أويل برايس: هل اكتتاب “أرامكو” ذريعة من بن سلمان لتوطيد حكمه والتغطية على مشاكله

إبراهيم درويش
حجم الخط
3

لندن – “القدس العربي”:

قال المعلق سيرل ويدرشوفين في موقع “أويل برايس” إن قصة اكتتاب شركة ارامكو في السوق المالي تبدو وكأنها حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، والتي تقوم فيها أميرة شهيرة اسمها شهرزاد بحكاية قصص للسلطان شهريار كي تحمي نفسها منه. ويبدو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يتحدث مرارا عن اكتتاب أرامكو لكي يقمع أي معارضة داخل المملكة. فمنذ أكثر من ثلاثة أعوام أظهرت المؤسسات المالية العالمية شهية للحصول على حصة من أرامكو التي تعد أكبر شركة نفط في العالم والأكثر ربحا. ويحاول المستثمرون والمصرفيون الغربيون والأسيويون والروس الحصول على قطعة من الخطة التي أجلت أكثر من مرة وتم تغييرها أو بسبب سوء حسابات من الطرف السعودي. وفي كل مرة يحين فيها موعد الإكتتاب يوقظ بن سلمان الأصوات من خلال التراجع عن الخطة. وتم الإعلان في الأسابيع القليلة الماضية عن مواعيد جديدة حيث باتت المملكة تهدف الآن لتحقيق هذا في عام 2020/2021. ويقول إن الشكوك حول عملية اكتتاب الشركة في السوق المالي حتى عندما أعلنت السعودية عن الخطة. ولأنها جزء من صفقة 100 مليار دولار أمريكي فهي مقترح جذاب لكل البنوك. وهناك قائمة طويلة من الأغنياء والمشاهير في العالم المالي مثل غولدمان ساكس وسيتي غروب وإيفركور ومويلز أند كو وأتش أس بي سي وجي بي مورغان س ومورغان أند ستانلي تريد أن يكون لها دور إلا أن التفاؤل الذي رافق إعلانها في الفترة ما بين 2016- 2017 قد تبدد ويتم مقابلة خطة الإكتتاب بنوع من التشكيك بل وبخيبة الأمل.

وهناك تقارير عن مغادرة البنوك والمستشارين بسبب الرواتب المقدمة والمنخفضة، أما البقية فقد تبنوا نهجا فاعلا يقوم على الإنتظار ورؤية ما سيحدث. وبناء على التأجيل في معظم مشاريع رؤية 2030 او سوء الإدارة فيها فلم تعد هناك جاذبية لخطة اكتتاب أرامكو التي عادة ما يتم تلقي الأخبار عنها بنوع من الشكوك. وهناك سؤال برز في نهاية عام 2018 وفيما إن كانت السعودية بحاجة فعلا لوضع أسهم من الشركة في السوق المالي. وكما بدا من الإهتمام الدولي الواسع عندما قامت ارامكو بإصدار سندات دولية فالمملكة ليست بحاجة لأن تفتح خزينتها للحصول على التمويل. كما أن أسعار النفط المرتفعة والإقتصاد القومي والدمج في مؤشرات الأسواق الصاعدة المتعددة والإستثمار القوي من الشركاء الآسيويين والروس جعل من فكرة اكتتاب أرامكو أمرا غير ضروري. وفي نفس الوقت هناك تقارير عن معارضة داخل الحلقة المقربة من محمد بن سلمان للإكتتاب والمشاريع الضخمة الأخرى. وفي داخل الديوان الملكي ووزارة الطاقة (مكتب خالد الفالح) ووزارة الإقتصاد هناك معارضة قوية لمتابعة الخطط الحالية. وفي ضوء الوضع المالي للمملكة والعلاقات الإقليمية والآسيوية ومع روسيا فلا حاجة لمواصلة عملية الإكتتاب. ومع أنه يمكن النظر إلى هذه العوامل في تقييم مواقف المملكة من خطة الإكتتاب إلا أن العامل الأهم هو محمد بن سلمان الذي بات في وضع قوي. فقد استطاع دمج معظم أفكاره وفكرة الرجل القوي في معظم مواقع المملكة الحيوية، فالملك القادم لديه دعم وزارة الطاقة والإقتصاد والقوات المسلحة. وطالما حقق بن سلمان نجاحات وليس إخفاقات فلن تكون له معارضة. ويمكن أن يتغير هذا، وهناك تحديات في الأفق منها أن خطة 2030 لا تسير حسب المتوقع. فالمشاريع الكبرى لم تنجز بعد وكذا هناك بطء في عملية اللبرلة، ورغم أن هذه يمكن التحكم بها إلا أن لحظة بن سلمان مرتبطة بخطة اكتتاب أرامكو والتي لن تحدث أو مجمدة. ومن هنا فالأميرالذهبي أصبح أميرا فضيا وهو ما يؤثر على وضعه وشعبيته خاصة داخل العائلة الحاكمة. ولو تم اكتتاب أرامكو فإنها ستتغلب على هذه التحديات وغيرها بجرة قلم.

فحرب محمد بن سلمان في اليمن تبدو وكأنها مستنقع له، خاصة بعد سحب الإمارات قواتها من هناك. واليمن ليست جيدة لمستقبله. ودفع محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي إلى فرض العقوبات الأمريكية على إيران ولو تحولت هذه إلى مواجهة شاملة فسيجد بن سلمان نفسه في مواجهة تداعياتها. كما أن الحديث المتكرر عن اكتتاب أرامكو سيزيل الضغط عليه من الأطراف والأقلام التي تطالب بمحاكمته لدوره في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي. ومثل شهرزاد التي حولت القصص إلى قصة حب مع شهريار، فبن سلمان بحاجة إلى اكتتاب ارامكو لمواجهة المعارضة والحفاظ على موقعه.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مهرة موصلي:

    علمت من صديق صدوق ان قضية ارامكو تمثيلية لان النفط السعودي سينتهي في شهر ابريل 2021 نهائيا وستخرج السعودية من الدول المنتجة للنفط.لهذا جاءت خطة 2020 / 2030 للتغطية على هذه الحقيقة ، ومنها الغاء اسم وزارة البترول باسم وزارة الطاقة ليتعوّد الناس في المملكة على الواقع الذي سيكون بعد عصر النفط..مهرة موصلي / ماجستير علم اجتماع سياسي

    1. يقول عبدالله العذيبي:

      النقطة المهمة وردت في السياق، وهي أنه إتضح بأن السعودية ليست بحاجة لطرح شركة أرامكو للإكتتاب من أجل تمويل مشاريعها الهادفة لتقليل إعتمادها على مداخيل النفط بحسب الخطة المرسومة لذلك، فهي سوف تحقق أهدافها دونما حاجة لطرح أسهم أرامكو في السوق

  2. يقول تيسير خرما:

    قبل ولاية بن سلمان تحجج محور أعداء العرب أن السعودية منهوبة من آلاف أمراء ومتنفذين وتضطهد نساء وأديان وأرامكو ملك آل سعود والسعودية والإمارات تكدس أسلحة بمليارات لتصدأ، والآن يبكي محور أعداء العرب ملاحقة السعودية أمراء ومتنفذين ورفع ظلم نساء وأديان وتحول أرامكو لمساهمة عامة بقيمة سوقية 2 تريليون وينصدم المحور لاستعمال السعودية والإمارات أسلحتها لصد عدوان حرس ثوري على الجزيرة العربية بقوة عربية هائلة غير قابلة للاستنزاف بل استنزاف موارد ولي فقيه وداعميه وأذنابه حتى انتفضت شعوب إيران والعراق عليها

إشترك في قائمتنا البريدية