رئيس مصر رجل عجيب

حجم الخط
16

عرض رئيس مصر عبد الفتاح السيسي على الفلسطينيين 1600 كم مربع بجوار قطاع غزة (مساحة القطاع 356 كم مربع فقط). ورفض أبو مازن الاقتراح رفضا باتا، لماذا؟ يبدو لأنه يوجد فيه عناصر يمكن أن تساعد في حل مشكلة اللاجئين وتخفيف الاكتظاظ القبيح في القطاع. ورئيس الفلسطينيين يخيفه هذان الشيئان ولا سيما اعطاء حل لعدد من اللاجئين في سيناء ـ لا في أسدود وعسقلان.
عند نشر اقتراح السيسي في صوت الجيش الاسرائيلي تلقيت رسالة قصيرة من شخص مركزي سابق في وسائل الاعلام قال فيها: «هل يمكن أن يكون السيسي قد شارك قبل سنين في مؤتمر هرتسليا واقتنع برغم ردود ساخرة في القاعة بكلام اسرائيلي غريب تحدث عن واجب مصر أن تسهم بشيء من ارضها الضخمة الفارغة للدولة الفلسطينية؟».
اليكم خلاصة الاقتراح الذي بسطه في مؤتمر هرتسليا: إن أكثر الاسرائيليين، حتى من اليمين جُعلوا يعتقدون أن اسرائيل هي الوحيدة التي يجب عليها أن تقدم الاراضي المطلوبة لانشاء دولة فلسطينية. وسألت: لماذا لا نطلب ـ ونكمل الطلب بنشاط سياسي مناسب ـ أن تسهم مصر والاردن ايضا، وهما صاحبتا الاحتياطي الضخم من الارض، أن تسهما بنصيب. أليستا أختين للفلسطينيين في الدين والاصل والقومية. ولا يقل عن ذلك أن جزءا كبيرا من المشكلات الارضية والسكانية للفلسطينيين نشأ بسبب حربهما في 1948 للقضاء على الدولة اليهودية.
واقترحت أن تفرز مصر التي تبلغ مساحتها أكثر من مليون كم مربع (أكثرها غير مأهول)، للفلسطينيين نحوا من 10 آلاف كم مربع. فيحظى مئات آلاف الفلسطينيين برفاهة مادية واقتصادية (ميناء عميق في العريش، وأن يُعد مجددا مطار ايتام الذي لم تخربه اسرائيل عند انسحابها في 1982، وأن يتم تطوير قطاع غزة الموسع وتصنيعه بمساعدة اسرائيل والغرب وصناديق دولية). وحتى لو انسحبت اسرائيل الى خطوط 1967 فلن يكون للفلسطينيين ما يكفي من الاراضي (نحو من 5500 كم مربع) كي يصرفوا امور دولة قابلة للبقاء. إن النقص من الارض سيسبب اختناقا وغليانا شعبيا عاما ينفجر الى داخل اسرائيل، ويمكن اقناع الامريكيين وسائر الجهات المتقدمة في العالم بمنطق الاقتراح كي تستعمل تأثيرها في الرئيس حسني مبارك المتعلق بها.
وانفجر أحد حاضري المؤتمر قائلا: «هل يعطون مثل هذا الكلام العجيب منبرا في مؤتمر هرتسليا؟» (وقد أُعطيت المنبر في سنوات اخرى ايضا). وكان هناك من غضوا ابصارهم وكأنهم يشاهدون منظرا محرجا في ساعة عرض. ونهض السفير الاردني فاحتج بصوت عال وخرج من القاعة وتبعه المصري.
وعُرضت الفكرة في منتديات اشتغلت برسم خطوط انسحاب لمختلف خطط السلام، ولم يُخف أكثر السامعين رأيهم بأن الاقتراح «لا يقبله العقل ألبتة». واذا كانوا قالوا ذلك فانه توجد خطة البروفيسور يهوشع بن آريه وأساسها أن تمنح مصر الفلسطينيين في غزة اراضي وأن تعوضهم اسرائيل بأراض في النقب. وهذا المنطق «يقبله العقل».
وعلى عكسهم لم يرفض المتباحثون ولا سيما غير اليهود في حلقات دراسية في الخارج ـ ممن يملكون عقول غير اليهود السديدة ـ لم يرفضوا الاقتراح.
«من العدل أن تمنح مصر الفلسطينيين الذين يعيشون في زحام في ظروف شائنة في أحد اكثر الاماكن اكتظاظا في العالم – أن تمنحهم مساحة ارض رمزية»، رد شخص رفيع الشأن في وزارة الخارجية في واشنطن وأكد قائلا: «لكن يجب على اسرائيل على كل حال أن تنسحب الى خطوط 1967». ووجد معهد «تشاتم هاوس» وهو معهد البحث الملكي البريطاني (المؤيد للعرب)، وجد أن الفكرة تستحق البحث، بل اصدرها في نسخة رسمية تشمل افكارا اخرى لحل المشكلة الفلسطينية.
لم تتطرق حكومة اسرائيل الى الآن بصورة رسمية الى استعداد رئيس مصر ورفض أبو مازن. ويبدو أنه يصعب عليها ايضا أن تفيق من هول اجراء السيسي الذي لا يكف عن مفاجأتنا، فهو في هذه المرة مستعد لأن يتبرع باراض للدولة الفلسطينية وهو يعفي بذلك اسرائيل في واقع الامر من مسؤوليتها وحدها عن المشكلة. ولو أن السيسي بسط اقتراحه في مؤتمر هرتسليا لكان من المعقول جدا أن يُحكم عليه في نظر عدد من المشاركين – الذين يعتبرون في المؤسسة الامنية والاقتصادية والاكاديمية والسياسية في الدولة – على أنه رجل غريب الاطوار إن لم نقل اسوأ من ذلك.

إسرائيل هرئيل
هآرتس 14/9/2014

صحف عبرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Naeem:

    هذا هراء وفشل ذريع من الصهاينة وسيخرجون من فلسطين صاغرون باذن الله ؟؟؟
    لابديل عن اراضي فلسطين كاملة ؟؟
    واللذين يهمسون من تحت الطاولة او من فوفها ويتعاونون من الصهاينة مصيرهم الفشل ومزبلة التاريخ كما سبقهم خيرهم من قبل ؟؟؟؟
    وسنرى ؟؟ الشعب الفلسطيني عظيم والشعوب العربية عظيمة لاتقبل الذل ولاتقبل المساومة على ارض فلسطين وكل فلسطين ؟؟
    والعار والذل للمستعربين الصهاينة

  2. يقول محمد طاهات / عضو في رابطة الكتاب الأردنيين:

    بسم الله الرحمان الرحيم , وبالله نستعين , وبعد .
    كيف لهذا السيسي أن يمنح هذه الأرض للفلسطينيين , هل هذه الأرض ملكه ورثها عن أبيه , هل المنح حبا بالفلسطينيين أم حبا لإسرائيل صديقته العزيزة , لماذا لايطالب ‘سرائيل بعودة اللاجئين الى فلسطين , إن كان حبا للفلسطنيين لماذا يغلق معبر رفح , المعبر الوحيد لأهل غزة ؟ هل السيسي في عقلة أم في عقلة وشة ؟ عجبي

  3. يقول خليل ابورزق:

    القضية ليست قضية لاجئين و لا قضية حدود. القضية ان وجود اسرائيل في المنطقة هو مشروع صهيوني استعماري الهدف منه السيطرة على المنطقة.
    لقد يذل الغرب و يبذل و سيبذل كل جهد و نفقة لضمان امن اسرائيل فهل تعتقدون ان ذلك حبا في اليهود او كرها في العرب. الغنيمة هي الشرق كله
    وجود اسرائيل و لو كان على جزيرة اصطناعية بالبحر او مركبة فضائية في الفضاء هو المشكلة لانه عدوان على المنطقة و عامل عدم استقرار و مانع للتقدم و التوحد.
    هكذا علمنا التاريخ المعاصر على مدى اكثر من قرن و هكذا تعلمنا من تاريخ المنطقة القديم من ايام الصليبيين و ما قبلهم

  4. يقول زهير دواق الجزائر:

    اذا كان البعض يرى عدم جراة السيسي قبول ما يتداوله الاعلام الصهيوني وكبار قادة الكيان .. فانا اقول لكل من ينحو هذا المنحى لقد اخطأت , فالذي قتل المئات ونكث يميينه امام الملايين , وخان رئيسه المنتخب شعبيا , يمكنه ان يفعل ما لا يتبادر الى الاذهان .. السيسي لا يختلف عن غيره من الحكام العرب الذين لا يهمهم سوى التشبث بمناصبهم وعروشهم .امكانية قيام كيان للفلسطينيين في سيناء أو اي مكان آخر من بلاد العرب أمر وارد اذا ارادته اسرائيل , خاصة بعد ان لطخ الكثير من حكام العرب ايديهم بدماء الشعود .. الم يسلّم عمر البشير باقامة دولة جنوب السودان بعد ان شعر بالخطر وهُدّد بالمحاكمة امام محكمة جرائم الحرب ؟؟. حكام العرب لا يمكنهم ان يقولوا لا لامريكا , واسرائيل لان لديهم ملفاتهم التي تعجّ بالفضائح .. هل نسينا أن تسيبي ليفي قالت بالفم الملآن انها عاشرت الكثير من المسؤولين الكبار العرب ؟؟. لا شك ان ذلك سُجّل بالصورة والصوت , وهو سلاح سيرغم الواقع في تلك الفضائح على تقديم كل ما يطلب منه ..السيسي يا من يعتقد انه لا يقوم بتقديم اراضي من سيناء لاقامة شيئ سيسمى دولة فلسطين , لا يمنعه من ذلك اي أحد بعد ان اعتلى كرسي الحكم على اشلاء المئات من الابرياء وعشرات الجثث المحروقة التي بُـثّت على المباشر ..لا اشك في ان ما يتناقله الاعلام الصهيوني فيه الكثير من الصحة . فقد صار الامر في حكم الممكن خاصة بعد أن بلغ حكام العرب درجة من الضعف لم نعهدها فيمن سلفوا .. الدول العربية التي لزمت الصمت طيلة واحد وخمسين يوما من العدوان الصهيوني على غزة والذي راح ضحيته ما يزيد عن الالفين ومئة شهيد , وما يربو عن 10800 جريح , يزيد عدد الاطفال عن الثلث في الشهداء وكذلك ضمن الجرحى . لا يمكن من لزم الصمت امام تلك الجرائم البشعة التي اقترفها الاسرائيليون أن يمتنع عن تقديم ما يحتاجون اليه . سواء كان ذلك ارضا أو عرضا أو شرفا أو اي شيئ آخر ..

  5. يقول عاطف - فلسطين - 1948:

    لا ادري كم اذا كان هذا الكلام صحيحا. يبدو لي انه مجرد بالون تجارب اسرائيلي لكي تنضج الفكرة وخاصة انه تم نشرها في جريدة يساريه اسرائيليه حتى تاخذ مصداقيه اكبر. اعتقد ان الفكرة في الاصل كانث فكرة شمعون بيريز وهو كان صاحب الفكرة وهذا ما تناساه الكاتب فلماذا لم يصف بيريز بالعجيب او اسوأ كما اراد وصف السيسي .

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية