الكرامة ليست سلعة مقابل الأمن والسؤال عن المستقبل حق مشروع للأغلبية الفقيرة

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار الكاتب جمال سلطان صخباً واسعاً على إثر تغريدة في صورة تساؤل: «هل كان يجول في خاطر عربي أو مسلم، ولا في أسوأ كوابيسه، أن يأتي يوم يرى فيه ملك السعودية، خادم الحرمين الشريفين، وهو يجلب الراقصات ومطربات العري من أمريكا، ويدفع لهن من مال المسلمين، لكي يستعرضن أجسامهن أمام الناس في أرض الحجاز، على بعد أميال قليلة من بيت الله الحرام؟». لم يكن سلطان بمفرده الغاضب من حكام السعودية الذين لا يتوانون في تقديم صكوك الرضا للسيد الأمريكي وحليفه الإسرائيلي، بل إن نظرة فاحصة للنخب على اختلاف ألوانها يكشف بوضوح عن أن الكراهية باتت هي العملة المشتركة في العلاقة مع الرياض.

خصوم الإمام الأكبر لم يرحموا مرضه ومغامرة فض الاعتصام أثبتت أنها حماقة أعيت منفذيها

فيما اهتمت صحف القاهرة الصادرة أمس الخميس 4 يوليو/تموز بنشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي وبقضايا الشؤون المحلية والإقليمية والدولية. واستقبال الرئيس أمس ماريافيرناندا إسبينوزا رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة والوفد المرافق لها، بحضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، والسفير ريتشاد ديكتوس، الممثل المقيم للأمم المتحدة في القاهرة. ونقلت صحيفة «الجمهورية» عن السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، قوله إن السيسي أكد خلال اللقاء اهتمام مصر بالعمل الدولي متعدد الأطراف. فيما ذكرت صحيفة «الأهرام»، أن وزارة المالية حددت قواعد صرف العلاوة الدورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية، والعلاوة الخاصة لغير المخاطبين به، والحافز الشهري للعاملين في الدولة، وتتضمن احتساب العلاوة الدورية للمخاطبين المستحقة في أول يوليو/تموز 2019 بنسبة 7٪ من الأجر الوظيفي..وأشارت صحيفة «الأخبار» إلى أن وزارة الداخلية أطلقت المرحلة الثامنة من مبادرة «كلنا واحد» في 690 فرعًا في كبرى السلاسل التجارية على مستوى الجمهورية، لتوفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة تصل إلى 30٪، لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين. ومن تقارير أمس الخميس: الإمام الأكبر بخير ويعود من ألمانيا بعد تلقي العلاج .. «القوات البحرية المصرية والهندية تنفذ تدريبًا في المتوسط».

عالقون لا أكثر

هل يرضيك الحاضر وآفاق المستقبل؟ سؤال انشغلت بالرد عليه مي عزام في «المصري اليوم»: «نحن غارقون في اللحظة الراهنة وأحيانا نكون أسرى الماضي، لم نحسم الكثير من أمور حياتنا، فلم نستقر على ماهية نظامنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فأمورنا عالقة في منطقة ضبابية، واختيارنا محدود بين السيئ والأسوأ، أما المستقبل فتفكيرنا فيه فردي ومحصور في تأمين أنفسنا وأسرنا، كل بأسلوبه وقدرته وثقافته، لا أحد يفكر في المستقبل باعتباره جزءا من العالم، سؤال المستقبل أكبر من امتلاك شقة أو وظيفة، فهو سؤال وجود. كل ما يحدث في العالم يؤثر علينا رغمًا عنا، لم نساهم في صناعة ثورة الاتصالات لكننا نفرط في استخدام منتجاتها من وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية التي غيرت نمط حياتنا، رغم ذلك لم نستثمر حتى الآن بالقدر الكافي في مجال الإلكترونيات، كما فعلت الهند مثلًا. ومازال رجال الأعمال في مصر يفضلون الاستثمارات الصلبة، لا يدخلون مجال التجارة الإلكترونية أو التطبيقات الذكية وتصنيع الشرائح الإلكترونية، أو الإنفاق على أبحاث الهندسة الوراثية في مجال الزراعة، التي يمكن أن تنقذنا من الشح المائي، وبدلا من ذلك نجد رجال الأعمال يبنون مجمعات سكنية يروجون لها بأنها تحتوي على أضخم ملعب غولف، وأكبر بحيرة صناعية، وترى الكاتبة أن استيراد أحدث الأسلحة ليس كافيا للردع، بل تصنيعه وتطويره هو الذي سيجعل جيشنا درعا وسيفا، ويمكن أن يكون مصدر دخل ضخم. امتلاك سلاح نووي يجب ألا يغيب عن تفكيرنا، في ظل اختلال التوازن الإقليمي وتقلبات النظام العالمي، العراق وليبيا تم تدميرهما بعد أن تخليا عن برنامجهما النووي في حين أن كوريا الشمالية مازالت تشاغب أمريكا لامتلاكها سلاحا نوويا».

