(1) يُروى أن قطًّاً كان شديد البطش بفئران الحي، لكنه أُصيب ذات يوم بوعكة خرج منها مكسور البدن والذهن. احتارت الفئران هل تزوره للمواساة والتهنئة بتعافيه، أم لا تزوره لسوء ما فعل بها في أيام جبروته. بعد نقاش حاد محفوف بالمخاوف وذكريات بطش الماضي القريب، اتفق الرفاق على إرسال فأر واحد عوضاً عن المجموعة حتى لا تُباد كلها إذا ما غدر بها القط المقعد. كانت الفكرة أنه إذا التهم القط الرسولَ، تكون المجموعة قد سجلت طيب نواياها وخسرت واحداً منها فقط، وإذا عاد سالماً تكون قد سجلت نقطة لعلها تضمن لها الأمان في المستقبل. ذهب الفأر وعاد كما ذهب، فالتفَّت من حوله المجموعة تسأل. قال: علامات البطش والتجبر ذهبت، لكن حركاته ومخالبه هي نفسها، ولكم الرأي والقرار. هذا هو حال الجزائريين مع المنظومة التي تحكمهم، قبل 22 شباط (فبراير) وبعده.
(2)
نظرياً، يبدو النظام الجزائري قد قدم تنازلات مهمة للحراك الشعبي بسقوط معاذ بوشارب، رئيس البرلمان، وهو أحد «الباءات» الذي يطالب الشارع برؤوسها، وبإعلانه تنظيم حوار سياسي لا دخل لمنظومة الحكم فيه، يُفضي إلى انتخابات رئاسية لا تشرف عليها أجهزة النظام الرسمية.
من المفروض أن هذين التنازلين هما الأكبر منذ تنحي الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، والزج برموز عصابته في السجون.
لكن لماذا يتوجس الجزائريون رغم كل ذلك؟ الجواب عند القط العائد من وعكته الصحية: الثقة المنعدمة ورصيد «الحقرة» المتراكم. بين الشارع ومنظومة الحكم، الثقة منعدمة حتى ولو تغيَّرت الأسماء. منظومة الحكم في الجزائر تَعدُ وتخلف منذ 1962، تعطي باليمنى وتذبح باليسرى. لم تكترث يوماً لرأي الشعب وآماله وآلامه.
(3)
إذا أردتم دليلاً على أن حركات القطة هي ذاتها قبل وعكته، انظروا إلى تصريحات وتصرفات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، محمد جميعي، وإلى التجمع الوطني الديمقراطي.
رغم كل الشعارات والنداءات المتكررة كل جمعة مطالِبة بإحالته إلى المتحف، يخرج الأمين العام لجبهة التحرير ليقول إن «جبهته» تدعم تنظيم انتخابات رئاسية (لأن الداعي لها قايد صالح لا أكثر ولا أقل)، وأنها سيكون لها مرشحها، وإن لم يكن لها مرشح، ستدعم «المرشح النوفمبري»، يعني مرشح قايد صالح. هي ذاتها مسرحية انتخابات بوتفليقة 2004 و2009 و2014، وقبله اليمين زروال.. المواقف نفسها وحتى اللغة والتعبيرات!
التلفزيونات الخاصة، التي كثيراً ما استعمل ملاكها ومديروها بورقعة وخرجوا إلى البوابات لانتظاره أو توديعه عندما كانت أفكاره وتصريحاته تخدم توجهها، هذه التلفزيونات سارعت إلى نشر ذات الاتهامات الموجهة إلى بورقعة
ننتظر الآن التجمع الوطني الديمقراطي أن يحذو حذو «الجبهة» بعد أن يفرغ من اختيار أمين عام جديد (على الأغلب سيكون وزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي الذي لم يُختر حباً فيه وإنما لما يمثله من رمزية ثقافية).
أيًّا كان القائد الجديد للتجمع، سيكون من ضروب الجنون الاعتقاد أن هذا الحزب سيمتلك شجاعة وحرية السير خارج ما يُملي عليه النظام.
تريدون دليلاً آخر على «حركات القط»؟ انظروا إلى التلفزيون الحكومي (وحتى الخاصة) وقد عاد أسوأ مما كان. انظروا كيف يتعامل مع كل من يختلف مع قايد صالح وموضوع الانتخابات الرئاسية. السبت الماضي خصص التلفزيون 25 ثانية في نشرة من 45 دقيقة لندوة المعارضة رغم أن مخرجاتها كانت في صالح النظام لو يفهم.
(4)
بعيداً عن التناطح السياسي المباشر، هناك مذبحة تجري برعاية النظام ومباركته. اغتيال معنوي يمارسه ذباب إلكتروني، وقذف وتشهير وتجريح بحق مَن يختلفون مع النظام ورجله الأول، قايد صالح. بلغت هذه المذبحة ذروتها باعتقال الثمانيني الأخضر بورقعة بسبب تصريحات علنية اعتُبرت مساساً بالجيش وقيادته.
