عايدة توما- سليمان: نتنياهو يخوض معركة عقائدية مستغلا ترامب لقتل “الدولتين”

وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”: تؤكد عضو الكنيست العربية عايدة توما – سليمان (الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة) خطأ من يعتقد أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يخوض معركة بقاء شخصيّة فحسب، ليتجنب المحاكمة والمحاسبة على قضايا رشاوى، مشددة على خوضه معركته عقائديّة سياسيّة يحاول من خلالها كسب الوقت لتنفيذ خططه الراميّة للقضاء على إمكانيّة اقامة الدولة الفلسطينيّة.

وفي محاضرة لها ضمن ندوة في الجامعة العبرية في القدس المحتلة بعنوان “الديمقراطية والسياسات الخارجيّة”، أوضحت عايدة توما – سليمان أن نتنياهو يعرف أن هذه الفترة هي بمثابة فرصة ذهبيّة، وعليه استغلالها كما كان يحلم دائمًا.

ونوهت إلى أن انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتّحدة يعطي مظلة وشرعيّة لسياسات نتنياهو اليمينيّة والعنصريّة، والتي تتعارض موضوعيًا ومبدئيًا مع القيم الديمقراطيّة.

وتابعت: “ساد الاعتقاد أنه تم التخلص، خلال اوسلو، من سياسات الضم ومن فكرة “أرض إسرائيل الكاملة”، ولكن اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو قام بعملية إنعاش لهذا الفكر الكولونيالي، ولمسنا ذلك بشكل واضح في قانون القوميّة الذي سن في العام الماضي”.

وأكّدت توما – سليمان أن الانتخابات القادمة يجب أن تطرح كل الأسئلة القيميّة حول تعريف إسرائيل، معتبرة أن هذا سيكون النضال الحقيقي والذي يجب أن يجمع حوله كل من يؤمن بقيم الديمقراطيّة الحقيقيّة.

كما اعتبرت أن الاستمرار بإدارة معركة الانتخابات حول المسائل المتعلقة بشخص نتنياهو لا يصيب الهدف، وقالت إن السؤال المركزي هو الموقف من قضيّة استمرار الاحتلال وسياسات الضم، ومن يريد أن يكون البديل لهذا الخط عليه أن يطرح موقفًا واضحًت من الاحتلال ومن قضايا المواطنين العرب في البلاد.

وخلصت عايدة توما – سليمان للقول إنه لا يمكن لدولة تحتل شعبًا آخرًا أن تكون ديمقراطيّة، فهي تدوس بشكل منهجي ودائم كل من يناهض الاحتلال، وتدوس مؤسسات المجتمع المدني وتحاول القضاء على جهاز القضاء، لا يمكنها أن تحافظ على قيم الديمقراطيّة. مؤكدة أنه لا يمكن حماية أو صيانة أسس ديمقراطيّة في الدولة بدون الاجهاز على الاحتلال وإعادة الشرعيّة لوزن الجماهير العربيّة في الدولة.

وبهذا السياق تتزايد مؤشرات بأن مكانة نتنياهو السياسية تتصدع داخل حزبه “الليكود” حيث تتعالى أصوات داخله تطالب بإجراء انتخابات تمهيدية لرئاسة وقائمة الحزب في الكنيست، وذهب بعضهم إلى القول إن عصره قد انتهى”.

وقدم إلى محكمة “الليكود” التماس عاجل يطالب بإلزام رئيس الحزب ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ومديرية الانتخابات في الحزب بإجراء انتخابات لرئاسة “الليكود” وقائمته للكنيست. وقدم الالتماس أوري بيرتس، وهو عضو في الليكود، وناشط على صفحة الحزب في الفيسبوك التي يطلق عليها “الليكود الإيجابي”.

وقال الالتماس إنه بموجب دستور الحزب، فمن لحظة حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات جديدة يجب إجراء انتخابات تمهيدية لرئاسة الحزب، واختيار مرشحي القائمة القطرية للكنيست. وقال بيرتس إن نتنياهو امتنع على تطبيق دستور الحزب “من خلال تجاهل رغبة الجمهور الواسع الواضحة، سواء في وسط أعضاء الليكود أو في وسط الحركات الأخرى، لأن ذلك يسمح لشخصيات مركزية أخرى بالتنافس على منصبه.

واعتبر الملتمس أن نتنياهو قد فشل في محاولة تشكيل الحكومة بعد انتخابات الكنيست الـ21، كما أشار إلى تصريحات قادة “أزرق- أبيض” والتي جاء فيها أنهم سيوافقون على حكومة وحدة مع شخص آخر غير نتنياهو. وحسب التماسه يضاف إلى ذلك حقيقة أن رئيس الليكود الحالي نفذ إجراءات سياسية تسببت بإضعاف الحزب، علاوة على أنه يحوم فوق رأسه “سيف جلسة الاستماع” بشأن الملفات الجنائية المنسوبة له.

نقلت صحيفة “معاريف” عن بيرتس قوله إنه في حال تم رفض الالتماس فإنه سيتوجه إلى هيئات قضائية أخرى زاعما أنه يمثل المزاج السائد في الليكود ويشمل الكثيرين الذين يعتقدون أنه انتهى عصر نتنياهو. موضحا أنه أجرى محادثات مع مرشحين محتملين لرئاسة الحزب، وتكون لديه انطباع بأنه في حال الإعلان عن انتخابات تمهيدية فإنهم ينوون تقديم ترشيحاتهم.

ويشار إلى أن وزير الأمن الأسبق ورئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان قد أكد في مقابلة مع موقع “واينت” الإخباري قبل يومين إنه غير ملتزم “بتنصيب” نتنياهو رئيسا للوزراء. وقال ليبرمان إن نتنياهو “يجعل المسألة شخصية إذ ليس الحديث عن المعسكر القومي، كتلة اليمين، وإنما عن تقديس الشخصية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية