مغنية سودانية تثير الغضب بقرارها الغناء في تل أبيب في أول سابقة

مصعب محمد علي
حجم الخط
2

الخرطوم-«القدس العربي» : أثارت الدعوة التي قدمتها الجالية السودانية في إسرائيل للمغنية السودانية هند الطاهر المقيمة في باريس، ردود أفعال متباينة؛ هناك من يرى أن قبول الدعوة يدخل في باب التطبيع وخيانة للقضية الفلسطينية، وطرف آخر قال إن زيارة إسرائيل والتعامل معها يحسمه حل القضية الفلسطينية والاعتراف بحقها.
كيف تمت الدعوة للمغنية هند، ولماذا وافقت عليها؟ في حديثها مع «القدس العربي»، قالت هند الطاهر إن الظروف الاقتصادية الطاحنة والحرب الدائرة في دارفور دفعت السودانيين إلى اللجوء لإسرائيل، ومن واجبها كمغنية أن تستجيب لدعوتهم، وأشارت إلى أن الدعوة إذا جاءتها من إسرائيل كدولة، كانت ستقابلها بالرفض. وأكدت أن الزيارة تعد مجازفة، مضيفةً: «لكن هناك ما يستحق أن نجازف من أجله، وهم السودانيون المقيمون في إسرائيل، لكونهم يعيشون في أقاصي الدنيا».
هند الطاهر ألمحت إلى أنها ليست في مقام السياسيين حتى تتحدث عن التطبيع من عدمه، وطالبت بعدم الزج بالأمر الفني في الفعل السياسي، وضربت مثلاً بالمغنية الإسرائيلية راشيل، التي تغنت قبل فترة بالأغنية السودانية الشهيرة القمر بوبا، والتي -كما قالت- ذاع صيتها وسط السودانيين حسبما ذكرت، وقابلها المستمعون بالإعجاب، وتناسوا أصولها الإسرائيلية. وقالت إنها ستحيي حفلين في تل أبيب وإيلات يومي 13 -20 سبتمبر/ آب الجاري.
الروائي السوداني منصور الصويم يرى أن الموافقة على الدعوة تعد خطوة نحو التطبيع، وأن الشعب الفلسطيني يواجه ظلماً يستدعى التعاطف معه، والوقوف إلى جانبه، وأن الكيان الإسرائيلي اغتصب أرضه. وقال إن زيارة إسرائيل في هذا التوقيت بمثابة خيانة للثورة السودانية التي نادت بالحرية والعدالة والسلام، ما يحتم علينا مناهضة كل أشكال التعسف والجرائم المرتكبة في كل بقاع الأرض.
ويضيف منصور أن الذاكرة الشعبية السودانية لديها تصورات لا يمكن تجاوزها عن إسرائيل وهي دولة ظلم، وانتقد الصويم الموقف العربي الذي يراه متخاذلاً حيال القضية الفلسطينية، فقد ارتفعت أصوات تنادي بإقامة علاقات مباشرة مع دولة الكيان، وفي ذلك خذلان دفع السودانيين إلى اللجوء إلى إسرائيل، بدلاً عن الدول العربية.
أما الموسيقار أنس العاقب، فقال لـ «القدس العربي» إن زيارة هند الطاهر إلى إسرائيل تفتح المجال لأسئلة عديدة، منها التوقيت الذي تمت فيه الزيارة، وهي ليست مصادفة، مشيراً إلى أن الفنانة هند تتمتع بشعبية جارفة وسط السودانيين، ما يضع أيضاً علامات استفهام.
ويضيف إن التطبيع مع إسرائيل لم يعد أمراً خافياً؛ فهناك دول عربية مثل السعودية التي تجتمع وتحتفل مع دولة الكيان في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.
إلى ذلك، قال إن زيارة هند الطاهر إلى إسرائيل لا تخرج من السياق العربي المتهافت الآن مع الكيان الإسرائيلي.
إلى ذلك، قالت الممثلة المصرية، هويدا الحسن، إن الفنان ليس مضطراً للذهاب إلى إسرائيل، والذهاب إليها يعني الاعتراف بوجودها، وبذلك تضيع حقوق آخرين. وإن الصراع القائم الآن ديني وقومي، ويجب النظر إلى إسرئيل كدولة محتلة، وتقوم بأفعال ضد الإنسانية.
وذكرت أن بلادها طبعت مع إسرائيل نتيجة معاهدة السلام التي أبرمها السادات في وقت لم يك أمامه أي خيار سوى ذلك، حين تم التهديد بضرب القاهرة.
الكاتب والإعلامي خالد عويس يؤكد أن الوقوف مع الحق الفلسطيني لا يصدر عن أيديولوجيا، إنما عن ما يمليه الضمير الإنساني، وأضاف: «كما وقفت الأمة السودانية مع نضالات مانديلا وهوشي في فيتنام ولومببا، ومثلما نصر الجيش الكوشي النوبي اليهود وألحق بالأشوريين هزيمة ساحقة في عهد تهارقا، يرى أنه من الصعوبة قبول فكرة التطبيع، إلا إذا نال الفلسطينيون حقوقهم.. عندها لكل حادث حديث، ونبه إلى ضرورة التفريق بين اليهود وإسرائيل والصهاينة.
عويس اتفق مع وزير الشؤون الدينية والأوقاف في الحكومة السودانية الجديدة نصر الدين مفرح، الذي دعا يهود السودان إلى العودة ويرى أن ذلك حق، وأضاف: «نحن، السودانيين، نرغب في تأسيس دولة التنوع والتعدد والانفتاح على العالم».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول alaa:

    ولم لآ.. الشعب السوداني قام بثورة ثم سلم العسكر القتله مفتاح الحكم مرة أخري وطبعآ هذآ العسكري مدعم من الصهاينه فلماذآ نستغرب .

  2. يقول محمد:

    أولاً التحية للجميع ، كلنا نعرف تماماً أن
    هند الطاهر ليست مغنية إنما الهجرة هي من فرضت عليها هذا المنحى ، فهي بعيدة كل البعد عن هذا المجال.

إشترك في قائمتنا البريدية