القاهرة ـ «القدس العربي»: دشّن مصريون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغ «السوريين منورين مصر»، للرد على الحملة التي استهدفت السوريين الذين اضطروا للانتقال للعيش في مصر، بعد ثورة عام 2011 في بلادهم والأحداث التي تلتها. واحتل هاشتاغ «السوريين منورين مصر»، قائمة الأكثر تداولاً بمواقع التدوينات القصيرة «تويتر».
وكانت مصر شهدت خلال اليومين الماضيين، مطالبات بفرض رقابة على الأنشطة الاقتصادية للسوريين، واتهامات لهم بأنهم يديرون أمـوال تنظيم «الإخوان المسلمين».
وكتب جمال عبد الرحيم، عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين على «فيسبوك: «الهجوم على الأشقاء السوريين في مصر أمر غريب وغير مقبول بالمرة، مصر اعتادت أن تحتضن كل الأشقاء، علاوة على أن المشروعات الناجحة للأشقاء السوريين في مصر تستوعب الكثير والكثير من المصريين».
الإعلامي المصري مصطفى كفافي كتب في صفحته على «فيسبوك»: «أنا شاهد عيان على أن السوريين، هم الجالية الوحيدة من بين الجاليات التي أقامت في مصر خلال أزمات عدة مرات ببلدانهم، التي لم يرَ منها المصريون إلا العمل الجاد». وأضاف: «لم نرَ مشكلة أو صوتاً عالياً، لم نسمع عن محضر في أحد أقسام الشرطة، لم نرَ أسر سيئة السمعة، لم نر سوى الاستثمار والعمل، هم دائما أهل الأخلاق والكرم».
وزاد: «كشف حب السوريين للعمل، عورات قطاع كبير من العاطلين، وكان هذا سبباً مباشراً في الهجوم عليهم الذي نراه أحيانا في بعض المنشورات و الأخبار».
وهاجم، كفافي، نبيل نعيم الجهادي السابق الذي اتهم في منشور على الفيسوك، السوريين بإدارة أموال تنظيم الإخوان في مصر. وقال إن «الجهادي السابق، عاد ليظهر علينا على طريقة تفكير الجماعات الاسلامية ليقرر عقاب شعب كامل».
واختتم كفافي منشوره بالقول: «استثمارات السوريين التي تخطت حاجز المليار جنيه ووظفت مصريين كما السوريين هي ما تطمح الدولة المصرية لجذبه في المقام الأول، ولو ثبت استغلال هذا الأمر في تمويل الإرهاب، فيعاقب من يثبت تورطه وليس كامل الجالية السورية التي يشهد الجميع بأخلاقها وأدبها وسعيها للعمل والتجارة والاستثمار في أسوء ظروف يمكن أن تمر على أي شعب».
وذكّر المحامي الحقوقي المصري محمد عبد العزيز بمقولة الإعلامي السوري عبد الهادي البكار، الذي كان يعمل في إذاعة دمشق وقت شنّت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل العدوان الثلاثي على مصر، حيث أطلق مقولته الشهيرة «هنا القاهرة من دمشق، هنا مصر من سورية، لبيك لبيك يا مصر».
وكتب المحامي الحقوقي جمال عيد، مدير «الشبكة العربية لحقوق الإنسان» على تويتر: «أشقائنا السوريين منورين مصر، ومصر أجمل بكم وبذوقكم وجهدكم والعشرة والمحبة».
يذكر أن سمير صبري، المحامي المعروف بكثافة بلاغاته ضد المعارضين، تقدم بمذكرة للنائب العام المصري، طالب فيها بضرورة فرض رقابة على أموال السوريين، ووضع أطر قانونية تتيح لأصحاب الأموال السوريين العمل وفق قوانين واضحة وبيئة استثمار صحيحة من دون أن يعني ذلك أن يكون من قام بتمويل الإرهاب ومعاداة بلده ضمن هؤلاء أيضاً، مؤكداً على ضرورة أن تلجأ كل هذه الاموال إلى الرقابة المالية.