أخطر من اعتقال بورقعة، وهو زعيم تاريخي لا جدال حول ماضيه الثوري، القتل المعنوي الذي تعرَّض له عبر التلفزيون الحكومي والتلفزيونات الخاصة. بسرعة شديدة صدرت للتلفزيون أوامر بأن يتهم بورقعة بأشياء يُندى لهم الجبين وستبقى وصمة عار في جبين من أصدرها ومن قرأها ومن نشرها ومن أعاد نشرها (قالوا عنه إنه لم يشارك في الثورة، بل كان جندياً عند فرنسا، وأنه انتحل صفة واسم قائد استشهد، وأنه لم يتولَ يوماً قيادة الولاية الرابعة التاريخية ـ وسط البلاد).
هناك ما هو أسوأ: بعد 24 ساعة عاد التلفزيون الحكومي ليتبرأ من نفسه ويعلن أنه لم يقل ما قال بل بثَّ ما وصله من «مصدر رسمي»، ويصحح بأن بورقعة قائد تاريخي ولم ينتحل صفة أو اسماً.. إلخ. عذر أقبح من ذنب، وتصرف لا يمكن وصفه إلا بـ«العيب» من تلفزيون عديم الحياء.
التلفزيونات الخاصة، التي كثيراً ما استعمل ملاكها ومديروها بورقعة وخرجوا إلى البوابات لانتظاره أو توديعه عندما كانت أفكاره وتصريحاته تخدم توجهها، هذه التلفزيونات سارعت إلى نشر ذات الاتهامات الموجهة إلى بورقعة، حرفياً على طريقة المذيعة المصرية التي حققت لنفسها شهرة بعبارة «تم الإرسال عبر جهاز سامسونغ». لم تُعِد التلفزيونات الخاصة نشر الكلام البذيء عن بورقعة لأنها تؤمن به أو ترجح صحته، بل لأن مصدره وصاحبه هو الرجل القوي الذي تتملق له مثلما تملقت قبله لعصابة بوتفليقة سنوات طويلة. إذا كان ثمن فرض خارطة طريق قايد صالح شرف وتاريخ رجل مثل بورقعة وسيدة مثل جميلة بوحيرد (تعرضت لتنكيل معنوي هي الأخرى)، وإذا كان الثمن شيطنة منطقة القبائل وسكانها والتشهير بالناس وسحل أعراضهم ونزاهتهم عبر صفحات «فيسبوك»، فهنيئاً لكم خرائط الطريق السابقة واللاحقة، وعلى الجزائر السلام.
كاتب صحافي جزائري
اهانة و التشكيك في جيش الحدود و الذي يفوق تعداده 30 الف مجاهد و مثله من الشهداء، حرية تعبير
التشكيك بمجاهد واحد جريمة لا تغتفر لانه من الولاية الرابعة
المجاهد بورقعة يريد اعادة متش 1962 الى ما نهاية و اعتقد ان الجزائريون خرجوا يوم 22 فبراير لطي تلك الصفحة فلكل قراته لتلك اللأحداث ولا داعي لالتشويش على الحراك
سيد بن صالح لك منطق غريب..بما ان بورقعة واحد احد..فأذن…
يجوز التشهير و التنكيل؟ و شرف الرجل؟؟ و تاريخ نظاله؟؟نحن نرفض حتى و لو كان 1% من هذا الرجل..الذي تحول بأمر آ مر..الى خاين و لم يجاهد…قول الحق و احقاقه..يبدو هذا بعيد المنال على قط النظام المريض..
ثانيا جيش الحدود مهما كان تعداده..رغم انني اشك في رقمك..اغتصب الحكم من المدنيين…وانقض كالنسر على اعضاءه…و اجتماع سينما الموقار…اين قرر سحب بن خدة و من معه..
ان ماساة الجزائر انطلقت مع جيش الحدود..و بدل ان نعيش الحرية..عشنا الديكتاتوريات و الاغتيلات و الانقلابات..و الشرعية بعد 60 سنة لم تحسم بعد…من الشجاعة الإقرار بالحق..و انصحك قراءة تاريخ البلد…شكرا الكاتب رباحي على قطه المريض…الدولة المدنية هي الحل..و من يطبل لغير ذلك….لا يحب بلده…
السيد سامي السويد
نحن نتحدث عن ما قبل الاستقلال و انت و الاخرون تستعملون ما وقع بعد الاستقلال لالطعن في جيش الحدود قبل الاستقلال
نعم جيش الحدود استولى على السلطة السياسية و استأثر بالحكم و خرّب السياسة كما خرّب أبناء الولاية الرابعة الاقتصاد و الكل شركاء في المصيبة الحالية.
فلنترك هذا الموضوع الآن و لنطوي الصفحة و إلا سنبقى رهائن الماضي و لكل حقيقته التاريخية
و يجب الاع
سيد بن صالح ما جاء في تعليقك يختلف عن ردك لي..المهم اردت ان ابين ان مشكلة البلد و الشرعية مازالت مطروحة منذ الاستقلال..و الخيار الذي عمل به لم يكن مثمرا..و الدليل العودة الى نقطة السفر كل 25عاما تقريبا..الجزائر بلد الفرص الضائعة…و من يطالب بدولة مدنية لا يعني انه ضد الجيش..و لكن يطالب بأن يخرج الجيش من اللعبة السياسية و صانع الرؤساء الدمى.#تحيا الجزائر
قبل 19 مارس 1962 كانت تسمى جبهة التحرير الوطني كانت جبهة الشعب ،و بعد اجتماع طرابلس ليبيا ماي 1962 و إعلان الاستقلال في يوليو 1962 ، اصبحت تسمى جبهة التخريب الوطني يعنى جبهة المنافقين.
الا تكفي ال57سنة من التنكيل القططي …غالبية الحراكيين من مواليد التسعينات وكلهم جامعيون..أكيد سيشبعون هذه القطط المسنة ضربا وتنكيلا أخطر من الخزي الذي وعد به الرب المنافقين والكفرة والمجرمين قبل طرحهم في الآخرة طعاما لنار جهنم…
السلام عليكم
أقلامنا أفكارنا منشورتنا(إعلامنا) بكل طوائفه يجب عليه في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد أن يجند في كيان رجل واحد ليخفف الوقع على صنّاع القرار بمختلف تشكيلاتهم ليتركوهم يعملوا فهم في مرحلة بمثابة الطبيب الجرّاح في المشرحة أمام جسد وروح لينزع منه الخبث ليتعافى منه مستقبلا. وإذا كان رجال الاعلام هم (عيوننا وآذننا)يسارعون لتفتيت كل ما هو مفتت فنقول ماقاله الكاتب(على الجزائر السلام ) كم أنا منزعج من إعلام (مصر س.س) من هرطقاته وكذبه “عيني عينك” وكل ذلك لتلميع صورة قد”أكل عليها الدهر وشرب” وفي نفس الوقت أقول يريد تبليغ رسالة معينة ويسير عبر أجندة مسطرة له فهو عبد مأمور وفقط. ولكن ما يحدث في الجزائر أنّه يوجد من يطبل للعصابة ويريد أن يذكر لنا محاسنها المزينة بمساحيق منتهية الصلاحية ليقول للعدالة ليس الآن نصب ميزان العدالة للمحاسبة ونترك ذلك جانبا لنمر إلى ما هو في نظرهم أهم متمثل في (الانتقالية أو ماشبه ذلك خدمة لهم ولأفكارهم القذرة). ليس هكذا “ترد الابل ياسعد” :قد حان وقت القصاص *الي دار يخلص خلاص”
نحن مع من هو مع الشعب وما دونه إلى مزبلة التاريخ والذي لم يعجبه الحال:له الصحراء يسف رملها وفيافيها يتيه فيها وإذا عطش من ماء البحر المالح يرتوي
ولله في خلقه شؤون
وسبحان الله
يا سيدي توفيق
لك السلام من منطقة القبائل العريقة
هاك مثل اخر للحفظ في الذاكرة والارشيف (دائما من دائرة القطط والفئران التي تكثر في الولاية الثالثة والرابعة): دبارة الفار على مول الدار, بيع القط واشتري بسومته شحمة.
يا سيد توفيق: لن يصل احد الى جيشنا العظيم البطل, ومن اراد ان يبيع الجيش ويشتري بثمنه موبايل فليشرب من ماء البحر
جيش كرتوني على وزن غراندايزر الكرتوني…
العكري لم تغير سلوكها العدواني نحو الجزائر وأخواتها.
زمن الإستخراب الفرنسي للجزائر كان سلاحها في الإستحواذ على مقدرات الجزائر بالحديد والنار.
أما بعد 1962 فكان خونة الجزائر هم سلاحها في استمرار نفس نهجا الأول.
الحراك دل على أن الجزائري الحر يقظ.
وهو علامة على أن مستقبل الجزائر لشعب الحر الأبي.
و الله لو يكون القايد صالح صادقا فى تعامله مع العكري سيكون نفس الحراك معه الف بالمائة لان الجيش خطيئته انه ااتمن العكري و لاده خوفا من فرنسا و ها هي النتيجة التى كنا نحذر منها منذ زمن لا هوادة مع من كان انتماؤه لغير الباديسية النوفمبرية و ارجو ان لا تكون مناورة,
التنكيل برموز الثورة ليس جديدا بالنسبة للجزائرين الذين اغتصبت ثورتهم من قبل عصابة المجرمين التي يرعاها الحسن الثاني و اعوانه داخل الجزائر و الذين في نجاح عمليات التخريب ضد الشعب و الاقتصاد و البنوك فالشعب يعتبرهم امتداد الي مخربين حزب شاص في عملياته التخريبية ضد امن و استقرار موريتانيا و الجزائر و تونس و ليبيا و مصر و العراق و المملكة السعودية و السودان و كيف توصل حزب شاص في الجزائر الي الاستحواذ علي المال العام للشعب و استحوذ علي السلطة منذ الاستقلال
فيقي انتهى الكابوس