الهجمة الاسرائيلية علي الخطاب القومي في الداخل
الهجمة الاسرائيلية علي الخطاب القومي في الداخل انه لامر طبيعي ان لا يروق للمؤسسة الحاكمة في اسرائيل وجود وبقاء مناضل صلب كالدكتور عزمي يقارعهم في ساحات الصراع ناشرا الفكر القومي العربي الذي يخيف حكام اسرائيل لما يمثله هذا الفكر في الوعي لدي الاقلية الفلسطينية في الداخل.وكذلك لا يروق لهم المجاهد الشيخ رائد صلاح وخطابه، مدافعا صلبا عن حقوقنا ومقدساتنا. لذا دأبت السلطة الحاكمة من خلال اجهزتها المخابراتية علي نسج خيوط تآمرية تهدف الي المس بالتجمع الوطني ورئيسه بهدف اخراجه خارج القانون. وهذا الامر يندرج علي الحركة الاسلامية ايضا. اذ ان وجود الحزب بات يزعجهم ويقلقهم كونه يتسع يوما بعد يوم، يتسع برؤيته ومبادئه التي اصبحت ميثاقا ودستورا للاقلية الفلسطينية ومعبرا حقيقيا عن طموحاتهم وتطلعاتهم، اذ لم يكن غريبا علينا اشتداد الهجمة السلطوية من كل حدب وصوب بهدف خلق المبررات لنزع شرعية الحزب وبالتالي اخراجة خارج القانون وضرب الحركة الوطنية في الداخل والتي باتت تقلقهم جميعا لما تمثله هذه الحركة بعقيدتها السياسية من رؤية قومية ومشروع وطني بدأ يتسع ويأخذ حيزا علي الساحة السياسية، وتعتبره الحكومة (خطرا استراتيجيا علي الدولة) هذا ما جاء وبكل وقاحة علي لسان رئيس الشاباك. من هنا نستنتج بان القضية تتجاوز حدود التجمع ورئيسه لتطال الاقلية الفلسطينية برمتها بهدف نزع شرعية هذه الاقلية لما تمثله من خطر ديمغرافي مستقبلي قد يقلب معادلات وموازين عديدة وبالتالي تفقد الدولة طابعها اليهودي الخالص. ان ما هو مطلوب حاليا عدم الصمت علي الرياح التي تسبق العاصفة، لاننا نتوقع عاصفة من التحريض والتشويه بحق التجمع ورئيسه، واضحة الهدف، واسعة التعميم للنيل من القوي الوطنية والاسلامية ايضا، وهذا امر ليس بغريب علي اذرع السلطة، فما زالت رياح العاصفة التي اطلقت ضد الحركة الاسلامية ورئيسها الشيخ رائد صلاح تهز اركاننا وتعدنا بالشدائد. اننا نطلب من الاخوة في التجمع الوطني الذي يرأسه الدكتور عزمي بشارة اعطاءنا التفسير حول مصير رئيس الحزب وحيثيات الهجمة التي يتعرض لها، والسؤال المطروح هل سيعتزل الحياة السياسية نتيجة الهجمة السلطوية التي تعرض ويتعرض لها؟ ام ان هناك اسبابا اخري لم يفصح عنها الحزب حتي الآن؟ فالدكتور ليس الانسان الذي لا يواجه الشدائد هكذا عرفته علي الاقل، فقد سبق له وان تعرض لهجمة مماثلة ومحاكمة استقطبت الرأي العام. ان التعتيم والضبابية التي تلف الموضوع اعطت مجالا وافقا واسعا للبعض بالتشكيك بحيثيات وجوانب القضية وكان الدكتور عزمي يتهرب من مواجهة السلطة؛ الامر الذي لم نتعود عليه اطلاقا وليس صدفة ان تبدأ ابواق السلطة بالتحريض ليس فقط علي شخص الدكتور، بل علي المشروع القومي للاقلية الفلسطينية بمجمله، لان الخطر الذي يهدد نقاوة الدولة العبرية هي الاقلية الفلسطينية برمتها؛ وهي تجهد في سبيل درء هذا الخطر بشتي الوسائل حتي لو كلفها الامر اختلاق حالة حرب مع دولة مجاورة مثل سورية، لتقدم علي تهجير عشرات الآلاف من ابناء شعبنا المنزرعين في وطنهم. من هنا نري ان هناك ضرورة ملحة لتدويل هذه الهجمة الشرسة وعدم تكرار تجربة عام الـ 48 والنكبة. نحن لا نراهن علي الانظمة العربية بل نراهن علي صمودنا كما قال الشيخ رائد صلاح عليهم ان يجهزوا مليون تابوت قبل ان يفكروا باقتلاعنا . الدكتور عدنان بكريةكاتب فلسطيني من الـ [email protected]