بيروت ـ «القدس العربي»: ماذا يجري داخل التيار الوطني الحر وأي علاقة تربط بين صهر الرئيس رئيس التيار الوزير جبران باسيل وصهره الثاني النائب العميد شامل روكز؟
هذه التساؤلات تُطرَح بعد التمايز اللافت للنائب روكز عن عديله الوزير باسيل في بعض الخيارات السياسية والاقتصادية منذ ما بعد فوز روكز في الانتخابات النيابية في دائرة كسروان جبيل حيث حلّ في المرتبة الرابعة بين النواب الخمسة عن كسروان وشعر وكأن هناك كلمة سرّ كي يصوّت مناصرو التيار للنائب روجيه عازار أكثر من التصويت له.
وفي وقت يُعتبّر شامل روكز عضواً في «تكتل لبنان القوي» غير أنه منذ فترة ينقطع عن حضور اجتماعات التكتل، ويتمايز في مواقفه عن التكتل ولاسيما في موضوع التصويت على موازنة 2019 ومن ثم توقيعه على مراجعة الطعن التي أعدّها العسكريون المتقاعدون وقدّمت إلى المجلس الدستوري.
العميد شامل يجمع مناوئي عديله ويرفض انتخاب رئيس للتيار «عالعمياني»
أكثر من ذلك، وفيما كان التيار الوطني الحر يعلن فوز الوزير باسيل برئاسة التيار بالتزكية لولاية ثانية، كان روكز يجمع في دارته في اللقلوق المعارضين داخل التيار والكوادر المفصولين منه ما أثار استغراب قيادة التيار. وقد أضاء الإعلام على هذا اللقاء بنسب متفاوتة، لكن ما صدر عن روكز في شأن شكل الحكومة التي يريد بدا وكأنه يتناغم مع طرح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على طاولة الحوار الاقتصادي بإستقالة الحكومة والإتيان بحكومة اختصاصيين ما استدعى توضيحاً من مكتب النائب روكز جاء فيه «توضيحاً لما يتم تناوله عبر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل حول مواقف النائب العميد شامل روكز، يهمّنا أن نوضح أن العميد روكز لم يؤيد أحداً في شأن طرح تغيير الحكومة، بل كان كلامه واضحاً لجهة التذكير بأنه كان شخصياً أول من طالب بعد الانتخابات النيابية الماضية بحكومة اختصاصيين مصغّرة من 14 وزيراً، تتولّى إيجاد الحلول الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة، من غير أن يمنع ذلك وجود بطانة سياسية للوزراء. وعليه، ومنعاً لأي التباس أو تأويل، نشير إلى أن موقف العميد روكز أتى للتذكير بطرحه السابق وليس لتأييد طرح حالي، ونذكر بأن نهجه وخطه السياسي واضحان ولا يحتاجان لأي تحليل مغلوط».
وحسب المتابعين لحركة العميد روكز فهو بتمايزه لا يخرج عن البيئة العونية التي ترعرع في أحضانها وشغل منصب قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني، ورُشّح ليكون قائداً للجيش قبل انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية لكن الظروف والتوازنات السياسية لم تساعد على تعيينه في حكومة الرئيس تمام سلام.
ويعتبر روكز أن المعارضين لرئيس التيار هم رفاق مرحلة نضالية وكان بعضهم في أنصار الجيش وليسوا من المطلوبين ولا يجد حرجاً في استقبالهم في منزله. ولا يرى أنه يغرّد خارج السرب الذي يقوده باسيل لأنه كما قال في حديث صحافي «ليس هناك في الأساس سرب مكتمل حتى أغرّد خارجه، وأنا أصلاً أنتمي إلى الخط المؤسس لهذه الحالة العونية العريضة، وكنت وما أزال جزءاً من معادلة (شعب لبنان العظيم) منذ إطلاقها».
وهل كان لينتخب باسيل رئيساً للتيار لو كان منتسباً رسمياً إلى صفوفه؟ أجاب روكز «لست ممن ينتخبون «عالعمياني»، ومن حيث المبدأ، أنا أفضّل حصول منافسة انتخابية ووجود أكثر من مرشح، انسجاماً مع متطلبات اللعبة الديموقراطية وحيويتها، إلّا أنّ الأمور جرت على النحو الذي انتهت إليه، وهذا شأنهم».
وفي انتظار ما ستؤول إليه العلاقة بين باسيل وروكز، فإن السؤال المطروح أين الرئيس ميشال عون من صهريه وأيهما يدعم؟ وهل يمكن أن يكون تمايز روكز مقصوداً لجمع الحالة العونية المعترضة على أداء باسيل وإبقائها تحت جناح أحد الصهرين بدل تغريدها بعيداً في خياراتها ومناوءتها لرئيس التيار؟