العام الدراسي الجديد يقرع أبواب بيوت أولياء الأمور ومصاريف الدراسة تستنزف ميزانية الأسرة

حسنين كروم
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: كان الموضوع الرئيسي في الصحف الصادرة يومي السبت والأحد 24 و25 أغسطس/آب عن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة السبع الكبار في فرنسا، ومقابلاته مع قادتها، خاصة رئيس الوزراء الإيطالي، حيث بحث معه العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين، وقضية التحقيق في مقتل الطالب الإيطالي ريجيني، والأهم الوضع في ليبيا، حيث تعمد الرئيس إعادة تذكير رئيس الوزراء الإيطالي بما سبق وأكده له في مؤتمر باليرمو السابق، أن مصر تعتبر ليبيا داخلة في نطاق الأمن القومي لها، وانها تدعم بقوة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وسعيه لتوحيد البلاد والقضاء على كل المنظمات الإرهابية، مع التأكيد على مساعدة الليبيين لتحقيق المصالحة. وكانت مصر قد ألمحت أكثر من مرة إلى أنها لن تتوانى عن دخول الحرب، إذا تمادت تركيا في تدخلها العسكري لصالح فايز السراج، وأن قواتها البرية والجوية الموجودة في قاعدة محمد نجيب العسكرية على الحدود مع ليبيا، التي تضم أكثر من عشرين ألف ضابط وجندي مع أحدث الأسلحة من طائرات ودبابات ومدرعات ومدفعية وقوات نخبة النخبة في الصاعقة، وهي ثلاث تسعات. واهتمت الصحف أيضا بحرائق غابات الأمازون في البرازيل، وردود الأفعال العالمية عليها والمطالبة بإطفائها لحماية الكرة الأرضية. ووصل الأمر إلى حد أن الرسام إسلام أخبرنا في «الوطن» أنه شاهد اثنين من المخلوقات التي تعيش في كوكب آخر أحدهما يقول للثاني مشيرا إلى حرائق الأمازون: عملوا احتياطي حراري وخرموا الأوزون وحرقوا الغابات لا وعايزين يطلعوا عندنا مينفعش نسيبهم البشر بيقضوا على الأخضر واليابس.

الأحزاب تستعد لخوض ثلاثة انتخابات متتالية وسط سخرية من عدم معرفة الناس بها و«الوفد» يخوضها لمنع الانفراد بالسلطة

أما التركيز الآخر للصحف فكان عن استمرار الحكومة في حملاتها لإزالة التعديات على أملاك الدولة في جميع المحافظات، تحت حماية الشرطة، وتنفيذ تعليمات وزير الداخلية اللواء محمود توفيق بإطلاق النار فورا على أي شخص يتصدى لها. وكذلك استمرار المحافظين في الإشراف على عمليات إزالة التعديات على البحيرات، بعد طلب الرئيس منهم إعادتها إلى ما كانت عليه من مئتي سنة مضت.
ومن الأخبار الأخرى، استقبال العام الدراسي الشهر المقبل، والأزمة التي تسببت فيها المذيعة في قناة «الحياة» ريهام سعيد بسخريتها من السيدات البدينات، وتقدم المجلس القومي للمرأة بشكوى ضدها، وإصدار المجلس الأعلى للإعلام قرارا بإيقافها وكذلك نقابة الإعلاميين التي قالت إنها تمارس نشاطها بدون الحصول على إذن منها، والغريب أنها رغم ذلك لم تتحرك قبل هذه الحادثة وسبب الاهتمام أن نسبة كبيرة من المصريين نساء وفتيات وشباب ورجال يعانون من البدانة، وتحدد جلسة بتاريخ الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول لبدء محاكمتها أمام محكمة جنح الجيزة. وإلى ما عندنا..

تخفيض أسعار الفائدة

إلى «الأهرام» وتحقيق محمد الصديق عن قرار الحكومة تخفيض أسعار الفائدة على الأموال المودعة في بنوكها وكذلك خفض الفائدة على القروض بنسبة واحد ونصف في المئة وجاء في التحقيق: «قال هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري أن القرار يتوافق مع النتائج الإيجابية لانخفاض التضخم والبطالة، وتحسن المؤشرات الاقتصادية والجنيه مقابل العملات الأجنبية، كنتيجة لنجاح سياسات البنك المركزي، والخطوات التنفيذية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي. وأكد على أن القرار سيكون له تأثير إيجابي على دعم حركة الاستثمار وزيادة الطلب على الائتمان، مع انخفاض تكلفة تمويل المشروعات. وأن القرار سيكون له أثر إيجابي على المستثمر، بخفض تكلفة الاقتراض، كما سيسهم في خفض خدمة الدين المحلي. وأشار إلى أن القرار يأتي في ظل تحسن المؤشرات الاقتصادية ونمو الناتج المحلي وأن أسعار الفائدة ما زالت في صالح الجنية المصري مقارنة بأسعارها على الدولار، حيث خفضت أمريكا الفائدة على الدولار».

الفئة المتضررة

«الفئة الوحيدة التي تضررت من خفض الفائدة على الودائع والشهادات البنكية، كما يرى علاء عريبي في «الوفد»، فئة أصحاب المدخرات الصغيرة في البنوك وفي مكاتب البريد، وهؤلاء الذين يعيشون على عوائد مدخراتهم، حيث تساعدهم شهريا على متطلبات المعيشة، ومن بين هذه الفئات أصحاب المعاشات، عندما يتقاعد الموظف يحصل على مبلغ من التأمينات، وآخر من عمله كنهاية خدمة، يجمع هذه الأموال ويسرع إلى أقرب بنك يضعها في أعلى شهادة معروضة، لماذا؟ لكي تدر عليه شهريا مبلغا يسد بعضا من العجز في الدخل، الفارق بين ما كان يصرفه كمرتب خلال الخدمة، وما سيتقاضاه من المعاشات بعد التقاعد، حيث يصل العجز إلى اكثر من 70٪ انخفاض الفائدة على الودائع والشهادات سيستفيد منه الكثير: الحكومة، ورجال الأعمال، والتجار، والمصانع، ويتوقع أن يحرك السوق، لأن أغلب الذين يمتلكون مدخرات كبيرة، اكتفوا خلال السنوات الماضية بوضعها في شهادات وودائع، درّت عليهم مبالغ طائلة، في المقابل شهدت الأسواق نوعا من الجمود، وضعفت حركة البيع والشراء، في العديد من المجالات، مثل: الأراضي، والشقق، وغيرها، لماذا يخاطر بأمواله طالما البنوك توفر له دخلا كبيرا يصل إلى 20 و16 و15٪، الخبراء ينتظرون تخفيض المركزي للفوائد بنسبة مماثلة أو أقل خلال الشهر المقبل، والوصول بنسبتها إلى معدلاتها الطبيعية 12٪ خلال العام المقبل، لتحريك السوق، وفتح المجال للمشاركة بالتجارة والاستثمارات، وهذه الخطوات والقرارات كما ستفيد السوق والاقتصاد سوف تضر بأصحاب الدخول المتدنية، والفئات التي تعيش على عائد الشهادات البنكية، وأعتقد أن أعداد هذه الشرائح ليست قليلة، ويقدر عددها بنحو 20 مليونا أو أكثر في البنوك، بدون احتساب أسرهم، والبنوك يمكنها أن توضح لنا الأعداد الحقيقية لأصحاب الودائع الصغيرة، الذين يعتمدون بشكل أساسي على الأرباح شهريا، ولو أضفنا إلى هؤلاء من يدخرون أموالهم في مكاتب البريد ويقدر عددهم، حسب تصريحات رئيس هيئة البريد، بحوالي 24 مليون مواطن، يتضح أن من تضرروا من خفض نسبة الفائدة ما يقرب من خمسين مليون مواطن بدون أسرهم، وهؤلاء يمثلون شريحة الفقراء في البلاد، لهذا نقترح عدم خفض نسب الفوائد للمدخر الصغير عن 13٪، لأن هذه النسبة تساعده على مواجهة الفقر وشراء بعض احتياجاته الأساسية، مش يبقى موت وخراب ديار».

الإخوان ومنظمات حقوق الإنسان

وإلى قضية شباب الإخوان المسجونين ومبادرتهم إلى التصالح مع النظام والإفراج عنهم، والتعهد بعدم ممارسة اي عمل سياسي، وكذلك مؤتمر مناهضة التعذيب، الذي كان مقررا عقده في مصر، لكن المفوضية السامية لحقوق الإنسان ألغته احتجاجا على الحكومة، وهو ما قالته عنه وهي مستاءة أمينة النقاش في «الوفد» متهمة المفوضية بالتحدث بلسان الإخوان: «استجابت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، لطلب بيان مماثل لهذه المجموعة وغيرها داخل مصر وخارجها، ممن يسمون ناشطين، فأجلت مؤتمراً حول التعذيب قبل أيام من انعقاده في القاهرة، وبدون الرجوع للجهة التي تعاونت معها لتنظيمه، وهي المجلس القومي لحقوق الإنسان، أما السبب الهلامي الذي استندت إليه المفوضية للتأجيل فهو قلق تلك المجموعات من انعقاده في مصر، وهو سبب يفضح انحياز المفوضية وتسييسها للعمل الحقوقي، ما يستوجب من وزارة الخارجية تقديم شكوى عاجلة للسكرتير العام للأمم المتحدة ضد هذا الانتهاك الصارخ لقواعد عمل هيئات المنظمة الدولية، ولعل من المفيد أن يرفق بتلك الشكوى الأحكام القضائية النهائية الصادرة بحق بعض هؤلاء الناشطين ممن وصفهم بيان لحزب التجمع، بأنهم يرفعون رايات حقوقية، رغم أن غالبيتهم مدانة في قضايا تهرب ضريبي ومخالفة قواعد الشفافية والإفصاح المالي، صدرت بها أحكام قضائية نافذة، واشتباكاً مع عواء تلك المنظمات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات لبعض الأفاقين من مدعي اليسار، تدين فض اعتصام رابعة وتصفه بالسلمية في ذكراه السادسة، التي مرت قبل أيام، ولم يفوت هؤلاء ممن يشكلون الأذرع المدنية لجماعة الإخوان الفرصة، فالتقطت منظمة العفو الدولية رسالتهم، وأصدرت بياناً في تلك المناسبة تحدثت فيه عما سمته مجزرة فض اعتصام رابعة والنهضة، والتراجع في أوضاع حقوق الإنسان في مصر، والاختفاء القسري وتعذيب المعتقلين، وغير ذلك من الترهات التي أفقدت المنظمة أي مصداقية، وكان حرياً بها أن تضع توقيع مكتب إرشاد جماعة الإخوان عليه بجانب توقيعها، وأن تكشف من باب الشفافية التي تتشدق بها عن حجم الأموال التي أنفقت على صدوره».

التهدئة الأمنية والفكرية للمجتمع

لكن موقف أمينة لم يعجب في «المصري اليوم» رئيس تحريرها الأسبق محمد السيد صالح لأنه طالب النظام بالتجاوب مع طلب شباب الإخوان التحاور معهم في السجون، وإخراجهم منها ما داموا يتعهدون بنبذ العنف، وعدم العمل بالسياسة، كما طالب بالانفتاح على منظمات المجتمع المدني في أمريكا وأوروبا، لأنها مؤثرة في الرأي العام في بلادها وعدم الاكتفاء بالعلاقات الحسنة مع هذه الدول، وكانت حجته في طلبه هذا هي: «أعتبر أن خبر «إطلاق المئات من شباب الإخوان في السجون مبادرة لنبذ العنف» و«تأجيل الأمم المتحدة مؤتمرها في القاهرة حول التعذيب» هما الأهم على الساحة المحلية هذا الأسبوع، ورغم ذلك لم يحظ الخبران بالتغطية المناسبة. لم أحصل على معلومات كافية عن خبر «مبادرة شباب الإخوان» التفاصيل والتحاليل تكفلت بها مواقع وفضائيات غير مصرية لدينا، لجأت بعض الوسائل لعدد من الزملاء المتخصصين الذين تحدثوا بتحليلات تُرضي القائمين على الأمر فقط، ولا تقدم صورة شاملة لأهمية التهدئة الأمنية والفكرية للمجتمع لم أرصد رؤية توضح أهمية اختراق هذه المبادرة للموقف المتشدد لقيادات الجماعة، لقد تعاملت مع خبراء مخضرمين في «الإسلام السياسي» قبل سنوات طويلة، هؤلاء يفضلون حاليا الصمت لأسباب عديدة تركوا الساحة لعدد من الزملاء الذين يدورون حول الفكرة، بدون تقديم آراء مستقلة قد تسبب لهم بعض الأزمات في هذه القضية. أيضا أتمنى تعاملا أمنيا أكثر عمقا، تعاملا يستفيد من الخبرات السابقة في ملف المراجعات الإسلامية، أما خبر نقل «مؤتمر التعذيب» فيبدو أنه أكثر حساسية لدى الحكومة وأجهزتنا المتخصصة، فلم يتم التطرق إليه بالمرة، الدعاية السلبية من بعض العواصم الغربية ومن الأصوات الإخوانية والليبرالية المستقلة هناك نجحت في دعاواها القوية بشأن ملف مصر في ما يتعلق بأحكام الإعدام الأخيرة، أنا شخصيا لا أرى وضعنا الداخلي بهذا السوء، فقط لدينا أخطاء في التعامل سياسيا وحقوقيا وإعلاميا مع الرأي العام العالمي، العلاقة القوية مع الحكومات والزعامات الغربية لا تكفي. تفجير الجسور مع المنظمات الدولية ومع الهيئات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة خطأ استراتيجي لابد من تحليل بياناتها بكل دقة، ومحاولة تحسين ترتيبنا فيها، والأهم تغيير هذه الأوضاع في الداخل، واعتماد مصالحة شاملة في المجتمع مع تصعيد كفاءات حقيقية للدفاع عن صورتنا ومصالحنا في الخارج».

بين «مستقبل وطن» و«الوفد»

تستعد الأحزاب والحكومة والأفراد لسلسلة الانتخابات المقبلة وهي ثلاثة المحليات ومجلس الشيوخ ومجلس النواب، ونشرت عنها مجلة «روز اليوسف» تحقيقا أعده عبد العزيز النحاس جاء فيه: «المهندس حسام الخولي نائب رئيس حزب «مستقبل وطن»، أكد أن الحزب مستعد لخوض كافة الاستحقاقات الانتخابية، موضحا أن الحزب يتعامل مع الانتخابات كالامتحانات وانهم كالطالب الذي يذاكر طوال السنة ليكون جاهزا دائما عكس من يذاكر ليلة الامتحان، فنجاحه غير مؤكد. الحزب يعمل على مستوى كل المحافظات بما فيها من مراكز وقرى. الحزب حقق المركز الثاني في انتخابات مجلس النواب 2015 في ظل إدارته الشبابية، والآن الطموح أصبح أكبر، خاصة بعد انضمام خبرات كثيرة من مدارس مختلفة كالدكتور عبد الهادي القصبي، والنائب علاء عابد من «المصريين الأحرار» وحسام الخولي من «الوفد» وغيرهم الكثير، وأنه لا يرى منافسا مباشرا لحزب «مستقبل وطن» حيث لا يوجد حزب متميز في نشاطه على الأرض وأن الانتخابات التكميلية لمجلس النواب أظهرت ذلك، فهناك أحزاب لم تدخل المنافسة، فماذا يتوقع أن يحقق في الانتخابات المقبلة على عكس «مستقبل وطن» الذي نافس على كل المقاعد وفاز بها، ما عدا مقعدا واحدا خسرناه ضد مرشح مستقل. وعن منافسه حزب «الوفد» قال الخولي عن حزبه القديم إن «مستقبل وطن» يتفق مع «الوفد» بأنهما حزبان يمينيان وسطيان، لكن الفرق في العمل على أرض الواقع، فالوفد اسم كبير، لكن المواطن ينظر للمستقبل. والوفد في داخله الكثير من الحسابات التي تعوق تحركه والتغيير في داخله على عكس ذلك «مستقبل وطن». من جانبه أكد طارق تهامي سكرتير عام مساعد حزب «الوفد» أن الحزب مستمر في تدريب الكوادر الشبابية من خلال لجان المحافظات، وأنه سيتم تنظيم معسكرات لتأهيل الشباب سياسيا وإداريا الشهر المقبل، مؤكدا على أن الوفد مدرسة للسياسة الكبير فيها ينقل خبراته للأصغر، بالإضافة إلى وجود معهد الدراسات السياسية، الذي يساهم بشكل كبير في تأهيل الكوادر الشبابية. وقال تهامي أن حزب «الوفد» سيظل رقم 1 في تاريخه وتراثه وكوادره. مضيفا أن الحزب الأقوى سيظهر عندما تصبح الأحزاب متكافئة في المصادر المالية والدعم الإعلامي. الربان عمر المختار صميدة رئيس حزب المؤتمر قال، إن العمل يجري على كافة الأصعدة داخل الحزب من أجل مشاركة قوية في انتخابات المحليات والشيوخ، وأنه تم تشكيل مفوضية للانتخابات تتلقى كافة الترشيحات لدراسة واختيار المرشحين، بالإضافة للتواجد بين المواطنين من خلال 116 مقرا للحزب على مستوي المراكز والمحافظات. وأشار رئيس حزب المؤتمر إلى أنهم راضون عما حققوه خلال انتخابات مجلس النواب 2015، مضيفا أنه على الرغم من أن تواجدنا ليس كبيرا داخل البرلمان، إلا أن النائب لدينا بـ100 من حيث التأثير وأنهم يسعون خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة إلى التأثير داخل البرلمان».

الحرائق تشعل الأمازون

«هناك حرائق مشتعلة في غابات الأمازون منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. الحرائق بعيدة عنا كما يقول عماد الدين حسين في «الشروق»، بآلاف الأميال، لكن نتائجها سوف تصيب العالم أجمع، إن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد، باعتبار أن هذه الغابات هي الرئة الاكبر التي تتنفس منها كل البشرية. فما هي قصة هذه الغابات التي صارت خبرا في كل وسائل الإعلام بمختلف أنواعها في الفترة الأخيرة؟ السؤال ليس درسا في الجغرافيا، أو سردا لمعلومات صماء من المواقع والصحف العالمية، ولكنها محاولة للفت أنظار الجميع إلى خطورة الحرائق المشتعلة هناك، على مستقبلنا ومستقبل أولادنا، بل مصير الكوكب الذي نعيش عليه جميعا، خصوصا أن الخبراء يتوقعون أن تستمر شهورا. الأمازون تشكل أكثر من نصف الغابات المطيرة في العالم، كما أنها أكبر غابات استوائية في العالم، وتمثل ما بين 4 ــ 6٪ من إجمالي مساحة الأرض، وما بين 25 ــ 40٪ من مساحة أمريكا الجنوبية. وطبقا لتقارير متنوعة في العديد من وسائل الإعلام، ومنها ما نشرته صحيفة «النهار» اللبنانية، فإن منطقة الأمازون تغطي مساحة 7.15 مليون كيلومتر مربع، او أكثر من 1.5 مليون فدان، تمثل بدورها 54٪ من إجمالي مساحة الدول الأعضاء الثمانية، في منظمة معاهدة تعاون دول الأمازون، والدول هي: البرازيل وبوليفيا وكولومبيا وأكوادور وغيانا وبيرو وسورينام وفنزويلا، والنسبة الأكبر من هذه الغابات تقع في البرازيل، وتشكل أكثر من نصف مساحتها، و13 ٪ من بيرو، و10 من كولومبيا. الصندوق العالمي للطبيعة يؤكد أن 20٪ من غابات الأمازون اختفت خلال الخمسين عاما الماضية، وهذه الظاهرة تتسارع، وتقديرات الصندوق أن 27٪ على الأقل من منطقة الأمازون الإحيائية ستكون خالية من الأشجار بحلول عام 2030، إذا استمرت إزالة الغابات بالوتيرة الحالية، كما انخفض معدل سقوط الأمطار بنسبة 25٪، وحينما تسقط بغزارة الآن تتسبب في حدوث فيضانات هائلة. يسأل البعض ولماذا هذا القلق العالمي من الحرائق في غابات الأمازون؟ السبب ببساطة هو المميزات الاستثنائية التي تتمتع بها هذه الأرض، ولا تتوفر في أي مكان آخر بالعالم. هذه الغابات تحافظ على توازن المناخ العالمي، ولها تأثير كبير على الحرارة والماء، وكذلك عزل الكربون في الجو، وبالتالي المساعدة في تقليل عملية الاحتباس الحراري. منطقة الأمازون أيضا موطن لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات، بها حوالي 390 مليار شجرة تتوزع على 16 ألف صنف مختلف، ما يتيح تنوعا بيولوجيا عالميا، كما أنها محمية للموارد الجينية وتتميز بنظام بيئي فريد، غني بالتنوع البيولوجي لنحو ربع كل الأجناس في العالم. فهناك 30 ألف صنف من النباتات الوعائية. غابات الأمازون هي موطن لـ2.5 مليون نوع من الحشرات، 2500 نوع من الأسماك و1500 نوع من الطيور، و550 نوعا من الزواحف، و500 نوع من الثدييات وعشرة آلاف نوع من النباتات لإنتاج الأدوية والعطور والأدوية العشبية وبعض المواد الغذائية. السؤال الآن هو: ما الذي حدث في الغابات، ومن الذي أشعل الحرائق هناك؟ هل هم المزارعون، ام الرعاة الذين كانوا يريدون توسيع مساحة مراعيهم؟ ام المطورون العقاريون، الذين يريدون بناء مساكن تدر عليهم أرباحا ضخمة؟ أم أن الأمر أكبر من ذلك ويتمثل في توجه من الحكومة البرازيلية اليمينية، ودول كبرى أخرى مثل «أمريكا ترامب» لا تكترث، لما يهدد كوكب الأرض بأكمله؟».

التغير المناخي

أما خالد منتصر في «الوطن» فيقول عن حرائق الأمازون: «الإعلام في العالم كله لا حديث له إلا عن احتراق غابات الأمازون، ونحن في مصر مشغولون منهمكون في الحديث عن ريهام سعيد، تخيل أن رئتك تآكلت تماماً كيف ستعيش وتواصل الحياة؟ هذا هو الحاصل بالضبط في التعامل مع تلك الحرائق بهذا الهلع والفزع، غابات الأمازون هي باختصار الرئة التي تمنح العالم الأكسجين وتمتص الغازات السامة، لذلك عندما صرح الرئيس البرازيلي بأن ذلك شأن داخلي، هاج العالم وماج وهاجمه، لأنه بهذا التصريح يثبت لامبالاته التي ستجلب الكوارث على العالم، الذي قرر وضعها على قمة مناقشات الدول السبع. لكن، ما هي تلك الحرائق وما هو تأثيرها أيها القارئ العزيز؟ سننحي جانباً ملحمة الإعلامية ريهام لنتفرغ دقائق لعرض معلومات وأرقام ذكرها المهندس محمد يوسف، في إضاءات عن الكارثة التي لو لن نتحكم فيها لكانت نهاية العالم: منذ بداية العام وحتى الآن، اكتشف مركز أبحاث الفضاء في البرازيل «INPE» ما يقرب من 73 ألف حريق. ما يمثل زيادةً بنسبة 83٪ عن عام 2018 في الفترة الزمنية نفسها، وهو أعلى رقم مسجل للحرائق، منذ أن بدأت عملية رصدها في عام 2013. آثار الأضرار التي لحقت بالأمازون تتجاوز البرازيل وجيرانها، تنتج الغابات المطيرة في المنطقة أكثر من 20٪ من الأكسجين في العالم، و10٪ من التنوع البيولوجي المعروف لدينا. وهي موطن لأكثر من 16 ألف نوع مختلف من الأشجار، و2.5 مليون نوع من الحشرات، و40 ألف نوع من النباتات، و2200 نوع من الأسماك، و1300 نوع من الطيور، و427 نوعاً من الثدييات، و430 نوعاً من البرمائيات، و380 نوعاً من الزواحف. وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تطلق هذه الحرائق ملوثات كثيرة، بما في ذلك الجسيمات والغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية، في الغلاف الجوي.
يمتص النظام البيئي للغابات ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون كل عام. وعندما يتم قطع هذه الأشجار أو حرقها، فإنها لا تطلق الكربون الذي كانت تخزنه وحسب، بل ستختفي أداة مهمة للغاية لامتصاص انبعاثات الكربون. ما يزيد من كمية الحرارة التي يمتصها الغلاف الجوي، والمعروفة باسم الاحتباس الحراري. ويشار إلى غابات الأمازون المطيرة باسم «رئة الكوكب»، وتلعب دوراً رئيسياً في تنظيم المناخ. سيتغير العالم تغيراً جذرياً إذا اختفت هذه الغابات المطيرة، ما سيترك آثاره السلبية على كل شيء، بدايةً من المزارع ومياه الشرب إلى قدرتنا على تنفس الهواء. وفقاً للباحثين، يشكل تغير المناخ تهديداً وجودياً قريب الأمد للحضارة الإنسانية بأكملها، وهناك احتمالية كبيرة أن ينهار المجتمع البشري بحلول عام 2050، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جدية للتخفيف من التغير المناخي في العقد المقبل».

قبل أن يجف المداد

«قبل أن يجف المداد الذي كُتِبت به شهادات الثانوية العامة، وبعضها يزف أملاً للطلاب وبعضها ينزف ألما، حسب مجموع كل منهم، كما يخبرنا محمود غلاب في «الوفد»، بدأت الاستعدادات للعام الدراسي الجديد، الذي يدق جرسه ويقرع أبواب بيوت أولياء الأمور خلال أسابيع قليلة، ليقف الجميع ثابتين رافعين أيديهم لفوق مستسلمين لتفتيش الجيوب، وبدء رحلة البحث عن تدبير مصاريف العام الدراسي. قلت مصاريف العام ولم أقل مصروفًا، لأن الأسرة في حالة دفع مستمرة من أول يوم في الدراسة حتى كتابة شهادات النجاح، أو شهادات الرسوب. مساكين أولياء الأمور هم الهدف الذي يصوب إليهم الجميع طلقاته لاستنزاف ميزانية الأسرة إذا كانت هناك ميزانية واضحة يستطيع رب الأسرة السيطرة عليها، وإخضاعها لظروف السوق، أول بند يحصل على حق الفيتو عندما يعود الأب بالمرتب آخر الشهر هو مصاريف الدراسة، وكما قلت هذه المصاريف تبدأ من توفير الكتب والكراسات، والأقلام، والملابس، والسندوتشات، ومصروف الدروس الخصوصية، ومصروف الدراسة الذي تحصله المدرسة، المدارس أنواع، وأولياء الأمور طبقات، ولكل طبقة مدارسها، مدارس دولية وخاصة تبالغ في المصاريف، ومدارس حكومية تبالغ في تطفيش التلاميذ ويضطرون للجوء إلى أوكار الدروس الخصوصية. في الحالتين الأب سيدفع كل ما يملك. في حالة الآباء الأثرياء الموضوع مش فارق، لكن هناك آلاف الأسر لا تقدر على الخاص ولا العام، هؤلاء هم الذين يشعرون ببدء الدراسة عندما يضجون بالشكوى، عنوانهم الدائم أسواق بيع الكشاكيل والكراسات والكتب الخارجية، لأن كتاب المدرسة محدش بيفهم منه حاجة، هل لأن المُدرِس مش موجود ليشرح الدرس، أم لأن الحشو الزائد جعل كتب المدرسة ثقيلة على العقل وعصية على الفهم، فيقوم المدرس الخاص بتلخيصها، وتقديمها في صورة برشامة للطالب مقابل المعلوم. إذا حاولت أن تقيس حالة السعادة أو التعاسة على وجوه أمهات التلاميذ إذهب إلى الفجالة واستمع إلى شكاوى من القلب من حال أسعار مستلزمات الدراسة، شكاوى متبادلة بين المستهلك، وهي الأسرة والبائع وهو التاجر، وهناك طرف ثالث هو اللهو الخفي الذي يتحكم في الأسعار، هذا اللهو يطرح «كشاكيل» بسلك وأخرى من غير سلك، وأدوات أخرى صناعة صينية ضربت الصناعة المحلية، التي قاربت على الاعتراف بالهزيمة والانسحاب من سوق الأدوات المدرسية. طوارئ جرس العام الدراسي لم تتوقف على الأسر التي تضرب أخماسًا في أسداس لتدبير ما يحتاجه الأبناء وهذه الاحتياجات سلسلة طويلة لا تتوقف على الكشاكيل والأقلام والملابس ولكنها تمتد لتصل إلى سندوتش المدرسة، كم تحتاج الأسرة لإعداد السندوتشات.. كم بيضة، وكم علبة جبنة وكم كيلو لبن، وكم بسطرمة وكم رومي، إذا كانت ظروف الأسرة مقبولة إلى حد ما، وماذا غير ذلك يحتاج التلاميذ، هل يوجد أقل من سندوتش الفول والبيضة تقدمه الأسرة الفقيرة لأبنائها، هل يدعونا ذلك إلى السؤال عن الوجبة المدرسية؟ هل نطالب بتوفير نوافذ حكومية لبيع احتياجات المدارس بأسعار في متناول الأسرة بسيطة الحال، هل من أيادٍ حانية تربت على كتف أولياء الأمور الذين يستقبلون العام الدراسي، بعد مصاريف العيد الكبير، وتوابع الثانوية العامة لإلحاق الأبناء بالجامعات التي تنافس على الاستيلاء على جيوب أولياء الأمور، عن الجامعات الخاصة أتحدث. أين يذهب البسطاء؟». بالتأكيد سوف يجدون الأيادى الحانية، الدولة سوف توفر لكل المستويات حياة كريمة تستطيع أن تنفق على احتياجاتها، ولكن ستظل المعاناة ولن تستمر طويلاً، فالمستقبل يحمل من الحلول التي تريح الشقيانين لكن مع شوية صبر.

