باريس – “القدس العربي”: يبدو أنّ منطقة باريس عاصمة “الأنوار” والتي تجذب سنوياً ملايين السياح من أنحاء فرنسا والعالم، لم تعد تجذب الغالبية العظمى من الموظفين الفرنسيين “الكوادر”، الذين بات الكثير منهم يبحث له عن وجهات أخرى في المدن الداخلية الفرنسية للاستقرار فيها.
وحسب دراسة أجرتها مؤسسة “كادر أومبلوا” الفرنسية، ونشرت نتائجها نهاية الأسبوع الجاري، فإن ثمانية فرنسيين من أصل عشرة منهم يريدون مغادرة منطقة “إيل دو فرانس”، أي منطقة باريس وضواحيها، من أجل العيش في مدن أخرى من المدن الداخلية للبلاد. حيث يعتبر 52 في المئة من الموظفين الكوادر، وفق الدراسة نفسها، أنهم “غير راضين” عن وضعهم الحالي من حيث مكان العمل ومكان الإقامة.
أكثر من نصف هؤلاء الموظفين الكوادر يودون مغادرة العاصمة باريس وضواحيها والاستقرار، خاصة، في مدينة بوردو، الواقعة على نهر “غارون” في جنوب غرب البلاد، حسب هذه الدراسة. وخلف بوردو التي تجذب العدد الأكبر من الموظفين الكوادر في منطقة باريس وضواحيها بنسبة 54 في المئة، تأتي مدن نانْت – تقع غرب البلاد والتي تمتد على ضفتي نهر”لوار” وتبعد خمسين كيلومتراً عن المحيط الأطلسي، بنسبة 48 في المئة. ثم مدينة ليون، في جنوب شرق البلاد، بنسبة 34 في المئة – وهي ثالث أكبر مدينة فرنسية من حيث السكان، بعد باريس ومارسيليا – وأيضا مدينة إيكس- مارسيليا، بنسبة 28 في المئة، فتولوز ورين، بنسبة 27 في المئة.
ويرى هؤلاء الموظفون الكوادر، الذين يرغبون في مغادرة منطقة باريس، أن الحياة في المدن الداخلية ستخفف عليهم من الضغوط اليومية، بما في ذلك الحفاظ على حياتهم الشخصية وتخفيض نفقاتهم وتقليل المدة الزمنية للتنقل من وإلى مكان العمل.
ورغم ذلك، فإن 29 في المئة فقط من هؤلاء الموظفين الكوادر في منطقة “إيل دو فرانس” الذين يخططون للذهاب من أجل الاستقرار في المدن الداخلية – بوردو، ليون، تولوز … – هم من باشروا بالفعل الخطوات اللازمة من أجل تحقيق هذه الغاية. 26 في المئة منهم يبحثون “بشكل نشط” عن وظيفة خارج باريس وضواحيها ويجرون مقابلات عمل، بينما طلب 3 في المئة منهم من موظفيهم تحويل مكان العمل.