أمن أم كرامة؟

عند تعرضه لذكرى 30 يونيو/حزيران يرى عمر العمر في «المشهد»: «أن لا كرامة لمواطن ما لم ينعم في وطنه بالحرية والإرادة. أبسط أعراض انتهاك كرامة المواطن تتبدى في تجريده من إنسانيته عن طريق الإذلال، الامتهان والاستغلال. ما من نظام متحضر يلهب ظهور مواطنيه بالسياط. العالم مدين للشعب الإيرلندي في شأن تثبيت الكرامة حقا دستوريا مقننا. هم الذين صاغوا في دستورهم عام 1937 «كرامة الإنسان شأن غير قابل للمساس». يضيف العمر، نحن نلج أسبوعاً محفوفا بالقلق، إذ يرتفع عنده منسوب الخوف العام من المجهول. ليس الخوف من الإفراط في «عنف البادية»، هو مكمن القلق، بل دفع الوطن إلى ما بعد حافة الهاوية. اللجوء إلى العنف يفصح عن الضعف لا القوة. الجهل المشرّب بالضعف أجهض العديد من الفرص لإيقاظ عملاق افريقي نائم. العنف لم يزد الحراك الجماهيري إلا عنفواناً. مغامرة فض الاعتصام أثبتت أنها حماقة أعيت منفذيها. لدى الشعب استعداد سخي من أجل بذل مزيد من الدم والأرواح قرابين وصولاً بالثورة إلى مقامها. هو لديه قناعة راسخة بعدم إهدار فرصة إيقاظ العملاق الافريقي النائم. السيناريو الأقرب للإخراج؛ سعي العسكر إلى عرقلة مواكب المليونية بإقامة المتاريس والحواجز العسكرية. المجلس فقد الجرأة على إعادة إطلاق النار. أقصى أشكال العنف تتمثل في إلهاب المتظاهرين بالسياط والعصي والغاز المسيل للدموع. رياح المليونية ستجبرهم على الانحناء لكن ذلك لن يربحهم احتراماً في الداخل أو الخارج».

الأمل الكاذب

«خلية الأمل» التي أعلنت السلطات القبض عليها مؤخراً ما زال أفرادها يتعرضون للهجوم من قبل أنصار السلطة.. ماجد حبته في «الدستور» يقول بما يمليه عليه ضميره: «أعضاء مجلس النواب، الذين يصفون أنفسهم بـ«تكتل 25- 30»، أكدوا في بيانهم براءة المتهمين، ووصفوا الاتهامات الموجهة لهم بأنها «كاذبة وملفقة وليس لها أي سند ولا دليل»، زاعمين أن إلقاء القبض على عدد منهم جاء نتيجة مكيدة سخيفة تم تدبيرها، لكونهم من الأصدقاء المقربين لأحد النواب، ويعملون معه في مكتب خدمة المواطنين. وقالوا إن هذه الاتهامات الباطلة تتزامن مع إجراءات كفيلة بسد كل المنافذ أمام الجميع للحد الأدنى من حرية التعبير والمشاركة في العمل السياسي اللازم لتقدم أي أمة، والأكثر كارثية وعبثية، مما سبق أن هؤلاء النواب هددوا بأنهم لن يقفوا متفرجين وسيتخذون ما يناسبهم من مواقف. ويشير الكاتب إلى أن من حق هؤلاء الأعضاء، أو غيرهم، بموجب المادة 101 من الدستور، أن يراقبوا أعمال السلطة التنفيذية، أما لو حاولوا «التدخل في شؤون العدالة أو القضايا»، فقالت المادة 184 إنهم يرتكبون «جريمة لا تسقط بالتقادم». وغير أن المادة 370 من لائحة مجلس النواب لا تجيز للعضو أن يأتي أفعالًا داخل المجلس أو خارجه تخالف أحكام الدستور أو القانون، فإن المادة رقم 187 من قانون العقوبات، تعاقب بالحبس والغرامة كل من نشر «أمورًا من شأنها التأثير في القضاة الذين يناط بهم الفصل في دعوى مطروحة أمام أي جهة من جهات القضاء في البلاد أو في رجال القضاء أو النيابة أو غيرهم من الموظفين المكلفين بالتحقيق، أو… التأثير في الرأي العام لمصلحة طرف في الدعوى أو التحقيق أو ضده».

يزعجهم بوفاته

ما زالت تداعيات وفاة الرئيس الأسبق تتوالى ومن بين الغاضبين منه ومن جماعته ماجي الحكيم في «الأهرام»: «بعد أن عانى من أمراض عديدة وتقدم به العمر مات – المدعو مجازًا الرئيس الأسبق – وهو يحاكم بالخيانة العظمى على مرأى ومسمع من العالم. وبعد أقل من نصف ساعة من وفاته خرجت علينا السيدة سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش – التي لا يخفى عن أحد مدى انحيازها – متهمة مصر عبر حسابها الرسمي على تويتر بقتل المعزول عن طريق التقصير والإهمال الطبي. بلهجة ساخرة تضيف ماجي: الصراحة تقال إن الست ويتسون عندها حق تنحاز لجماعة الإخوان الإرهابية، وأن تتآمر على مصر، وتلقي بالتهم جزافًا ما دمنا على حالنا لا نعترض أو نرد الحق أو حتى نصدر بيانًا شديد اللهجة من قبل الخارجية، فتتعامل معنا دومًا على أننا «ملطشة»! وما دمنا نعمل بمبدأ دع الموضوع يمر وسيتم نسيانه مع الوقت، وهو ما سيحدث بالفعل لدى معظم الشعب المصري، الذي نسي بالفعل أو تناسى بسبب بطولة الأمم الافريقية.. لكنه سيظل عالقًا في ذهن الغرب الذي لا يعلم الحقيقة كاملة، ولا يعرف مدى الرعاية الطبية التي تلقاها المعزول خلال سنوات السجن، والتي زاد فيها وزن كل أفراد الجماعة داخل أسواره، كما أن الغرب لم ير أي رد فعل يصحح المعلومة، وهو دليل أكبر على صدقها من وجهة نظره».
أتركوها لأنها ضارة

بسبب جدوى الديمقراطية أثار عماد الدين أديب في «الوطن» حنق الكثيرين: «ما فائدة تطبيق أو اعتناق الديمقراطية إذا لم تؤدِ إلى الإنجاز المؤدي لحياة أفضل للمواطنين؟ وحتى «أزيد الطين بلة» أعود وأسأل: وماذا لو أدت الديمقراطية إلى الفوضى الخلاقة أو غير الخلاقة، وإلى التفكك المجتمعس وتقسيم الأوطان؟ من هنا يصبح السؤال: هل نحن نطبق نظاماً بصرف النظر عن نتائجه؟ أم اختياره وتطبيقه في الزمان والمكان والظروف المواتية المناسبة؟ إذا كانت الديمقراطية دواء، أو عقاراً شافياً لمعظم الشعوب، فماذا يفعل المريض الذي يمكن أن يرفض جسمه هذا العقار في هذا التوقيت؟ يقول رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل: «الديمقراطية هي أصعب نظام للحكم، ولكن البشرية لم تخترع حتى الآن ما هو أفضل منه». الديمقراطية، هي معانٍ كثيرة مثل: تداول السلطة، وفصل السلطات، والشعب مصدر السلطات، وحق الشعب في الرقابة الشعبية على الحاكم، وحق المواطنين في التعبير بحرية، والمواطنة المتساوية، وعدم التمييز، ومكافحة الفساد، وحرية الاعتقاد، وعدم التفرقة بسبب الجنس أو الدين أو العرق أو المذهب. يضيف أديب: كل ذلك لا جدال حوله، ولا توجد في داخلي دعوى مبطنة أو ظاهرة للانتقاص منه. ولكن.. وهنا «ولكن» هذه شديدة الصعوبة.. تحتاج بعض المراحل التاريخية للجوء إلى «التدخل الجراحي» من قبل سلطة وطنية واعية بتحديات المرحلة التاريخية، وتقوم «بفرض إصلاحات جذرية مؤلمة» لاختصار المراحل الزمنية وإنقاذ البلاد والعباد من أزمات وكوارث لا تحتمل انتظار نتائج الإصلاح الديمقراطي التي قد تأخذ سنوات وسنوات. ويصل الكاتب لنتيجة مفادها: إعمار البشر أصعب من إعمار الحجر».

نعتذر للمتحرشين

أصداء العفو عن اللاعب المتحرش تتوالى ومن بين المهتمين بالأمر سيد عبد القادر في «الدستور»: بعد اعتذاره العلني، أعلنت إدارة المنتخب الكروي، مسامحتها للاعب الشاب عمرو وردة، ليعود لمعسكر التدريب، لكن كثيرين لن ينسوا له أنه تحول إلى أيقونة للتحرش في ملاعب كرة القدم، بعد أن اتهم بممارسة هذه «العادة» الذميمة، مع زوجات اللاعبين في نادي فيرينسي البرتغالي، ما دفعهم للاستغناء عنه، وعودته مرة أخرى إلى نادى باوك اليوناني، فلم يتوقف عن التحرش، وأصبح يردد عبارة «تعاليلي اليونان» لكل فتاة يتمنى أن يحرز بها هدفًا في الوقت الضائع. من حقهم أن يسامحوه بعد مساندة زملائه له، وعلى رأسهم «فخر العرب» النجم الخلوق مو صلاح، ومن حقنا أيضًا أن نتأمل في ظاهرة التحرش داخل وخارج ملاعبنا، فما أكثر المتحرشين بنا، نعم «بنا» جميعًا وأنا أعنيها بلا أي خجل. التحرش مرض ليس جنسيًا فقط، بل هو عادة رذيلة يمارسها كثيرون يتحول بعضهم إلى مرضى أو مدمني تحرش، يسعون لاغتصاب أجسام ضحاياهم أو أشيائهم الخاصة، وأحيانًا عقولهم. والمتحرش شخص يحتاج لرعاية من نوع خاص، طبية أو نفسية أو حتى سياسية، لأنه قرر أن يقتحم حياة المتحرش «به أو بها» وربما بهم، راغبًا في أن يأخذ ما ليس له، يريد أن يأخذ شيئًا غير مشروع، حتى إن كان فعليًا لا يحتاج لهذا الشيء بشكل ملّح، بدليل أن لاعبًا شابًا يمتلك الوسامة والشهرة والمال، أي أنه يستطيع أن يتزوج أو حتى أن تكون له صديقات أوروبيات، فيترك كل هذا ويفضل أن يكون متحرشًا، وأن يحمل لقب المتحرش الرسمي».

الحدق يفهم

ينأى محمود خليل في «الوطن» بنفسه عن الدخول في دوامة من المشاكل مفضلاً الهروب نحو التاريخ تاركاً للآخرين حرية المقارنة والاستنباط: «المشهد شديد الارتباك الذي ضرب مصر بعد خروج الحملة الفرنسية سبب انزعاجاً شديداً لـ«أدهم المصري». فأول والٍ اعتلى السلطة بعد خروج الفرنسيين (خسرو باشا) لم يمكث في الحكم أكثر من عام، ثم لاذ بدمياط هرباً من المشكلات الاقتصادية التي وجد نفسه عاجزاً عن حلها، وتولى السلطة من بعده طاهر باشا ولم يدُم حكمه أكثر من 26 يوماً، انتهت بقطع رأسه على يد اثنين من الانكشارية، أما على باشا الجزايرلي الذي تولى الحكم بعد طاهر فقد استدرجه المملوك عثمان البرديسي وقتله، ليثب على ولاية مصر من بعده خورشيد باشا. وقد بالغ الأخير في الضغط على الرعية بالفرض والمغارم، والسلب والنهب والمطاردة، وإزهاق الأرواح. يتابع خليل:أمام هذا الانزعاج لم يجد «أدهم المصري» مفراً من التحرك وترك التمدد على الأرائك والأسرَّة وفوق الأرض. أدرك أن مشكلته الجوهرية تتحدد في ترك المشهد لأمراء المماليك والترك والأرناؤوط ليقرروا مصيره، وأن الحل أن يتدخل هو كفاعل ليقرر مصيره بيدَيه. وكانت المفاجأة. في زمن «خورشيد» هرع الأهالي إلى المشايخ – وعلى رأسهم نقيب الأشراف عمر مكرم- والتفوا حولهم ووضعوا أنفسهم تحت إمرتهم حتى يضعوا حداً لحالة السوء التي وصلت إليها البلاد والعباد. في هذا التوقيت كان الضابط الألباني محمد علي يعرب عن أسفه وحزنه للحال التي وصل إليها الأهالي، والظلم الذي يتعرضون له من جميع الأطراف المتصارعة على الحكم في البلاد».

مقابل ماذا؟

عبّر الدكتور هاني السلمي في «الشبكة العربية» عن غضبه أمس الخميس مبدياً استياءه لظرف خارجي: «غضبت غضبا شديدا يوم أن وقع ترامب رئيس أمريكا الحالي على وثيقه في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017، يؤكد فيها على اعتراف أمريكا أقوى قوه عسكرية في العالم بأن القدس الشرقية والغربية غير المقسمه عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، وغضب معي كل أحرار العالم الإسلامي والعربي، بل أحرار العالم. وقام كثير من المظاهرات التي تندد بهذا القرار الظالم الذي يهدر ببساطة شديدة وبدون ضمير حق الشعب الفلسطيني حتى في جزء بسيط من مدينته التاريخية كعاصمة لدولته المفترضة. معللا ذالك بتنفيذه لقانون سفارة القدس الذي أصدره الكونغرس بأغلبية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري عام 1995 ولم يستطع الرؤساء السابقين لترامب تنفيذه حرصا منهم على مصالح أمريكا. وفي مارس/آذار من العام الجاري 2019 وقع وثيقة ثانية تعترف بموجبها الولايات المتحدة بأن الجولان السوري المحتل منذ عام 1967 بأنها جزء من دولة إسرائيل ضاربا بذلك عرض الحائط بمشاعر العرب والمسلمين وبقرارات الأمم المتحدة التي تعترف بأن الجولان أرضا سورية محتلة من قبل إسرائيل. وأهدى هذين القرارين إلى زوج ابنته أيفانكا اليهودي كوشنر، فهو يخدم نسيبه ويبقشش عليهم من جيب غيره، كما يقول المصريون. فاشتطت غضبا مرة أخرى واشتاط الأحرار في العالم، كيف يتصرف رئيس أكبر دولة في العالم وأقوى دوله بصورة بربرية لا تتفق مع ما لدى هذه الدولة من إمكانيات راقية تحتم على ساستها أن يتصرفوا بأسلوب راق متزن يحترم القانون الدولي وحقوق الشعوب الأخرى في امتلاك أراضيها والدفاع عنها، فهي الدولي التي فيها أفضل الجامعات، وفيها أكبر عدد من الجامعات تتقدم الجامعات كلها على مستوى العالم في تصنيف أفضل 500 جامعة».

باسم ترامب

نعود لـ«الشبكة العربية» إذ يصر الدكتور رضا محمد على أن الجامعة العربية تستحق الدفن: «المؤتمر الأخير والخاص بما يسمي بصفقة القرن، الذي عقد في البحرين الأسبوع الماضي برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ألقى ظلاله أكثر وأكثر على جامعة الدول العربية، فضلاً عن كشفه عن حقيقة الدور الهامشي والهش الذي تقوم به في ما يخص القضايا العربية بالعموم والقضية الفلسطينية بالأخص، حيث كنا نأمل بل مازلنا ننتظر بيانا واضحا من جامعة الدول العربية، توضح لنا نحن المواطنين العرب من المحيط للخليج حقيقة صفقة القرن، التي تسعى أمريكا من خلالها لتلبيس العرب «العمة»، وسرقة أراض فلسطينية وأخرى من دول الجوار، سوف تستفيد إسرائيل منها أيما استفادة بصورة حلمها الكبير، ولم تكن تتوقع تحقيقها في الواقع من قبل، مقابل حفنة مليارات من الدولارات للفلسطينيين ومصر والأردن، أكبر الظن أن بعض دول الخليج سوف تتكفل بدفعها إرضاء لعيون أمريكا، وتحقيقاً لوعود ببعض المشاريع في المنطقة تستفيد منها دول الخليج تلك. انكشاف حجم دور جامعة الدول العربية لم يكن في مؤتمر البحرين وحسب، وإنما اختبرت الجامعة من قبل في العديد من المواقف، التي كشفها الرئيس الأمريكي ترامب وأوقع الجامعة في حرج شديد وأصبحت في مكانة لا تحسد عليها، على سبيل المثال قراره بنقل سفارة بلاده في إسرائيل للقدس الفلسطينية، ولما تبين لترامب أنه لا تأثير عليه من الجامعة العربية جراء قراره الوقح والبلطجي هذا، كما لو أنه ضوء أخضر بفعل المزيد لصالح إسرائيل، الأمر الذي ترتب عليه قراره الثاني بضم الجولان السورية لإسرائيل، وهذه الأخيرة لم تتردد في مكافأته بتسمية أحد الشوارع في الجولان باسم ترامب».

أحمق بالفطرة

ما زال الرئيس الأمريكي يثير المزيد من الغضب وهو ما يكشف عنه جميل مطر في «الشروق»: «ما زال الرئيس ترامب يفاجئنا يوميا بهذا الاختراع المسمى بالتغريدات. لا شك في أنه استطاع باستخدامه أن ينفذ كل صباح إلى مراكز صنع القرار في كل ركن من العالم بدون استئذان وبتأثير مباشر. يفاجئنا أيضا بتمثيلياته التي يكتب سيناريوهاتها بنفسه، كما كان يكتب ويخرج ويمثل تمثيليات تلفزيون الواقع. تراه منبهرا وهو يعلن بدون سابق إنذار نقل سفارته إلى القدس. تراه متشفيا من باراك أوباما وهو يعلن خروجه على الاتفاق النووي الذي عقده قادة المجتمع الدولي مع إيران. رأيناه مسليا كمهرجي السيرك وهو يعرض على الرئيس كيم عقد لقاء على الحدود الفاصلة بين الكوريتين. ثم رأيناه يبدع في التسلية وهو يتراقص أمام الكاميرات في صحبة رئيس كوريا الشمالية، الذي بدا على الدوام شابا وقورا على عكس ما بدا عليه الرئيس الأمريكي، شيخا متصابيا وثقيل الظل. هنا يتراقص وهناك في الشرق الأوسط يهدد إيران بمحوها من على الخريطة، لسبب معلن هو سبب وجوده في كوريا الشمالية، اتفاق نووي جديد. كان في تعامله مع إيران كمهرج يلعب بعصى يضع أطرافها المشتعلة في النار في فمه لتنطفئ ثم يضع أخرى مطفأة فتشتعل. ليس هكذا يتعامل الحكماء مع خصومهم في منطقة تسبح في بحيرة نفط جاهز للاشتعال. رأيناه، وأقصد ترامب، في بريطانيا وخارجها يرشح ويدعم برونسون رئيسا للوزراء ورأيناه يسخر مرة أخرى من المستشارة أنغيلا ميركل وسمعناه مستمرا في حربه الإعلامية والسياسية والتجارية على حلفاء بلاده في الاتحاد الأوروبي».

صوب الخليج

هل من حرب مرتقبة؟ ياسمين فاروق في «الشروق» تتأمل الوضع في الخليج: «يراقب الشركاء الأوروبيون والآسيويون الموقف في الخليج عن كثب. ولكن قد يتردد البعض في تقديم مساعدة لمنع التصعيد في غياب ضمان أمني أمريكي. قد تؤدي المحادثات المباشرة بين المملكة العربية السعودية وإيران إلى إيجاد مخرج آمن للمملكة من الأزمة الراهنة، يعزز أيضا من مصداقية مزاعمها حول عدم الرغبة في الدخول في حرب ضد إيران.. سيرحب الأصدقاء الإقليميون للمملكة العربية السعودية بسياسة سعودية جديدة تجاه إيران تكون ذات أهداف تدريجية وواقعية. كما قد تحصل المملكة العربية السعودية على الدعم الإقليمي والعالمي اللازم لتحقيق أمنها إن هي أظهرت رغبة حقيقة في النأي بنفسها عن التصعيد العسكري الحالي. وقد يفتح هذا التحول أيضًا الباب أمام خروج سعودي مشرف ومدعوم إقليميا من اليمن، وإلى تنفيذ واقعي لمشروع الولايات المتحدة للتحالف الاستراتيجي في الشرق الأوسط. تضيف الكاتبة لقد حاولت المملكة العربية السعودية وإيران الانخراط في هذا النوع من التفاعل التدريجي من قبل. وباستثناء الولايات المتحدة، فإن الدول الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران على استعداد لاعتبار هذا الاتفاق مجرد خطوة أولى نحو انخراط أكثر شمولا مع إيران يتعامل مع باقي التهديدات الإيرانية لأمن المملكة العربية السعودية والمنطقة واحدا تلو الآخر. إن مثل هذا الاقتراب في التعامل مع التهديدات الإيرانية سيوفر خريطة طريق للخطوات المتتالية في التعامل مع إيران، وهو ما لا تقدمه السياسة الحالية للرئيس ترامب. ولا تستبعد الكاتبة أن تدفع المملكة العربية السعودية ثمنا باهظا للحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد إيران. لذا حان الوقت لأن تختار المملكة طريقًا أكثر حكمة تمتلك فيه هي زمام التحكم في مصيرها».

لهذا البعض يكرهها

من الكارهين للإخوان بقوة أمين صالح في «اليوم السابع»: «هناك فارق كبير بين الدولة والتنظيم، ولا يجتمع الاثنان في مكان واحد.. فالتي تسمح بوجود ميلشيات أو جماعة مسلحة على أراضيها وتقسم مناطق البيعة في ما بينها، لا يمكن أن نطلق عليها دولة، فالدولة تكون بمؤسسات قوية وأرض وقانون وبشر، أما الميلشيات فالقانون يحدده الأمير ويغيره ويلغيه الأمير وحده دون الباقين. ثانيا: الجماعة تعتمد في المقام الأول على سياسة السمع والطاعة، فالكل مأمور في داخلها، والكل لا يمتلك حق التفكير، والكل ينفذ أوامر المرشد وقيادات الإخوان بدون أن يحرك ساكنا، وإلا اعتبر منشقا عنها، أما العمل السياسي فقوامه مختلف تماما عن ذلك، يعتمد على الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر، وفتح نقاشات وحوارات موسعة للوصول إلى أفضل الحلول والخطط. يضيف الكاتب: فكر الإخوان يرتبط بالمقام الأول بتنظيم له أجندة دولية، فلا تمانع الجماعة على سبيل المثال من تداول معلومات مهمة مع عناصرها في دولة أخرى وقد يحملون جنسيات أخرى، وهنا خطر كبير على الأمن القومي المصري، فالأمر لا يتعلق بمعلومات متداولة داخل جماعة وحسب، بل يعتبر منفذا لأي أجهزة مخابرات عالمية للوصول إلى أي معلومات ترغب فيها عن مصر وبسهولة، بل في كثير من الأحيان قد تقدمها الجماعة قربانا للتقرب إلى جهة ما أو دولة أخرى. ويعترف الكاتب بأنه قد لا يتناسب فكر جماعة الإخوان مع إدارة أي دولة، فالإخوان لا تجيد العمل في العلن كما تجيده في السر، فعلى سبيل المثال حينما وصل محمد مرسي إلى سدة الحكم لم يستطع أن يتفهم طبيعة العمل مع مؤسسة الدولة القوية كوزارتي الدفاع والداخلية، وعكف على تجاهل أي معلومات».

العلم والإيمان

في «البوابة نيوز» يهتم الدكتور حسين علي بإشكالية تثير اهتمام الكثيرين: «إذا كان عصرنا هو عصر العلم؛ فإن هذا لا يعني على الإطلاق أنه لم يعد للدين مكان في عالَم اليوم، بل الأقرب إلى الصواب هو التأكيد على أنه كلما ازدهر العلم، ازدادت حاجتنا إلى الدين. فالعلم لا يستبعد الدين، بل يحتاج إليه؛ لأن العلم في ذاته هو قوة عمياء، أو بتعبير آخر هو قوة محايدة يمكن توظيفها لخدمة البشر، كما يمكن وبالقدر نفسه توجيهها لتدمير العالَم والإنسان. تمامًا كالديناميت في وسعنا أن نلقي به من الطائرات لتدمير المتاحف والمساجد والكنائس والمدن والمستشفيات، أو نلجأ لاستخدامه في شق الطرق عبر الجبال لصالح الإنسان. العلم إذا ليس خيرًا أو شرًا في ذاته، ومن هنا فهو أحوج ما يكون إلى قيم رفيعة تقوده نحو خير الإنسان ورفاهيته. وفي يقيني أن الدين هو النبع الأصيل لهذه القيم الرفيعة. وإذا تأملنا مسار العلم في الحضارة الغربية، نجد أنه بسبب غلبة النزعة المادية وغياب القيم الدينية الرفيعة، تم استغلال العلم في صناعة الدمار لا العمار. إذ تم إنفاق الأموال وإهدار الوقت وتكريس الجهد والطاقات لصناعة أسلحة الدمار الشامل التي يطالبون اليوم بالتخلص منها، ولنا أن نتخيل مدى الخير الذي كان سينعم به البشر لو أن كل هذه الأموال والجهود تم استغلالها من أجل البحث عن علاج للأمراض الخطيرة «كالسرطان» و«الإيدز» وغيرهما، أو من أجل استصلاح الأراضي وتحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للزراعة والشرب. لماذا لم يحدث هذا، وحدث العكس؟ لغياب القيم الدينية النبيلة الكفيلة بتوجيه دفة العلم نحو خير الإنسان».

لن ننساهم

من المتفائلين أمس أحمد البري في بوابة «الأهرام»: «قضية التأمين الصحي من القضايا الشائكة التي طالما حلمنا بحلها، بحيث يكون بإمكان كل مواطن الحصول على الخدمة الطبية المناسبة له، ولم تكن الظروف مواتية، لكن هذه القضية لم تغب عن عين الدولة، فركزت اهتمامها على توفير العلاج لكل المواطنين، من خلال منظومة شاملة، وها هي تنطلق من بورسعيد، وتحوّل الحلم إلى واقع نعيشه، وسوف يمتد إلى أنحاء البلاد، ونستطيع أن نرصد في هذه القضية الملاحظات الآتية تطوير المستشفيات العامة، فقد صارت في حالة جيدة، ويلمس المريض ما طرأ من تحديث فور دخوله أي مستشفى. إن التأمين الصحي الشامل يضمن صحة مثالية لجميع المواطنين، وقد انطلقت المنظومة الجديدة في بورسعيد بسبع مستشفيات هي، مستشفى الحياة (بورفؤاد العام) والسلام (بورسعيد العام) والتضامن، ويضم لأول مرة قسما للأورام للكبار، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى النصر التخصصي للأطفال، وفيه قسم للأورام، وآخر لأمـــــراض القلب تحت إشـــــراف الدكتور مجدي يعقوب، ومستشفى الزهور التخصصي للجراحــــة والمبرة، علاوة على 20 وحدة صحية، كمرحلة أولى. سوف تتحــمل الدولة الاشتراكات عن غير القادرين، وسيتم خلالها تقديم خدمات طبية ذات جودة عالية مطابقة للمعايير القومية المصرية. تمثل الوحدات الصحية العمود الأساسي للمنظومة، ومن خلالها سيتم تحويل المريض إلى المستشفيات «ثنائية الخدمة» أو «ثلاثيتها» حسب تشخيص الطبيب المتخصص في الوحدة».

لن يتركوه

يهتم حمدي رزق في «المصري اليوم» بدعم الإمام الأكبر المريض في ألمانيا: «معاناة الإمام الطيب ليست في آلام عموده الفقري، بل في آلامه النفسية، الإمام يتعرض لهجمات يومية وعلى مدار الساعة، أقساها على نفسه تلك التي تتجاوز المقام، بدون اعتبار للرمزية الأزهرية. ويؤكد الكاتب أن بعض الهجوم على الإمام الأكبر شخصي، وبمثله يتناول البعض عقورًا مقام قداسة البابا تواضروس الثاني، والبابا أيضًا يعاني آلامًا مبرحة في ظهره، ودعوات بالشفاء وصلوات، راجين من جلالك يا ربنا أن تلمس مرضانا بيدك الحانية لمسة الشفاء. يضيف رزق: يستهدفون الإمام لوقفته الوطنية في قلب ثورة يونيو/حزيران، وارتقاء منصة 3 يوليو/تموز، الإمام هو مَن راجع بقلمه بيان يوليو، الذي أسقط المرشد وعصبته، الإمام شكّل مع البابا مظلة وطنية لمنصة وطنية، شكّلا ثنائية حية في ضمير المصريين، الهلال مع الصليب. آلام الإمام في سياق مواز من اتهام الأزهر بالغلو والتطرف ورعاية الأفكار المتشددة، وتصوير الإمام ضد الدولة المدنية، وعقبة كؤود أمام دعوات تجديد الخطاب الديني، والإمام يصبر على أذاهم، شيخ الأزهر يقود سفينة عتيقة، يخشى أن تتداعى تحت قسوة الموج العاتي، يبحر بها الْهُوَيْنَا بِتُؤَدَةٍ وَرِفْقٍ محاذيًا الشاطئ مخافة تحطمها على صخور مسنونة، الرياح ليست في شراعه، كما يقولون. الإمام الأكبر ممتحَن في مرضه، شفاه الله وعافاه، وفي نهجه يحتاج إلى تواصل عبر حوارات مع النخب الناقدة، وسياسيًا في ظل اتهام مسلط بأنه فقيه السلطان».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية