إخوان الأردن بعد تبادل رسائل مع «وزير الداخلية»: شعار المرحلة نحن أو البديل «داعش»

عمان – «القدس العربي»: لا يمضي وزير الداخلية الأردني الجنرال حسين المجالي بعيدا عن حساباته السياسية الداخلية وهو يطلب لأول مرة منذ أشهر طويلة من الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي وأكبر أحزاب المعارضة إيفاد شخصين من الحزب للتحدث معهما.
هذا النمط من «التواصل» قد لا ينطوي على حسابات سياسية مغرقة في الدقة أو لا يؤشرعلى نوايا «إنفتاح» مشجعة لدى الحكومة لكنه يبقى من التواصلات النادرة في ظل أزمة تتصاعد وتتراجع بين مؤسسات الدولة والإخوان المسلمين على المؤشرات الإقليمية الحرجة المفتوحة على كل الإحتمالات.
وجاء طلب الوزير المجالي لهذا اللقاء القصير بعد الجدل المثار على مستوى الصحافة الرسمية بعنوان الهجوم على الإخوان المسلمين إثر الإستعراض الشعبي العملاق الذي نظموه بمناسبة «إنتصار المقاومة» في قطاع غزة.
في ذلك الإستعراض تحدث الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل للأردنيين مباشرة وتجمع أكثر من 30 ألفا من الأردنيين وألقى المراقب العام للإخوان الشيخ همام سعيد خطبة شديدة الحساسية وظهرت مجددا المجسمات التي تحاكي صواريخ كتائب القسام والتي يعتبرها القيادي الشيخ مراد العضايلة مجرد مجسمات تمثيلية يعبر فيها المواطنون عن مشاعرهم.
في كل الأحوال أوفد حزب الجبهة كلا من علي أبو السكر والعضايلة لمقابلة الوزير المجالي في إشارة تدلل على أن الحركة الإسلامية غير راغبة في التصعيد خصوصا وانها كما لاحظ وزير بارز في الحكومة تحدث لـ»القدس العربي» مررت التعديلات الدستورية الأخيرة بدون جدل أو إعتراض حقيقي خلافا لما فعله بعض المحسوبين أصلا على النظام والحكم.
اللقاء بين المجالي والثنائي أبو السكر والعضايلة دام ساعة وطرحت فيه العديد من الموضوعات لكن الرسالة الأساسية تمثلت في أن وزير الداخلية يستفسر من الإخوان المسلمين عن موقفهم من تنظيمات داعش في الجوار الإقليمي والأهم أفضل السبل والطرق لمواجهة «الداعشية» المحتملة في الحاضنة الإجتماعية المحلية.
في الواقع سؤال وسيناريوهات الداعشية في الأردن مطروح وبقوة الآن وفي أرفع دوائر القرار السياسي في الوقت الذي توقفت فيه سياسة إنكار وجود ميول لتأييد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا في بعض الأوساط الشعبية وهي ميول يعترف المسؤولون مباشرة وصراحة الآن بأنها تتأثر بتساؤلات الفساد العالقة والفقر والبطالة.
ما يهم الإخوان المسلمين في الواقع هو الإشارة المباشرة التي ألمح إليها الشيخ حمزة منصور وهو يربط بين إقصاء الإخوان المسلمين المعتدلين وتهميشهم في الساحة مقابل ترك المايكروفون للتنظيمات الأكثر تطرفا.
ما الذي ينبغي فعله في رأيكم؟.. سأل الوزير المجالي وفد حزب جبهة العمل الإسلامي فجاءه الجواب على أساس التذكير بحقائق علمية مختبرة وثابتة قوامها عدم كفاية الوسائل»الأمنية» وضرورة المناجزة في إطار فكري.
عمليا يعرف الوزير المجالي ومن خلفه رئيسه الدكتور عبدالله النسور أن مناجزة الحالة الداعشية في عمق المشهد الإجتماعي الأردني مستحيلة بدون التنظيم الأكثر قدرة على تولي المهمة وهو الإخوان المسلمين.
الإسلاميان أبو السكر والعضايلة تحدثا بصراحة عن سياسة إبعاد قادة الحركة الإسلامية والمعتدلين عن منابر المساجد والإنتخابات…لم يعترض الوزير المجالي وإن كان ميالا للتربص بأي مستجدات عند الإسلاميين دون إظهار أي ميل لتقديم عروض جديدة لهم.
رئيس الوزراء عبدالله النسور ورغم أنه لا يؤيد «التصعيد» مع الإخوان المسلمين إلا أنه يحاول دفع حكومته في إتجاه عدم تقديم أي «تنازلات» لهم تحت عنوان دلال خاص برسم الحوار السياسي، ووزير التنمية السياسية الدكتور خالد كلالدة عندما سألته «القدس العربي» تحدث عن ضرورة عدم التجني وإفتراض حسن النوايا مشيرا لعدم وجود «فيتو» على الإسلاميين أو غيرهم في قاموس الحكومة.
حتى وزيرالتخطيط الدكتور إبراهيم سيف تقدم بدعوة للنقاش والمشاركة في برنامج إقتصادي للأحزاب والمؤسسات المدنية فحظي بورقة خاصة من الأمين العام للجبهة الشيخ محمد الزيود ..لاحقا أفاد سيف: نعم تقدم الإسلاميون بورقة وتقدم حزب آخر فقط.
خطوة التواصل مع وزير الداخلية إحتاجت لتفسير وكذلك بعض مظاهر اللغة الأقل خشونة وليست الناعمة التي تظهر مؤخرا على لسان بعض المسؤولين خصوصا عندما يتلمس الوزراء تنفيذيا طبيعة العمل المزعج والمقلق مع أعضاء مجلس النواب الخالي من الإسلاميين «المنظمين» على حد تعبير وزيرالمياه حازم الناصر.
لذلك سأل قياديون «القدس العربي» مباشرة عن ما إذا كان لديها معلومات عن مستجدات.
..مبكرا طرح الإخوان المسلمون ضمنيا وبأكثر من لغة تحذيرات تقارن: إما نحن أو داعش؟
في المستوى الحكومي يشعر بعض الوزراء بأن قيادات الجماعة الإخوانية يمكنها إستغلال إرتفاع الحساسية محليا ضد أخطار محتملة من الجوار العراقي والسوري لكن رموز الإخوان وبينهم الشيخ عضايلة يتحدثون عن حسن نوايا والحاجة لإصلاح حقيقي حتى قبل ظهور داعش وبعدها.
في مواقع أخرى في عمق الدولة الإرتياب ما زال يتواصل في الإخوان المسلمين والتحريض ضدهم مستمر خصوصا بعد تصعيدهم الذي وصل لمستويات حرجة في نقابة المعلمين لكن بعد معالجة المشكلة الأخيرة وإستئــناف العام الدراسي بدأت تخف حدة التحريضات.
إجتماعات «سيادية» ناقشت بصورة حرفية الخطوة التكتيكية التالية في مواجهة الإخوان المسلمين.. النتيجة التي يمكن التوثق منها مبكرا كانت تشير إلى معادلة «تسكين» حتى يتضح المزيد من التفاصيل بمعنى عدم التصعيد وعدم التخفيف مع منع الجماعة – قدر الإمكـان- من تحقيق منجزات فارقة وهي تحاول التذكير بعنوان «نحن… أو داعش»!

بسام البدارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول منی:الجزائر.:

    يبدو ان الجميييع بدون استثناء، سيجني ثمار من داعش، بقاؤها بقؤهم جميعا ، حكاما ومعارضين.
    يال بؤس حالنا.

  2. يقول عدنان السامرائي:

    اختارو بيننا او داعش! والله منطق مفرح
    اختارو بين الكوليرا او ملاريا

  3. يقول tchee:

    الاخوان لا يشكلوا اي ثقل بالمجتمع الاردني والحكومة تعرف ذلك .
    اما الادعاء بانهم خيروا الحكومة باما هم او داعش فعلى من يدعي ذلك الاثبات
    بهذه الوشاية.
    ……………….ز
    وهييييييييييييييييييي

إشترك في قائمتنا البريدية