الناصرة: “القدس العربي”: اعتبر وزير التربية والتعليم الإسرائيلي المُعيّن حديثاً رافي بيرتس (رئيس حزب “البيت اليهودي” في تحالف “اتحاد أحزاب اليمين”) ازدياد نسبة الزواج المختلط في صفوف اليهود الأمريكيين بأنه “أشبه بمحرقة نازية ثانية”.
وأدلى بيرتس بهذه الأقوال خلال اجتماع عقدته الحكومة الإسرائيلية وكرره الجمعة خلال اجتماع مجلس إدارة “معهد سياسات الشعب اليهودي” قدم خلاله رئيس المعهد دينيس روس تقريراً يتعلق بالاتجاهات الرئيسة السائدة في أوساط المجتمعات اليهودية حول العالم، وخصوصاً في أمريكا الشمالية تضمّن آخر المعطيات بشأن موضوع الزواج المختلط.
وقال بيرتس الذي شغل في السابق منصب الحاخام الرئيسي في جيش الاحتلال إن انصهار اليهود حول العالم، وبصورة خاصة في الولايات المتحدة هو مثل محرقة ثانية. مقدرا أيضاً أنه بسبب الزواج المختلط في السنوات الـ70 الأخيرة خسر الشعب اليهودي ستة ملايين شخص، وهو نفس العدد من اليهود الذين قُتلوا في إبان المحرقة النازية. واعترض وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس (الليكود) على أقوال بيرتس هذه واعتبرها متطرفة.
كما انتقد الرئيس التنفيذي لـ”رابطة مكافحة التشهير” في الولايات المتحدة جوناثان غرينبلات أقوال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي. وقال غرينبلات في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع “تويتر”، إنه من غير المعقول استخدام مصطلح محرقة لوصف اليهود الذين يختارون الزواج من غير يهود. كجهات إسرائيلية كثيرة أكد غرينبلات أن ذلك يشكل استخفافاً بالمحرقة، ويجعل كثيرين من أفراد الجالية الأمريكية اليهودية يشعرون بالنفور.
كذلك أدانت مؤسسة رودمان التي تقوم بتنظيم جولات لسياسيين إسرائيليين في المجتمعات اليهودية الأمريكية في السنوات الأخيرة أقوال بيرتس ووصفتها بأنها مهينة وغير مسؤولة دون أن تقلل من خطورة ظاهرة انصهار اليهود في المجتمع الأمريكي. كما دان المؤتمر اليهودي الأمريكي أقوال بيرتس وأكد أنها مهينة ومضرة، لكنه في الوقت نفسه شدد على أن انصهار اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها في شتى أنحاء العالم يشكّل تحدياً لاستمرارية اليهود ولارتباط “الشتات اليهودي” بإسرائيل، ويجب التعامل معه بكل جدية ومسؤولية.
ويشار إلى أن أوساطا إسرائيلية كثيرة منشغلة في الآونة الأخيرة بالقلق من ابتعاد فئات واسعة من يهود الولايات المتحدة خاصة الشباب من دولة الاحتلال على خلفية تحفظهم من جرائم احتلالها. كما تحذر جهات إسرائيلية من رهان إسرائيلي على الحزب الجمهوري الداعم بلا حدود للاحتلال ومن اتساع التوتر والاختلافات بين حكومتها وبين الحزب الديمقراطي.