ريهام في قفص الاتهام

أمينة خيري في «المصري اليوم» تقول: «نظلم ريهام سعيد كثيرًا حين نضعها في قفص الاتهام. ونسطح الأزمة تمامًا حين نختزلها في إهانتها للممتلئات. ونتهاون في حقوقنا جدًا لو اعتبرنا أن المذكورة جرحت مشاعرنا الرقيقة، وأضرت بقيمنا وسلوكياتنا الراقية، بما تفوهت به في الحلقة التي صارت الأكثر مشاهدة والأعلى ترندًا. ترند الإعلام الحالي هو كل ما من شأنه أن يصدم أو يخدش أو ينهش. والأكثر مشاهدة هو الذي يحوى سبابًا أو خرافة أو خرفًا أو تشددًا، أو كل ما من شأنه أن يدغدغ مشاعر العامة التي لا تجد ما يثقفها أو يرفه عنها أو ينورها. ريهام سعيد ليست وليدة اليوم، لكنها – وغيرها- تٌرِكوا ليرتعوا في أدمغتنا ويعيثوا فسادًا في وعينا منذ سنوات طويلة.
بدت المسألة في بداياتها كأنها نكتة. مذيعة شقراء تدغدغ مشاعر العوام بالحديث عن الجن الساكن في أجساد الفتيات، والأعمال المجهزة للضرر بالعائلات. وأذكر قبل سنوات كثيرة حين كنت أعود إلى البيت لأجد الشابة التي كنت أستعين بها للمساعدة في أعمال البيت، وهي حاصلة على دبلوم معهد «أزهري» وهي تنهنه وتصدر أصواتًا غريبة. أسألها ما بها، فترد بكل أريحية: «كنت أشاهد حلقة الأستاذة ريهام، واستضافت بنت راكبها جن ولقيت عندي كل الأعراض. أنا راكبني جن». تُرِكت «الأستاذة» تفرط في غرس جذور الهبل، وتثبيت قواعد الجهل سنوات طويلة. لماذا؟ لأن الجهل في بلدنا كثير، ولا يقابله تثقيف أو تنوير. ولأن المتابعين من القاعدة الشعبية بالملايين، وهذا يعني أن المعلنين مستعدون لدفع الملايين أيضًا. وبعيدًا عن السرد المعتاد لضربات «الأستاذة» المتتالية، وتحقيقها النجومية المرجوة، والترند المبتغى عبر حلقة كارثية هنا وكلام فضائحي هناك، ينجم عنهما إيقاف هو في حقيقة الأمر يحقق المزيد من النجومية، ثم عودة وإغراق في مزيد من الإسفاف، فإن الدول التي سبقتنا في مسيرتها الإعلامية التنويرية، لا توقف مثل هذه البرامج أو ترسل رقيبها بمقص لتضبيط المادة الإعلامية، حسبما ورد في كتاب سنة أولى كلية إعلام. هذه الدول تتبع مسارين رئيسيين: الأول التحرك بناء على شكاوى مقدمة من قبل المتلقي، حيث يجري التحقيق وتحليل المحتوى، لا بحسب درجة تدين المحقق أو أهوائه الشخصية أو معتقداته التي نشأ عليها، ولكن بحسب قواعد مكتوبة ومنصوص عليها في مواثيق ملزمة للجميع. والثاني أن هذه الدول لا تطبق على الإعلام نفسه أو تنصب نفسها مسؤولاً أوحد أو مهيمنًا واحدًا لا ثاني له على المنصات الإعلامية. ولذلك تجد لديها منتجًا إعلاميًا شديد التنوع ثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا، وهو ما يعرض المتلقي لتجارب مختلفة. يشاهد دجلاً ونصبًا هنا، وتنويرًا وتثقيفًا هناك، ويختار ما يناسبه. بالطبع المتلقي يحتاج ثقافة إعلامية وقدرة على التفكير والاختيار، لكن المؤكد أن فتح المجال خطوة على الطريق الصحيح».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية