اغلبية اعضاء حزب كديما تراجعوا عن ايمانهم السابق بضرورة ضم جميع المناطق التي احتُلت في حرب 1967
اغلبية اعضاء حزب كديما تراجعوا عن ايمانهم السابق بضرورة ضم جميع المناطق التي احتُلت في حرب 1967 يعتزم نحو ثلث المواطنين اعطاء صوتهم للحزب الجديد، والذي يدعي بأن طريقه هو طريق مؤسسه القوي، الذي كانت مخططاته، هذا اذا كانت له مخططات أصلا في الوقت الذي لم تكن آفاقه أبعد من رأس أنفه، وفي نفس الوقت كانت مخفية عنا. والقائم بأعماله يكشف خلال برنامج ترفيهي في التلفاز لنا عن الحادثة، وقبل أن يعتلي عرش الوراثة بأشهر قليلة، هذه القصة التي تُقحمنا أكثر بنقل الأسطورة الي الأجواء التي تُدار فيها حياتنا السياسية: الملك العجوز، الذي يعرف ببصيرته أن ايامه قد انتـــــهت، يضــع كفه علي كتف الأمير الأقل محبة من بقية الأمراء، بالتحديد علي كتف أبشالوم بنظارات ورقيق شفتين. تحديدا علي هذا الذي سبق له أن تمرد علي أبيه وحاول منافسته. فجأة أُعفي عنه وأُعلن عن تمليكه.في دعايته الانتخابية، يحاول حزبه أن يوظف لنفسه ويدعي أن جميع الانجازات الصهيونية تمت بفضله، بدءا من مؤتمر بازل الاول وانتهاءا بتلك الأحداث الأخيرة التي نشهدها. وبين طيات الأحداث التي يتحدث عنها مروجو الدعاية الانتخابية لحزبه، يُخفون التاريخ، وكأنه لم توجد اختلافات في أي يوم من الايام بين بن غوريون جابوتنسكي، ولا فرق بين ليفي اشكول ومناحيم بيغن، أو بين اسحق رابين وارييل شارون. فكل هؤلاء كانوا من ذوي البصيرة، من ذوي القرارات المصيرية وأيديهم طاهرة. جميعهم قادونا فوق الأزمات الي مستقبل مشرق باهر، وهذا الاشراق كله يتجسد في كديما واولمرت.الحقيقة هي أن حزب كديما يريد أن يعطي نفسه معني مقولة فيما يقف التائبون فان الصدّيقين الأوفياء لا يقفون . الموضوع ليس أن قادة هذا الحزب قد تركوا طبيعة حياتهم العلمانية، وأنهم يؤدون الصلوات الآن ويُكفّروا عن خطاياهم، بل إن اغلبيتهم تراجعوا عن ايمانهم السابق بضرورة ضم جميع مناطق ارض اسرائيل التي احتُلت في حرب 1967 . وجميع قادة هذا الحزب البارزين، بمن فيهم اولئك الذين انتقلوا من حزب العمل، قد كرسوا كل سنوات عملهم السياسي وتورطوا في هذه البوتقة التي يراهنون عليها. واولمرت هو الأبرز من بينهم الذي قرأ توجهات هؤلاء وعرف كيف يتلوّن معها. طوال 25 سنة أمضاها باطلاق لسانه السليط يؤيد ويدفع للمزيد من المستوطنات، فانه ومنذ بضع سنوات لا يتوقف عن ذكر المساوئ، والآن، فان هذا المتخفي يريدنا أن نصدق بأن رؤيته قد تحققت، كما يحدث احيانا لذوي النفس القصير حين يبلغون، نظرته الآن أصبحت واسعة وشمولية، ومن يصدق ذلك مقتنع بأنه اذا تاب هؤلاء فان أجنحتهم قد تصبح كالفراشات.شظايا من بعد الضجةالصورة واضحة: ارييل شارون يرتدي معطفا من الرياح، يفرد خريطة كبيرة للاخلاء فوق مقدمة سيارة ويوجه انتقادات لأحد القادة الخجولين الذي لم يسارع في اقامة مستوطنة لاستيعاب الذين تم اخــــــلاؤهم من قطاع غزة. ولم تظـــهر علامات نفور علي وجه أحد من الحضور، لا حين قال ذلك ولا بعده. فهذا كان الجو الممتاز الذي عمل فيه هذا البلدوزر البشري ، حُسن نية اقليمي، لم يُقصد منه اقناعنا بأن مشاكل هامة قد اختفت، بل لاقناعنا بأن اريك يحلها بقبضته القوية. الدموع جفت، والذين تم إجلائهم من غوش قطيف نسيهم القلب، وإن صاحب القبضة القوية مستلقٍ بلا حول ولم يتبق أمامنا إلا بقايا ذلك الاستراتيجي وحطام ذلك المخطِط. ومراقب الدولة، كغيره من المراقبين هو قد يُظهر العيوب ويُركز عليها، فحص سلوك الذين أخلوهم وكشف عن دماملها. المالية لم تُحوّل الاموال اللازمة في وقتها، وأن المسؤول عن الخدمات في الدولة تردد كثيرا في السماح بتعيينات ضرورية، وان ادارة الاخلاء لم تتوقع، ولم تستعد، ولم تسمع.والآن، انكشف كل شيء وما يُروج حولنا يقول: إن من عرف كيف يحرك الجبال، لم يعرف كيف يُدير، ليس دولة وليس شعبا وليس جيشا فحسب، بل حتي ولا عائلة.يارون لندنكاتب يساري(يديعوت احرونوت) 9/3/2006