بيروت ـ «القدس العربي» : لم تمر زيارة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الى منطقة عاليه مرور الكرام، إذ شهدت توترات واحتجاجات وقطع طرقات من قبل مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي، الذين رفضوا دخول الوزير باسيل الى منطقة كفرمتى وقطعوا الطريق أمام موكبه، ما أدى الى تدخل الجيش اللبناني، حيث حصل تدافع بينه وبين مناصري الحزب الاشتراكي، أعقبه إطلاق نار على موكب الوزير صالح الغريب في قبرشمون، حيث أفيد عن مقتل اثنين من مرافقيه وجرح اثنين آخرين.
نائب ينتقد استنفار وزير الخارجية مئات العسكريين «لحمايته من مستقبليه»
وكان الوزير الغريب بصدد استقبال باسيل في كفرمتى بحضور الأمير مجيد أرسلان نجل الأمير طلال أرسلان، إلا أنه بعد إلغاء زيارة باسيل قرّر الغريب ملاقاته في بلدة شملان، وفي طريقه اقتحم الموكب المتجمّعون وحصل اطلاق نار . وبعد الإعلان عن وفاة أحد الحزبيين التابعين للحزب الديمقراطي اللبناني من مرافقي الوزير الغريب، ألغى الأمير طلال أرسلان العشاء الذي كان مقرراً في خلدة للوزير باسيل.
وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو في كفرمتى يظهر لحظة قطع مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي الطريق في البلدة لمنع موكب الوزير جبران باسيل من المرور في البلدة.
وأظهر الفيديو تدافعاً بين الشبان والجيش اللبناني الذي يحاول فتح الطريق. وفي تعليق ضمني على الزيارة غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر قائلاً: «إن أفضل طريقة في الجواب على التحدي الناتج من الغرور هو في التجاهل».
وكان رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب كتب على حسابه على «تويتر»: «ما يجري تزامناً مع جولة باسيل لا يليق بك يا وليد بك ولا بتيمور كشاب واعد ومهذب ومحترم.» وأضاف وهاب: «قطّاع الطرق يسيئون لصورة قرانا وعلى علمي حصلت عشرات المصالحات وانتهينا، فهل المصالحة موسمية، ثم يكفينا عزلاً لمناطقنا فلنترك الناس تنفتح على بعضها».
وبعد قطع الطرقات الذي شهدته قرى في قضاء عاليه من قبل مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي احتجاجاً على زيارة باسيل الى القضاء، تنقّل الوزير أكرم شهيب بين بلدات عبيه والبنّيه وقبر شمون لمحاولة فتح الطرقات.
وقال شهيب لـLBCI «أهلاً وسهلاً بالوزير باسيل ولكن بشرط الا تأخذ الزيارة هذا الطابع الحاد والعنفي في السياسة، خاصة وأن زيارات مماثلة فتحت روائح الحرب التي نسيها أهل الجبل». وأضاف: «الزيارات حق ديمقراطي ومن حق كل الناس ممارسة السياسة لكن ضمن خريطة الوفاق الداخلي وجمع البلد وليس تفرقته، والعمل بروح المصالحة التي أرساها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير».
من ناحيته، توجّه عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب فيصل الصايغ، في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى رئيس «التيار الوطني الحر» بالقول «عندما تستهل زيارتك إلى قضاء عاليه بنبش مآسي الماضي وفتح جراحه، وعندما تستوجب هذه الزيارة استنفار مئات العسكريين «لحمايتك» من مستقبليك، مع ما يسببه ذلك من إزعاج للمواطنين الآمنين، وما يعنيه من هدر للمال العام، ومع ذلك كله تعجز عن زيارة وزيرك الحليف في قريته، لأنك تستفزّ الناس كيفما تكلمت وحيثما تحركت». وأضاف: «إسأل نفسك يا جبران: إلى أين تأخذ البلد؟ رحم الله البطريرك مار نصرالله بطرس صفير».
من جهتها، استنكرت هيئة قضاء عاليه في التيار الوطني الحر «الغوغائية التي ظهرت قبيل زيارة وزير خارجية لبنان ورئيس أكبر تكتل نيابي وأكبر تيار سياسي على امتداد الوطن إلى القضاء من قبل بعض ضعفاء النفوس الذين يعمي الحقد عيونهم». ودعت الهيئة «جميع مناصري التيار الى ضبط النفس والتعالي فوق التصرفات الميليشياوية وعدم الانجرار الى المستويات التي لا تليق بأي لبناني، ولاسيما أبناء قضاء عاليه».
وتوضيحاً لملابسات الحادث الأليم الذي وقع في منطقة الشحار الغربي من قضاء عاليه، أصدرت وكالة داخلية الغرب في الحزب التقدمي الاشتراكي البيان الآتي:
أثناء الاحتجاج الشعبي في منطقة الشحار الغربي على زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع ما حملت من استفزاز لمشاعر الناس، خرج موكب وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب من منزله في كفرمتى ولدى وصوله إلى مدخل بلدة عبيه حيث كان المحتجون قد قطعوا الطريق بالإطارات المشتعلة، أقدم مرافقو الوزير الغريب على إطلاق النار على المحتجين رغم محاولات هؤلاء فتح الطريق وإزالة العوائق عنها. وبعد وصوله إلى بلدة شملان حيث تبلغ الوزير الغريب إلغاء زيارة رئيس التيار الوطني الحر إلى بلدة كفرمتى سلك طريقا فرعية وصولا الى بلدة البساتين حيث عاود مرافقوه إطلاق النار باتجاه المحتجين عشوائيا، وتابع موكبه الطريق صعودا باتجاه ساحة قبرشمون حيث ترجل مرافقان للوزير الغريب وعمدا إلى اطلاق النار باتجاه المحتجين أيضا بشكل عشوائي مما أدى إلى إصابة شاب من بين المحتجين، فرد بعض من كان يحمل سلاحا باتجاه مصدر النار دفاعا عن النفس فسقط مرافقان للوزير الغريب، وهذا أمر موثق بفيديوهات باتت بحوزة المراجع الأمنية.
إننا نضع كل المعطيات الموجودة بحوزتنا بتصرف القضاء والقوى الأمنية، نعود ونؤكد أن ما جرى يتحمل مسؤوليته من وتر الأجواء واستفز الناس ونبش قبور الحرب، ومن كان ينتظر زيارة فكانت ردة فعله بالاعتداء على الناس الذين عبروا سلميا عن رفضهم لزيارة الوزير باسيل إلى منطقتهم.