القائمة المشتركة أمام خيار الوصاية بغانتس

حجم الخط
0

أجل، هذه قائمة المرشحين لمنصب رئيس الحكومة بعد الانتخابات الأخيرة: بنيامين نتنياهو أو بني غانتس. للأسف، لا يوجد أي نلسون مانديلا، ولا دي كلارك، الذي فتح بوابة المصالحة في جنوب إفريقيا. وللأسف، يجب إجراء الانتخاب مما هو في الواقع وليس مما هو في خيالنا.
ولكن، من أجل التسهيل على إخوتنا في القائمة المشتركة الذين سيقابلون الرئيس اليوم، نقول إن المواطنين العرب اعتادوا القول في محطات حياتهم المليئة بالمعاناة واللامعقول: “ما يدفعك إلى المر، الأمر منه”. ولكن هذا غير كاف، وإليه نضيف بأن تحدي ممثلي المجتمع العربي والديمقراطيين اليهود هو كيف نمضي إلى مكان أفضل. إن العالم يتغير، وكذا أبناؤه أيضاً. في عام 1992 أيد أعضاء الكنيست من حداش وراعم إسحق رابين، الذي لم يكن خيارهم. وبعد ذلك تم ضخ موارد محترمة لصالح السكان العرب. ومن نافل القول التذكير هنا بالاعتراف المتبادل بين إسرائيل وم.ت.ف واتفاق أوسلو.
في الوقت الحالي، من المهم القول إن المجتمع العربي الذي خرج بجموعه إلى صناديق الاقتراع من أجل تأييد القائمة المشتركة هو مجتمع ينزف ويلعق جراحه. وفي نهاية الأسبوع قتل أربعة شباب من أبنائه في أحداث عنف في أماكن مختلفة في البلاد.
نقول لأعضاء الكنيست من القائمة المشتركة: إذا لم تستخدموا كل إمكاناتكم لمحاربة الجريمة، واشتراط توصيتكم برئيس الحكومة المقبل بخطة قطرية لمحاربة الجريمة، تقف على رأس مهام الحكومة المقبلة، فإنكم تخونون دوركم. تذكروا جيداً بأنه في إطار توصيتكم برئيس الحكومة المقبل إذا سمحتم لقانون كامنتس بمواصلة حملة الهدم الوحشية لمزيد من البيوت في القرى العربية، بدون وقفه، فأنتم تخونون المهمة التي ألقاها عليكم الجمهور. وإذا لم تعملوا أيضاً في إطار شروط التوصية برئيس الحكومة المقبل على تغيير قانون القومية المميز والمقسم، فإنكم تخونون الثقة التي حصلتم عليها.
عشية الانتخابات زادت قوة القائمة المشتركة في محطتين. مرة بعد تصريح أيمن عودة بأنه مستعد لتأييد -بشروط معينة- حكومة غانتس، ومرة عندما جدد نتنياهو حملة التحريض ضد المصوتين العرب. هذه المحطات تعلم بأن الجمهور العربي يريد الكنيست فقط كمنصة للتصريحات العلمية أو الاحتجاجية. هو يريد من ممثليه أن يؤثروا أيضاً على سير حياته وكذلك على تشكيل وجه الدولة. مثلاً، ماذا بشأن سن قانون يفرض على قنوات الإذاعة العامة، الراديو والتلفاز، بأن يكون 20 في المئة من نجومها هم من العرب؟ حقاً!
شعار القائمة المشتركة الأول هو إقصاء نتنياهو. ولكن في هذه اللحظة بدون أن توصوا بغانتس، مع قائمة مطالب عادلة بالطبع، فإن هذا الأمر لن يتحقق. لنتنياهو 55 عضو كنيست مستعدون وجاهزون أن يوصوا به، في حين أنه بدون تأييد أعضاء الكنيست للقائمة المشتركة سيبقى غانتس مع 44 عضو كنيست يوصون به وستعود الكرة لنتنياهو.
أمن أجل ذلك كبدتم مئات الآلاف من المواطنين العرب واليهود عناء الخروج والتصويت لكم؟ من لا يوصي بغانتس، فهو عملياً يوصي بنتنياهو المحرض والمقسم وعدو العرب، وعدو كل يهودي لديه رائحة ديمقراطية. نقطة.

بقلم: عودة بشارات
هآرتس 22/9/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية