يجب عدم الكف عن محاولة فرض الديمقراطية في العالم العربي لانها مصلحة اسرائيلية وعربية وامريكية
بالرغم من الأزمات الحاليةيجب عدم الكف عن محاولة فرض الديمقراطية في العالم العربي لانها مصلحة اسرائيلية وعربية وامريكية في ظل الأحداث المقلقة في المنطقة ـ الاشتعال الطائفي العنيف في العراق، وانجازات الاخوان المسلمين في الانتخابات في مصر، وفوق كل شيء، فوز حماس في الانتخابات البرلمانية في السلطة الفلســـطينية ـ يصدر عن صفوف المؤسسة الأمنية الاسرائيلية ايضا نقد لاذع لـ المغامرة الديمقراطية التي فرضتها ادارة بوش، علي الشرق الاوسط. هل سنشتاق الي صدام حقا؟.لا تخصيصا: وتوجد اسباب حسنة للسلوك بحذر، سواء بالتفكير السياسي أو بتعبيراته المعلنة، لئلا نضر بأحد أسس العلاقات الخاصة بالولايات المتحدة. الشراكة القيمية هي أحد الأملاك الاستراتيجية الأعظم أهمية لدولة اسرائيل، وتُفصح عن نفسها إفصاحا حسنا في استطلاعات الرأي العام الأخيرة في الولايات المتحدة، والايمان بالقوة العامة للقيم الديمقراطية أحد مُركباتها. اللجنة اليهودية الامريكية، التي هي أقدم المنظمات السياسية ليهود الولايات المتحدة، تجعل من بين غاياتها الأساسية ـ الي جانب الدفاع عن ســلامة اليهود حيث كانوا ورفاهيتهم، وضمان استمرار اليهودية، بتعزيز الصلة باسرائيل ـ تعزيز المباديء الأساسية للديمقراطية والتعددية في أرجاء العالم، لكونها أفضل دفاع يُضاد معاداة السامية وكل صور العنصرية والرأي السابق .ليس عرضا أن ذُكرت هنا الديمقراطية والتعددية معا: وفي هذا السياق، قد يكون من الصحيح أن نسأل ألم تأتِ الانتخابات في بعض دول الشرق الاوسط متقدمة جدا، قبل أن تُعطي القيم الديمقراطية الأصيلة فرصتها لتضرب جذورها. ومع ذلك، برؤية طويلة الأمد، تقديم العلم الليبرالي علي التخصيص ـ لا رفضه بالقمع ـ كان يجب أن يكون الرد علي التحدي الفكري. عندما تُدفع كتلة حزبية فلسطينية ليبرالية، وعدت (ووفت) بمكافحة الفساد، بالاضافة الي السعي الي السلام، الي حاشية المعسكر، وتحظي حماس بفوز كاسح، يُكشف عن مشكلات عميقة لماهية الحياة السياسية في العالم العربي.إن الطموح الي مواجهة هذه المشكلات من أساسها ـ بطرق متنوعة، ابتداء من تقوية النساء وتربية البنات، حتي تشجيع نمو طبقة وسطي قوية ـ ليس من نصيب جماعة ايديولوجية ضيقة فقط. وليس هو احتكارا امريكيا: فانه يسعي الي هذا ايضا مسيرة برشلونة ، الاوروبية ـ المتوسطية، و الحلقة من اجل المستقبل ، المشتركة بين الـ جي 8 والدول العربية. كل هذه معا ترفض التصور، الذي يُعرض اسرائيل ومستقبلها للخطر، وفحواه أننا خاضعون لـ صدام حضارات ، لأن قيم الغرب ليست عامة في الحقيقة، ولا تلائم شعوب المنطقة وتراثهم الاسلامي.ليهود الولايات المتحدة نقد لاذع احيانا، لادارة بوش، في سلسلة طويلة من المجالات. انهم هم ايضا يشعرون بأن استراتيجية ـ تقوم علي قيم أساسية مشتركة ذات فعل كوني، وعلي رأسها، الديمقراطية والتعددية الدينية والثقافية ـ أفضل من تصورات تُخلد التناقضات، وتقضي علي المنطقة بالبقاء أسيرة لنُظم الطغيان. إن الصوت الشجاع لوفاء سلطان، وهي خبيرة نفسية امريكية من أصل عربي، دعت في الايام الأخيرة ـ وفي محطة الجزيرة خاصة! ـ الي مناهضة مشتركة للتحريف العنيف للدين، أقرب منهم بروحه وبمضمونه من صوت اولئك الذين يقولون إن العالم العربي لن يتغير أبدا.د. عيران ليرمانيترأس المكتب الاسرائيلي للجنة اليهودية الامريكية(معاريف) 9/3/2006