رام الله – غزة – “القدس العربي”:
بدأت سلطات الاحتلال الأحد بعمليات قطع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من مناطق حيوية بالضفة الغربية، بحجة وجود ديون لصالح شركة الكهرباء الإسرائيلية التي تغذي المناطق الفلسطينية بالطاقة، وهو ما دفع وزارة الصحة الفلسطينية للتحذير من مخاطر هذه العملية، التي تأتي في سياق عمليات “العقاب الجماعي” التي تنفذها إسرائيل.
وظهر الأحد، بدأت شركة الكهرباء الإسرائيلية بشكل عملي بتقنين وقطع التيار الكهربائي، ضمن عملية مبدئية لساعات محددة، وتستمر حتى إشعار آخر.
وجاءت عملية القطع التي نفذتها شركة الكهرباء الإسرائيلية بموافقة من الحكومة الإسرائيلية، وشملت ثلاث محافظات هي القدس ورام الله وبيت لحم، بحجة تراكم ديون تلك الشركة على شركة كهرباء القدس التي تقوم بدورها بتغذية أغلبية المناطق الفلسطينية بالتيار الكهربائي.
واتهم رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية، ظافر ملحم، شركة الكهرباء الإسرائيلية بابتزاز الحكومة بخطوتها تقليص التيار الكهربائي، وقال: “هذا القرار المجحف يهدف إلى حمل الحكومة على توقيع اتفاقية تحمل تكلفة عالية، ولا تسمح لشركة النقل الوطنية بالعمل في المناطق المصنفة ج”، مؤكدا أن القرار يأتي في إطار العقاب الجماعي لشعبنا.
والأسبوع الماضي، تسلمت شركة كهرباء القدس إنذارا أخيرا من الشركة الإسرائيلية، وأبلغتها أنها ستقوم بموجبه بالبدء بتقنين أو قطع التيار الكهربائي عن بعض مناطق امتياز الشركة، وذلك بتاريخ الثاني والعشرين والثالث والعشرين من الشهر الجاري.
وكان هشام العمري، رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس ومديرها العام، قال إن إجمالي الدين المستحق على شركة كهرباء القدس يبلغ 1.3 مليار شيكل (الدولار الأمريكي يساوي 3.5 شيكل)، منها 600 مليون شيكل تم تجميدها خلال تفاهمات سابقة مع الحكومة والشركة الإسرائيلية.
وتعتمد المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية بنسبة 91% على الكهرباء التي تصل من الشركة الإسرائيلية، وخلال الفترة الماضية ظهرت هناك العديد من المحاولات لتخفيف الاعتماد على إسرائيل في مصادر الطاقة، من خلال إقامة محطات توليد كهرباء، لكن قدرة هذه المحطات لا تزال محدودة.
وأكدت شركة كهرباء القدس، الجهة التي من خلالها يتم توريد كهرباء الشركة الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية، أن عملية القطع هذه سيكون لها تداعيات خطيرة على كافة مناحي الحياة، خاصة المؤسسات الطبية، ودعت المواطنين لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، معتبرة أن الخطوة الإسرائيلية تمثل “عقابا جماعيا”.
وستطول عملية قطع التيار الكهربائي المناطق التي توجد فيها آبار مياه تغذي مناطق واسعة في الضفة الغربية، وهو ما من شأنه أن يخلق أزمة كبيرة ويتسبب في نقص حاد في إمدادات المياه للمنازل.
وقد حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، من تبعات إقدام إسرائيل على فصل التيار الكهربائي عن ثلاث محافظات فلسطينية، وتأثير ذلك على حياة المرضى، وجميع المواطنين بشكل عام، إضافة إلى تأثيره على الأدوية والمطاعيم المحفوظة في الثلاجات.
وقالت إن فصل التيار الكهربائي سيلحق الضرر بالمرضى وأدويتهم التي يحفظونها في ثلاجات منازلهم، إضافة إلى تأثيره بشكل عام على كافة المواطنين وصلاحية الأغذية التي تحتاج إلى برادات، عدا عن تأثيره على الأدوية والمطاعيم المحفوظة في ثلاجات المراكز الصحية وعيادات الرعاية الصحية.
وأكدت أن أي انقطاع للتيار الكهربائي عن ثلاجات الأدوية والمطاعيم في المراكز الصحية سيؤدي إلى الإضرار بها والتأثير على فعاليتها، خصوصاً أن تلك الأدوية تحفظ على درجات حرارة متدنية، ومنها ما يحتاج إلى التفريز الدائم خلال فترة الحفظ.
وشددت على أن هذه الخطوة الخطيرة تعد “عقاباً جماعياً لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، حيث لم تراع أي ميثاق أو عرف أو قانون دولي في خطوتها هذه”، وحملت وزيرة الصحة دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى الفلسطينيين، وأي مضاعفات ربما تحدث لهم، مناشدة في الوقت ذاته المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي للتدخل والضغط على الاحتلال لإيقاف هذا العقاب الجماعي.