارة “Cadre” وقلص حصته في الملكية إلى أقل من 25٪ بعد انضمامه إلى البيت الأبيض، وفقا لما ذكره محاموه.

وتأسست شركة “Cadre” في عام 2014 من قبل كوشنر وشقيقه جوشوا وصديقهم ريان ويليامز، الذي كان يعمل سابقا لدى “غولدمان ساكس”، وتتكون الشركة من مبنى في مانهاتن تملكه شركة عائلة كوشنر العقارية. وتصف الشركة نفسها كسوق على الإنترنت، حيث يمكن للمستثمرين أن يجتمعوا لشراء العقارات، لكنها قامت أيضا ببناء صندوق استثمار عقاري تبلغ قيمته الآن أكثر من نصف مليار دولار، يستخدم لشراء العقارات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وارتفعت قيمة الصندوق خمسة أضعاف منذ عام 2017، عندما عين كوشنر مستشارا للبيت الأبيض.