دمشق – «القدس العربي»: تواصل المقاتلات الحربية السورية والروسية قصفها على منطقة إدلب الكبرى، شمال غربي سوريا، مستهدفة البني التحتية على رأسها المشافي والمراكز الصحية والمؤسسات التعليمية والخدمية، وسط إدانات اممية لاستمرار أعمال العنف ضد المدنيين، وفرار أكثر من 600 ألف خلال الهجمات الأخيرة التي وصفت بـ «المرعبة».
ووثقت «القدس العربي» مقتل 23 مدنياً بينهم 8 أطفال و7 نساء، لقوا حتفهم، خلال الأربع وعشرين ساعة الفائتة، في حصيلة غير نهائية لحملة القصف الجوي الهائل للروس والنظام السوري على محيط المنطقة. وقال مدير الدفاع المدني السوري في ادلب، مصطفى الحاج يوسف، لـ»القدس العربي» ان قوات النظام السوري ارتكبت الاحد مجزرة راح ضحيتها 6 مدنيين وعشرات الجرحى في قصف مكثف على قرية قسطون بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، كما وثق فريق الخوذ البيضاء مقتل 3 مدنيين بينهم سيدة، إضافة إلى 12 مصاباً بينهم طفل وامرأتان جراء القصف والغارات على ريف إدلب، يضاف اليهم حصيلة المجزرة التي ارتكبها الطيران في بلدة محمبل بريف إدلب الغربي والتي بلغ ضحاياها 15 قتيلاً بينهم ثمانية أطفال وثلاث نساء.
وبث ناشطون صوراً وأشرطة مصورة، للمجزرة المروعة في بلدة محمبل، وقال الناشط انس الشامي من سكان ادلب، ان «القصف هناك لا يوصف» وما يرتكب بحق الأهالي «محرقة بكل ما تعنيه الكلمة، إذ ان الطائرات الحربية والمروحية وراجمات الصواريخ العنقودية لا تتوقف عن استهداف مدن كفرنبل وحاس جنوب إدلب».
وعن خيبات الأهالي المريرة، جراء ما يعانونه من قتل وتشريد لاسما بعد مجرز أمس، قال متحدث لـ»القدس العربي» : «إننا نموت كلّ يوم، والعالم توقّف عن عدّ موتانا، نحن مجرد ارقام في هذا العالم البائس».
ويحصر الروس والنظام غاراتهما على مجموعة مناطق في ارياف حماة وادلب واللاذقية، كما ان القصف الصاروخي على بعض المدن والبلدات لم يتوقف ابداً، حيث استهدفت بمئات القذائف الصاروخية والمدفعية كلاً من مزارع التمانعة، وخان شيخون، معرة النعمان، بلدة معرتحرمة وجبل الأربعين، كما شنت المقاتلات الحربية 55 غارة جوية استهدفت كلاً من طريق إدلب جدار، والأوتستراد الدولي بمحاذاة قرية صهيان، وبلدات ومناطق عدة في إدلب ومحيطها. ونتج عن هذه الغارات فضلاً عن القتلى والمصابين دماراً واسعاً وأضراراً في منازل المدنيين وممتلكاتهم.
ناشط سوري لـ «القدس العربي»: إننا نموت كل يوم والعالم توقف عن عدّ موتانا
مدير فريق الخوذ البيضاء في ادلب قال لـ»القدس العربي»، ان ثقلًا كبيرًا يقع على كاهل فرق الإسعاف والإنقاذ، بسبب كثافة القصف وتفقد الأهالي بعد الغارات. من جهته وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد الغارات إلى 39 غارة نفذتها طائرات النظام الحربية صباح الاحد مستهدفة ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، بالإضافة لمحاور كبانة ورويسة العالية وتلة السيرياتيل في ريف اللاذقية الشمالي.
الأمم المتحدة، اتهمت بدورها نظام الأسد بتعمُّد استهداف مستشفيات في محافظة إدلب شمالي البلاد، وقالت في بيان لها ان قوات النظام تواصل استهداف المستشفيات فيها رغم مشاركة إحداثياتها مع أطراف النزاع لحمايتها من الهجمات. وقال نائب المنسق الأممي الإقليمي للأزمة السورية، مارك كوتس، إن «أعمال العنف ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والبنى المدنية الأساسية مؤسفة وأدينها بأقوى العبارات».
وذكر كوتس أنه «شعر بالرعب» من الهجمات المستمرة على المناطق السكنية والبنية التحتية المدنية شمال غربي سوريا، مشيراً إلى الهجوم الذي استهدف يوم الخميس مستشفى مدنياً في منطقة كفرنبل الجراحي في إدلب. وأضاف كوتس أن ثلاثة من العاملين في المجال الإنساني في معرة النعمان قتلوا قبل أسبوعين، حين تعرضت سيارة الإسعاف التي كانوا يستقلونها لضربة مباشرة، كما قتل قبل أسبوع اثنان من عمال الإنقاذ العاملين في إخراج الناس من تحت الأنقاض.
وسجّلت الأمم المتحدة 29 حادثة شملت هجمات على 25 منشأة صحية، وعلى ناقلات مواصلات وعلى العاملين الإنسانيين، بالإضافة إلى 45 اعتداء طال المدارس منذ نهاية نيسان/أبريل الماضي، وحسب تقارير المكتب الإقليمي أن القصف والغارات الجوية واستخدام البراميل المتفجرة في إدلب وغرب حلب وشمال حماة أدى إلى مقتل أكثر من 300 مدني وإصابة الآلاف.
ويشن نظام الأسد وحلفاؤه منذ شهر نيسان الفائت، حملة شرسة على المناطق المحررة في محافظتي حماة وإدلب، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 800 مدني وإصابة مئات، فضلاً عن نزوح أكثر من 600 ألف من بيوتهم نحو المناطق الحدودية مع تركيا، حسب ما ذكر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.
هذا النظام الجبان ومعه بوتين المجرم لايكبحه الا تراجع اردوغان عن صفقة ال س ٤٠٠ وتسليح الثوار بماضدات ارضية ضد طيران العدو .
وبدأ حرب عصابات خلف الخطوط