بغداد ـ «القدس العربي»: «آمرلي كانت من القرى الموالية لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وغالبية الضباط في كركوك كانوا من أهالي آمرلي من التركمان، وكانوا جميعهم من البعثيين»، بهذه الكلمات تحدث صباح البياتي وهو أحد أهالي آمرلي عن المنطقة.
البياتي بيّن أن «آمرلي محاطة بالعديد من القرى العربية، وأن علاقتهم بتلك العوائل كانت وما زالت متميزة، وبينهم علاقات تجارية واجتماعية، ولم تحدث بينهم في يوم من الأيام مشادات أو مشاكل كبيرة»، مبينا أن «أهالي آمرلي يمتهنون الزراعة ورعي الغنم، وكذلك هنالك الكثير من الموظفين في الدولة العراقية السابقة للاحتلال، وفي الدولة الحالية».
وتبعد ناحية آمرلي مسافة 29 كم جنوب غرب قضاء طوز خورماتو، وتقع وسط سلسلة جبال حمرين وهي منطقة وعرة متصلة من جهة الشرق بناحية جلولاء في ديالى ومن الجنوب بناحية العظيم ومن الشمال بقضاء طوز خورماتو ومن الغرب قرى تتبع الى مدينة تكريت، وغالبية هذه المدن هي خارج نطاق سيطرة حكومة بغداد تقريباً.
أما عدد سكان المدينة فقد ذكرت مصادر حكومية عراقية أن عدد سكان ناحية آمرلي حوالى (20) ألفاً، لكن المتواجدين حالياً في المدينة ما يقارب (18) ألفا، بينهم (12) ألفا من النساء والأطفال.
أهالي آمرلي، كما يذكر الباحثون في شؤون العشائر العراقية، هم من البيات، والتركمان الذين جميعهم مسلمون ويتوزعون على مذهبين رئيسيين نصفهم من المذهب الجعفري والنصف الآخر من السنة.
وبالرغم من عضوية ضباط آمرلي التركمان الشيعة في جيش صدام السابق إلا أن معظمهم انضم الى قوات الحكومة وميليشياتها التي يسيطر عليها الشيعة.
آمرلي تعرضت لحصار قاس من قبل تنظيم دولة العراق والشام «داعش» لأكثرمن ثمانين يوماً، ويرى المتابعون لهذه القضية، أن «داعش» لم تحاول اقتحام هذه المدينة وهم قادرون على ذلك، وهذا يعني أن المدينة كانت ورقة ضغط ضد سياسات حكومة بغداد. وكانت قوات حكومية مدعومة بميليشيات الحشد الشيعي وقوات «البيشمركة» الكردية فكت الحصار الذي يفرضه مسلحو تنظيم «داعش» على بلدة آمرلي التركمانية ذات الأغلبية الشيعية منذ أكثر من شهرين، وذلك في ظل غطاء جوي من طائرات أمريكية.
ورغم أن الحكومة حاولت تحشيد أكبر قدر ممكن من مقاتلي الحشد الشعبي في آمرلي، والميليشيات الشيعية حاولت فك الحصار عن آمرلي في أكثر من مرة إلا أنها فشلت.
واستغل قادة الميليشيات هذه المعركة لأغراض دعائية للتخفيف وطأة النقمة الشعبية في جنوب العراق من فقدان المئات من المتطوعين في قاعدة سبايكر، وحاولوا إبرازه على أنه نوع من الانتصار العسكري للميليشيات الشيعية أو لقوات الحشد الشعبي، والحقيقة أن تلك القوات لم تجرؤ على اقتحام آمرلي لولا التدخل الأمريكي الجوي، لأن كل محاولة للتقدم على آمرلي كانت تواجه بشدة من قبل مقاتلي «داعش».
وكان نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس الحكومة المنتهية، وصل إلى آمرلي بعد يوم من إعلان حكومة بغداد أنها فكت الحصار المفروض على المدينة من قبل تنظيم دولة العراق والشام «داعش»، وحاولت وسائل الإعلام الحكومية الرسمية إبراز شخصية هادي العامري وهو بالزي العسكري الميليشياوي، ويعانق المالكي في رسالة مفادها أن العامري كان يقاتل داخل آمرلي.
أما بخصوص التدخل الأمريكي في هذه المرحلة فبرغم من ذهاب بعض المتابعين للشأن العراقي بأن الغاية من التدخل هو حماية الأقليات في شمال العراق إلا أن بعض المتابعين للشأن العراقي يعتقدون ان امريكا تريد حماية المصالح النفطية في تلك المناطق حيث تم توقيع أكثر من (50) عقداً لاستكشاف واستخراج النفط في تلك المناطق.
وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت أن القوات الأمنية بمساعدة الحشد الشعبي تمكنت من قتل 65 عنصراً من تنظيم داعش، وأسروا 27 آخرين في ناحية آمرلي شرق تكريت، ولم يصدر عن تنظيم «داعش» أي بيان بخصوص المعارك الجارية حالياً حول مدينة آمرلي.
يذكر أن تنظيم «داعش» أعلن نهاية يونيو/ حزيران الماضي الخلافة الإسلامية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا بعد شنه هجوماً واسعاً استولى بموجبه على مناطق واسعة من شمال بغداد وغربها بما في ذلك مدينة الموصل.
جاسم الشمري
بارك اللة فيك دكتور على أيضاح الحقائق
شكرا لعرض المعلومات بصورة موضوعية ومهنية
تقرير متوازن