لقاء بين الرئيسين التركي والأمريكي على هامش قمة العشرين سيشكل فرصة أخيرة لحل أزمة أس 400

إسماعيل جمال
حجم الخط
0

إسطنبول ـ «القدس العربي»: يبدو الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، متفائلاً نوعاً ما بإمكانية التوصل لحل ما مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول أزمة شراء تركيا منظومة إس 400 الروسية، والخطوة الأمريكية المتوقعة بإخراج أنقرة من برنامج صناعة وشراء طائرات إف 35، وذلك في اللقاء الذي سيجمعهما على هامش قمة العشرين في اليابان، والتي تنطلق اليوم الجمعة.
ويعتقد على نطاق واسع أن لقاء اردوغان وترامب سيكون «حاسماً» فيما يتعلق بقدرة الزعيمان على التوصل لصيغة ما لخفض التصعيد بين بلديهما، أو ما يمكن اعتباره حلاً للخلاف المتصاعد حول المنظومة الروسية، في ظل تقلص الاحتمالات مع قرب استلام أنقرة للمنظومة الروسية.
وتؤكد التصريحات التركية والروسية، أن النصف الأول من الشهر المقبل سيشهد بدء تسليم الدفعة الأولى من المنظومة الروسية لأنقرة، وهو ما يزيد من أهمية لقاء اردوغان و ترامب، الذي يعتبر بمثابة الفرصة الأمريكية الأخيرة لإقناع تركيا بعدم استلام أس 400.
لكن، ومع اقتراب موعد الاستلام، فإن كل التصريحات التركية الرسمية باتت تجزم باستحالة التراجع عن هذا القرار، والأربعاء، اعتبر اردوغان أن البعض ما زال لا يريد تصديق أن تركيا اشترت المنظومة الروسية وانتهى الأمر، حيث تقلصت احتمالات تراجع تركيا عن الصفقة بشكل كبير جداً، ويعتقد أنها سوف تبدأ بالوصول عملياً لتركيا خلال الشهر المقبل دون أي تغيير المواعيد.
ومع استبعاد إمكانية قدرة ترامب على اقناع اردوغان بوقف استلام المنظومة الروسية والتراجع عن الصفقة، تبقى هناك احتمالات أخرى للتوافق يعتبر أبرزها على الإطلاق تعهد أنقرة بعدم تفعيل المنظومة وإدخالها الخدمة لتأجيل تفاقم الأزمة بين البلدين في هذه المرحلة بالحد الأدنى.
وإلى جانب إصرار اردوغان على استلام المنظومة الروسية وعدم التراجع عن الصفقة، لكن، بنفس القدر أيضاً يسعى للتوصل لأي صيغة تجنب بلاده خسارة مشاركتها في برنامج صناعة وتطوير وشراء طائرات إف 35 الأحدث في العالم، والتي تعتبر تركيا شريك أساسي في صناعتها وتطويرها، ومشتري كبير لها بأكثر من 100 طائرة منها لم تصل أي منها للأراضي التركية بعد.
وبشكل أكبر، تخشى تركيا التبعات الاقتصادية الأوسع لأي أزمة أكبر مع واشنطن التي هددت بفرض عقوبات اقتصادية قد تؤدي إلى مفاقمة الأزمة التي يمر بها الاقتصاد التركي وتوجيه ضربة قاسية لليرة التركية التي فقدت كثيراً من قيمتها في الأشهر الماضية نتيجة الخلافات مع واشنطن، عوضاً عن ارتفاع نسب التضخم والبطالة والدين العام.
والخميس، قال اردوغان في لقاء صحافي من اليابان: «آمل أن أتحدث مع ترامب بالتفصيل خلال قمة مجموعة العشرين عن مسألة شرائنا منظومة إس 400 الروسية، وأعتقد أن لقائي معه سيكون مهما لإزالة الجمود في علاقتنا وتعزيز التعاون بيننا».
وأضاف: يمكن أن يتم حل المسألة مع واشنطن «في إطار التحالف والشراكة الاستراتيجية بين البلدين».
وبينما اعتبر أن «لغة التهديد لن تفيد أحد»، لفت إلى أن «محادثاتنا مع الإدارة الأمريكية حول هذا الموضوع مستمرة، وترامب يعرف مخاوف تركيا، ولماذا نحتاج هذا النظام في إطار بحثنا عن نظام فعال للدفاع الجوي ضد التهديدات الأمنية»، لكنه لم يخفي إمكانية عدم الاتفاق عبر الحديث عن العقوبات الأمريكية المتوقعة.
وقال عن برنامج طائرات إف 35 : «دفعنا لهم (الإدارة الأمريكية) 1.25 مليار دولار للحصول على مقاتلات إف 35 فإذا أقدمت واشنطن على تصرف خاطئ كهذا (منع تسليم المقاتلات أو فرص عقوبات ضد تركيا) فسنلجأ للتحكيم الدولي»، وأوضح «تركيا ستلجأ للتحكيم الدولي من أجل استعادة المبالغ المالية التي دفعتها».
واستطرد: «لا يمكن لواشنطن فرض عقوبات ضد تركيا بموجب قانون مواجهة خصوم الولايات المتحدة من خلال العقوبات (كاتسا) لأننا أقدمنا على تلك الخطوة (شراء منظومة إس 400) قبل أن يدخل القانون حيز التنفيذ».
وفي محاولة أخيرة للتحضير للقاء ترامب – اردوغان، جرى الأربعاء لقاء بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ،والقائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، لكن مسؤول أمريكي كشف عن أن اللقاء فشل في إحراز أي تقدم في المحادثات التي جرت في مقر حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وقال المسؤول إن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي حذر نظيره التركي من أن شراء أنقرة المنظومة الروسية لن ينهي فقط دور تركيا في برنامج مقاتلاتإف 35، وإنما سيضر أيضا الاقتصاد التركي بسبب العقوبات الأمريكية المترتبة على الصفقة، ونقل عنه القول: «إذا قبلوا منظومة إس 400 فإن عليهم تحمل النتائج».
وردا على سؤال عما إذا كانت أنقرة قد غيرت موقفها بأي شكل، قال المسؤول «لم تحدث أي مفاجأة لكن الوزيرين كانا واضحين جدا مع بعضهما»، الأمر الذي يحول الأنظار مجدداً للقاء ترامب أردوغان الذي يأمل الطرفين بأن يُحدث مفاجئة حقيقية عبر التوصل لحل وسط يمنع تفجر الخلافات بين البلدين وصولاً لأزمة يعتقد أنها ستكون الأكبر والأخطر في العلاقات بين أكبر حليفين في «الناتو».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية