نبيل القروي يواصل إثارة الجدل بعد إعلان حزبه انتقاله للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية

حجم الخط
0

تونس: يواصل قطب الإعلام التونسي نبيل القروي صاحب الشخصية السجالية إثارة الجدل مع إعلان حزبه انتقاله الى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية وهو قيد التوقيف.

واستنادا لنتائج مؤسستين لاستطلاع الرأي، فقد انتقل القروي وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد للدورة الثانية للانتخابات التي شهدت جولتها الأولى إقبالا ضعيفا.

انتقل القروي وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد للدورة الثانية للانتخابات التي شهدت جولتها الأولى إقبالا ضعيفا

وأثار إعلان القروي ترشحه للانتخابات الرئاسية قلق دوائر الحكم، إلى حد أن البرلمان أقرّ في حزيران/يونيو الماضي تعديلا للقانون الانتخابي تقدمت به رئاسة الحكومة ينصّ على رفض وإلغاء ترشح كل من يتبين قيامه أو استفادته من أعمال ممنوعة على الأحزاب السياسية خلال السنة التي تسبق الانتخابات التشريعية أو الرئاسية.

غير أن الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي لم يوقع على التعديل، تاركا الباب مفتوحا أمام القروي للمشاركة.

وقال مساعد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف ابراهيم بوصلاح  في مقابلة سابقة تعليقا على امكانية فوز القروي: “إنها القضية الأولى من نوعها في تونس. يجب ان أقول هنا إننا سنكون أمام فراغ في حال فوزه، وسنكون في مأزق قانوني”.

أسس القروي حزب “قلب تونس” ودخل به الانتخابات، لكن تم توقيفه قبل انطلاق الحملة الانتخابية وسجنه، فتولت زوجته التي تعمل بشركة “مايكروسوفت” مواصلة حملته.

بوصلاح: “انها القضية الأولى من نوعها في تونس. يجب ان أقول هنا إننا سنكون أمام فراغ في حال فوزه، وسنكون في مأزق قانوني”

وأعلن القروي، مؤسس قناة “نسمة” التلفزيونية الخاصة، في 2 آب/أغسطس ترشحه للانتخابات الرئاسية، وخاض الحملة على رأس حزبه الذي أسسه حديثا.

ويواجه القروي (55 عاما) العديد من القضايا ضده وضد قناته التي كانت مقربة من دوائر الحكم سابقا.

“غياب الشفافية”

ونبيل القروي رجل تسويق بامتياز، شغل مناصب إدارة أعمال في شركات “كولغيت” و”بالموليف” ثم “هينكل” الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قبل أن يؤسس مع شقيقه غازي القروي شركة “قروي أند قروي” للإعلام والإشهار عام 2002.

ومع اندلاع الثورة التونسية في 2011 أصبحت قناته التلفزيونية “نسمة تي في” التي كانت متخصصة في برامج الترفيه تحظى بمتابعة واسعة من قبل التونسيين، وخصوصا عندما انتقلت الى بثّ البرامج الإخبارية الناطقة باللهجة العامية.

وأثار بث القناة في نهاية 2011 فيلم “بيرسيبوليس” الفرنسي الإيراني جدلا في البلاد بسبب تجسيده صورة الذات الإلهية، ما تسبب بفرض غرامة على القروي بقيمة 1,200 يورو بتهمة “تعكير صفو النظام العام”، كما حاول متشددون مهاجمة منزله.

وكثيرا ما واجه القروي انتقادات واسعة واتهامات بتسخير قناته التلفزيونية لخدمة حملة الباجي قائد السبسي للرئاسة عام 2014، وهو قدّم استقالته في نهاية المطاف من القناة في عام 2016 وانضم لاحقا إلى حزب “نداء تونس” الرئاسي.

وقررت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري المكلفة منح التراخيص القانونية للمؤسسات الاعلامية في تونس ومراقبتها، منع قناة “نسمة” من تغطية الحملات الانتخابية لاتهامها بمحاولة “التأثير على مفاصل الدولة”.

وكانت الهيئة تؤكد على باب الشفافية حول مداخيل القناة ورأسمالها الذي يملك فيه رئيس الوزراء الايطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني نصيبا.

وقال رئيس الهيئة النوري اللجمي: “تم اتخاذ القرار المشترك بين الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري والهيئة العليا المستقلة للانتخابات”، وهو يشمل إضافة إلى “نسمة” كلا من تلفزيون “الزيتونة” وراديو “القرآن”.

والقروي مستهدف بتحقيق قضائي يجريه القطب القضائي والمالي منذ 2017، إثر قضية رفعتها ضده منظمة “أنا يقظ” بتهمة التحايل الضريبي، على ما أعلن الناطق الرسمي باسم القطب سفيان السليطي.

كما رفعت المنظمة ذاتها قضية أخرى بحق القروي في 20 نيسان/أبريل 2017 بتهمة “التعنيف” و”القذف”، وسرعان ما شهدت القضية تصعيدا مع تسريب تسجيل يبدي فيه القروي استعداده لشن حملة تشويه لسمعة أعضاء المنظمة، ما أثار فضيحة في حينه.

كما تم تجميد ممتلكات وأصول القروي ومنعه من السفر خارج البلاد الى اليوم.

“خيرية”

تمكن نبيل القروي في السنوات الأخيرة من تكوين صورة رجل الأعمال الناشط في المجال الخيري بتوزيعه إعانات للعائلات والأشخاص الذين يعانون الفقر في المناطق الداخلية من البلاد.

ولعب البرنامج التلفزيوني الأسبوعي “خليل تونس” (نسبة لاسم ابنه الذي توفي في حادث مرور عام 2016) الذي يبث أسبوعيا على قناته “نسمة” دورا كبيرا في ذلك.

ويتنقل القروي بين قرى تونس المعزولة بمظهر شبابي وشعره الأبيض وقامته الرهيفة، فيصغي الى السكان وشكاويهم من صعوبة الحياة مع ارتفاع التضخم ونسبة البطالة التي تطال أعدادا كبيرة من شبابهم.

ويقول القروي: “خليل تونس قربني من الناس ومن فهم المشاكل الاجتماعية الكبرى في البلاد. التواصل المباشر مع الناس أثر فيّ كثيرا ومنذ مطلع عام 2019 فكّرت في الترشح للانتخابات”.

ويرى علاء الطالبي رئيس “المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية” أن الرجل “يدرك جيدا ما يفعل، وتمكن من خلال تلفزيونه والأعمال الخيرية التي يقوم بها من الدخول الى بيوت المهمشين”.

ويوضح الطالبي أنه “في غياب مؤسسات الدولة، من السهل علي (القروي) ملء هذا الفراغ” وكسب تعاطف الناس.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية