المغرب يعلن رسميا عن استضافة مؤتمر افريقي اوروبي لمناقشة الهجرة غير المشروعة
المغرب يعلن رسميا عن استضافة مؤتمر افريقي اوروبي لمناقشة الهجرة غير المشروعةالرباط ـ القدس العربي ـ من محمود معروف: اعلن المغرب رسميا عن استضافة مؤتمر افريقي اوروبي لمناقشة قضية الهجرة الافريقية باتجاه القارة الاوروبية يعقد الصيف القادم.وقال ادريس جطو الوزير الأول المغربي أن المؤتمر الأورو ـ افريقي حول الهجرة يعقد يومي 10 و11 تموز/يوليو المقبل بالمغرب.وأوضح جطو عقب مباحثات أجراها في بروكسل مع رئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل باروسو، أن هذا المؤتمر الذي يأتي بمبادرة من المغرب واسبانيا بدعم من فرنسا سينظم بتعاون خاصة مع المفوضية الأوروبية.وقال انه خلال هذا المؤتمر الذي ستشارك فيه البلدان المصدرة للهجرة والمستقبلة وبلدان العبور سنتحدث بالأساس حول التعاون ، مشيرا الي أن البلدان الافريقية المصدرة للهجرة في حاجة الي المساعدة والتعاون .وذكر جطو بأن للمغرب تجربة واسعة في مجال التعاون، وبأنه يستقبل عددا كبيرا من الطلبة الأفارقة (أكثر من 7 آلاف منهم حصلوا علي منح لمتابعة دراستهم في الجامعات المغربية ومراكز التكوين)، وأن التعاون بين المغرب والبلدان الافريقية يشمل مجالات مختلفة خاصة الفلاحة والماء والقروض الصغري.وقال اذا تمكنا من احداث شراكة ثلاثية تضم أوروبا والمغرب والبلدان الافريقية، سنكون قد قمنا بخطوة أكبر وهذا ما سنسعي اليه خلال هذا المؤتمر .واحتلت قضية المهاجرين الافارقة من دول جنوب الصحراء حيزا هاما في المجال الاعلامي والدبلوماسي بين المغرب واوروبا والقارة الافريقية اثر هجمات مكثفة قام بها شبان افارقة مرشحون للهجرة السرية لاقتحام الاسوار الفاصلة بين ثغري سبتة ومليلية اللتين تحتلهما اسبانيا وبقية الاراضي المغربية.واسفر العنف الذي واجهت به الشرطة المغربية المهاجرين الافارقة تلك الهجمات عن اصابة مقتل 13 شابا افريقيا واصابة العشرات بجراح وهو ما اثار احتجاجات منظمات حقوق الانسان والتي تصاعدت بعد الكشف عن معاملة سيئة ولا انسانية تعرض لها هؤلاء المهاجرون اثناء ترحيلهم من المغرب نحو بلداتهم الاصلية.وقال المغرب ان امكانياته لا تساعده علي لعب دور الدركي في حماية حدود اوروبا من المهاجرين السريين الافارقة كما اتهم الجزائر بعدم المساعدة للحد من هذه الظاهرة. ولقي المغرب دعما من اسبانيا المحطة الاولي للمهاجرين السريين القادمين من المغرب وتم الاتفاق علي الدعوة لاجتماع يعقد علي مستوي وزاري للدول الافريقية والاوروبيين المعنية مباشرة بهذا الملف. ولقيت الدعوة تأييدا فرنسيا، الا ان موقف الجزائر المتحفظ قد يعرقل عقد هذا الاجتماع او يحول دون تنفيذ قراراته. وترفض الجزائر ان تعيد استقبال مهاجرين سريين وصلوا عبر اراضيها الي القارة الاوروبية او الي المغرب وتقول ان حدودها البرية شاسعة مع دول افريقية مصدرة للهجرة ولا تستطيع ان تتحمل مسؤولية تسلل هؤلاء المهاجرين. الا ان المغرب يقبل ان يعيد استقبال المهاجرين السريين شرط ان يكونوا دخلوا الاراضي المغربية بطريقة شرعية.واعرب ادريس جطو عن رغبة بلاده والاتحاد الاوروبي التوصل الي اتفاق في هذا الاطار، مؤكدا في هذا السياق، لدينا ارادة للتوصل في أقرب وقت ممكن للتوقيع علي اتفاقية حول اعادة قبول الأشخاص المقيمين بصفة غير شرعية في فضاء الاتحاد الأوروبي.أشار باروسو الي أهمية مسألة تدبير تدفق المهاجرين، وهو مجال يحظي باهتمام خاص من طرف الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء ، معربا عزم الاتحاد وضع اللمسات النهائية لهذه الاتفاقية في روح من الشراكة مع جيراننا .وقال ندرك صعوبة هذا المشكل بحكم أنه لا يعني بلدا واحدا فقط، هناك تدفق للمهاجرين القادمين من بلدان أخري، نعلم أن هذا يطرح مشاكل معقدة وفي حالة ما اذا توصلنا الي حل، فان ذلك سيعزز أكثر من علاقاتنا .وتحارب الدول المعنية بالهجرة السرية علي اكثر من جبهة وبعد ان تقلصت حظوظ المهاجرين بالوصول الي الجنة الاوروبية عن طريق مدينتي سبتة ومليلية نظرا للاجراءات الامنية المتشددة شمال المغرب اكتشفت طريق المحيط الاطلسي نحو اوروبا عبر جزر الخالدات من الصحراء الغربية او موريتانيا او عبر ايطاليا من ليبيا او تونس وتقول تقارير للصليب الاحمر الدولي ان اكثر من الف مهاجر لقوا حتفهم اثناء محاولتهم الوصول الي جزر الخالدات الاسبانية هذا العام مع تزايد اعداد الافارقة الذين يحاولون اقتحام قلعة اوروبا باستخدام مسارات بحرية أطول. وتذهب التقديرات الرسمية الي ان 106 مهاجرين لقوا حتفهم اثناء محاولتهم الوصول الي جزر الخالدات منذ اواخر كانون الاول/ديسمبر معظمهم كانوا مبحرين شمالا من موريتانيا.وقال خايمي بارا رئيس الشؤون الافريقية في الصليب الاحمر الاسباني ان الرقم الحقيقي للوفيات اكبر كثيرا من ذلك. وقال تقديرنا هو انه عشرة امثال ذلك الرقم .وقالت الاذاعة الاسبانية الحكومية ان عشرات المهاجرين لقوا حتفهم الاسبوع الماضي في تحطم قاربين قبالة سواحل الصحراء الغربية وموريتانيا بينما عثر يوم الثلاثاء علي عشرات المهاجرين احياء في قارب جنح لمدة ثلاثة ايام قبالة ساحل موريتانيا.وقال الهلال الاحمر الموريتاني الاربعاء ان عدد الذين عثر عليهم أحياء في القارب قبالة ساحل غرب افريقيا 75. وكان القارب ارسل اشارة استغاثة. وقال متحدث باسم الهلال الاحمر الموريتاني هؤلاء الناس انقذهم مركب استطلاع ساحلي موريتاني .وقال بارا انه في كل يوم يبحر ما يقدر بنحو 200 الي 600 مهاجر الي جزر الخالدات من مستوطنات تمتد من شمال موريتانيا الي غينيا بيساو وهي رحلة يتراوح طولها بين الف كيلومتر والفين وتكلف الواحد منهم الف يورو (1190 دولارا). وقد اشتد اقبال المهاجرين علي استخدام هذا المسار في الاشهر الاخيرة لان المغرب الذي يتعرض لضغط من اسبانيا والاتحاد الاوروبي ضيق علي المهربين الذين كانوا ينقلون المهاجرين عبر المسافة التي تمتد 100 كيلومتر.وقالت جمعية اصدقاء واسر ضحايا الهجرة السرية ان حوالي الفي مغربي كانوا يريدون التسلل الي ايطاليا موقوفون حاليا في ليبيا. وقالت انهم موقوفون في سجون ليبيا في ظروف غير انسانية . ودعت الجمعية السلطات الليبية الي تحمل مسؤولياتها في ادارة هذا الملف واحترام الحقوق الاساسية للانسان . واوضح مسؤول في الجمعية ان الجمعية تتلقي منذ خمسة اشهر شكاوي من اسر اوقف ابناؤها في ليبيا.وتواصل محاكم مغربية النظر في ملفات افراد يشكلون شبكات للهجرة السرية نحو اوروبا ومثل أمام محكمة الاستئناف بالناظور سبعة مغاربة للاشتباه في انتمائهم الي احدي هذه الشبكات التي تم تفكيكها في شهر شباط/فبراير الماضي بمدينة وجدة (شرق المغرب).ويشتبه انتماء هؤلاء المتهمين، التابعين لمجموعة مكونة من 70 شخصا، الي شبكة لتنظيم الهجرة السرية لفائدة مواطنين من بلدان افريقيا جنوب الصحراء والهند وباكستان وبنغلاديش.وكان27 مرشحا للهجرة السرية (26 هنديا وباكستانيا واحدا)تم ضبطهم في اطار نفس عملية التفكيك، قد مثلوا يوم الثلاثاء الماضي أمام المحكمة الابتدائية في الناظور.ونظرت محكمة الاستئناف بالناظور منذ تفكيك هذه الشبكة حوالي 32 متهما ومثل أكثر من 150 مرشحا للهجرة السرية أغلبهم ينحدرون من بلدان اسيوية امام المحكمة الابتدائية بنفس المدينة.