مدريد ـ «القدس العربي» من حسين مجدوبي: عقد وزراء الدفاع لدول فرنسا وإيطاليا واسبانيا والبرتغال اجتماعاً في مدينة فنيسيا الإيطالية لتوحيد الرؤية والمواقف في اجتماع الحلف الأطلسي الذي ينعقد يومي الخميس والجمعة من الأسبوع الجاري.
وبينما يتوافق الأعضاء في حلف الأطلنطي على منح الملف الأوكراني ومحاولة ثني روسيا عن مغامرة عسكرية جديدة أولوية كبرى، يوجد اختلاف، خاصة من الجانب الأوروبي، حول ملفات أخرى تهم العالم العربي وهي ليبيا والعراق وسوريا.
وحضر اللقاء يوم السبت الماضي كل من وزير الدفاع الفرنسي إيف لودريال والإسباني بيدور مورنيس والبرتغالي خوسي أغيلار برانكو والإيطالي روبرتا بينوتي. وتؤكد وسائل الاعلام الإيطالية وفي الدول الثلاثة الأخرى أن الهدف هو محاولة التوصل الى توحيد المواقف بحكم أن هذه الدول تعاني من تهديدات مشتركة ويجب أن تتبى رؤية استراتيجية أمنية موحدة وخاصة في أكبر منظمة عسكرية في العالم وهي الحلف الأطلنطي. مصادر عسكرية اسبانية كشفت لوكالة إيفي أن الاجتماع المقبل للحلف الأطلنطي في المملكة المتحدة سيركز كثيراً على الملف الأوكراني لأنه التحدي الأكبر الذي يواجه الغرب في الوقت الحالي.
ويوجد تخوف حقيقي من انفلات الأوضاع في أوكرانيا، الأمر الذي سيدفع بروسيا الى التدخل في باقي الجمهوريات التي كانت تنتمي الى الاتحاد السوفييتي أو تنتمي الى المعسكر الشرقي «حلف وارسو».
وكانت روسيا قد ضمت منطقة القرم الأوكرانية منذ قرابة ثلاثة أشهر، فيما يهدد أنصارها بضم مساحات أكبر من شرق أوكرانيا، الأمر الذي جعل دولاً صغيرة مثل إيستونيا ولتوانيا بل وأخرى مثل بولونيا تتخوف من التطورات المقبلة.
المصادر العسكرية المذكورة تؤكد في الوقت ذاته استحالة تجاهل التهديدات التي تواجهها دول جنوب أوروبا وفرنسا المطلة على منطقة متفجرة وهي شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وقالت جريدة الباييس الاسبانية إن أغلبية الدول الأوروبية المنتمية الى حلف الأطلنطي لا ترغب بالتدخل العسكري في مناطق النزاع في شمال إفريقيا مثل ليبيا وكذلك الشرق الأوسط، وخاصة العراق وسوريا لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ولكنها في المقابل، ستوفر الدعم السياسي المطلق لأي تدخل أمريكي يهدف للقضاء على «داعش».
ويحمل الحلف الأطلنطي ذكرى سلبية عن تدخله في ليبيا بعدما أدى انهيار نظام القذافي الى فوضى تهدد مجموع البحر الأبيض المتوسط بسبب انتشار الأسلحة وارتفاع نسبة المتطرفين وظواهر أخرى مقلقة مثل الهجرة السرية. وترغب دول جنوب أوروبا وهي البرتغال وإيطاليا وإسبانيا علاوة على فرنسا أن ينتهي اليوم الأول من اجتماع الحلف الأطلنطي يوم الخميس المقبل والمخصص للعراق وليبيا وسوريا بنتائج تعزز الأمن في البحر الأبيض المتوسط وتبعد شبح الإرهاب.