عيد الجيش اللبناني… غياب الودّ بين أركان الدولة… وعون لعدم استحضار لغة الماضي

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي»: احتفل الجيش اللبناني بعيده ال 74 في المدرسة الحربية في الفياضية بحضور رسمي من أركان الدولة حيث تقدّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المشاركين والى جانبه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري مع تسجيل غياب الدردشة والود الظاهر بينهم على خلفية الاشتباك السياسي الحاصل حول إحالة حادثة البساتين الى المجلس العدلي أم لا وكذلك على خلفية الاشكال الذي رافق تمهّل رئيس الجمهورية في توقيع قانون موازنة 2019 وإرساله رسالة الى الرئيس بري لطلب تفسير المادة 95 من الدستور حول موضوع المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في إدارات الدولة.
وفي المناسبة لوحظ أن وسائل الاعلام ولاسيما محطتا LBCI وMTV خصّصتا مساحات واسعة من نشرة الاخبار والبرامج للاضاءة على وحدات الجيش تخللها تقارير ومناورات حيّة. ووجّه قائد الجيش العماد جوزف عون أمر اليوم الى العسكريين ومما جاء فيه «سنوات من عُمْر المؤسسة العسكرية، شهدت الكثير من المحطات والانتصارات وبعض المرارات، فلم تأخذنا نشوة النصر، ولم تكسرنا بعض العثرات، وكنا نضع نصب أعيننا الحفاظ على السلم الأهلي والعيش المشترك؛ وها نحن اليوم نؤكد ألّا عودة إطلاقاً إلى الوراء، وألّا مكان بين اللبنانيين للفرقة والتشرذم، وأننا لن نسمح للغة الشحن والتحريض بإيقاظ الفتنة».وقال « أيّها العسكريون لطالما نهضتم بالواجبات الموكلة إليكم، وواكبتم الاستحقاقات الدستورية، فكنتم حرّاساً مخلصين للديمقراطية، تسعون إلى هدف وحيد هو إنجاح المهام التي كُلِّفتم بها. هكذا تعلّمنا من المبادئ التي نشأنا عليها أنّ الغاية الأولى والأخيرة هي أداء الواجب، ولا اعتبار لأي هدف شخصي في مركز من هنا أو منصب من هناك.
أيّها العسكريون، لا يزال العدو الإسرائيلي يُمْعِنْ في انتهاك سيادة لبنان برّاً وبحراً وجوّاً وعلى مدى عقود ارتقى العديد من العسكريين والمدنيين شهداء جرّاء اعتداءاته المتكرّرة. وبجهودكم وتضحياتكم سنستمرّ في مواجهة أطماعه وفي التصدي له ومواجهة الإرهاب».
وفي المدرسة الحربية تمّ تخريج دفعة من الضباط ، وألقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الاحتفال كلمة أكد فيها « أن جيشنا الوطني أثبت على مرّ السنوات والأزمات أنه فوق المصالح والتجاذبات، وأنه ضمانة الوطن. وهو قد حقق خلال السنتين الماضيتين مكاسب وانجازات يشهد له بها، فحرّر جرودنا الشمالية والشرقية من الإرهاب، وتمكّن هو وسائر القوى الأمنية، وبعمليات استباقية نوعية، من القضاء على معظم الخلايا النائمة للإرهابين وشلِّ حركتهم، محققين للبنان أمناً ثميناً تسعى اليه جميع الدول. هذه الانجازات تتطلب كل الوعي والحكمة للمحافظة عليها، وهي تستكمل بإبقاء العين ساهرة على حدودنا الجنوبية، مع وجود عدو يتربص بنا وينتهك باستمرار القرارات والمواثيق الدولية وخصوصاً القرار 1701، وتدعم أيضاً بتثبيت الأمن والاستقرار في الداخل؛ فالأمن خط أحمر ولا تهاون مع أي محاولة للتلاعب به، فشعبنا يستحق أن يعيش بأمان ويمارس كافة حقوقه بحرية ومن دون خوف في أي منطقة كان من لبنان، أضف الى ذلك أن الأمن هو الركيزة الأساس لأي ازدهار وأي نهضة، فلا اقتصاد يقوم في بلد أمنه مهتز».
وأضاف رئيس الجمهورية « لا ينفع لبنان في هذه المرحلة أن يستحضر البعض لغة الماضي، وممارساته، عازفاً على وتر الحساسيات، وطاعناً في صميم إرادة العيش المشترك ومتطلباته، التي ثبّتها اتفاق الطائف.
إن كل ممارسة من هذا النوع، إن كان في السياسة أو في الادارة، تؤذي الحياة الوطنية، وتهدد بإبطاء مسيرة النمو والخروج من دوامة الأزمة الحالية، ويجب أن تتوقف في الحال. فاتفاق الطائف الذي التزمت بتطبيقه في خطاب القسم، والتزمت به الحكومة كذلك في بيانها الوزاري، يشكّل مظلة لنا لحماية الميثاق الوطني، عبر صون حقوق الجميع، وإحقاق التوازن بين مختلف شرائح المجتمع ومكوناته. ولا يمكن بالتالي لأي ممارسة أو موقف، أن يناقضا روحيته».
وفي عيد الجيش، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط علر حسابه على «تويتر» بالقول: «التهنئة للجيش في عيده السنوي فهو درع الوطن وحامي السلم الاهلي والاسقرار مع كافة الاذرعة الامنية .وعلى امل ان يخرج البعض من عقلية الجبهات وان يكون قولاً وعملاً مع الطائف بعيداً عن التفسيرات والتأويلات .المستقبل اهم من الماضي المتحجر هكذا تقول الارصدة المتقدمة والعلمية».
من جهتها، توجّهت السفارة الأميركية في لبنان بالتهئنة بمناسبة العيد الـ74 للجيش اللبناني، قائلة في تغريدة على «تويتر»: «بمناسبة عيد الجيش، نحيّي الجيش اللبناني على احترافه وتضحياته وتفانيه اللا مثيل له في أداء الواجب والدفاع عن لبنان. الحكومة الأميركية ملتزمة بتعزيز الشراكة اللبنانية – الأميركية وبدعمها للجيش اللبناني. مبروك».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية