الناصرة – “القدس العربي”:
من المفترض أن يلتقي مجددا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس حزب أزرق أبيض المعارض بيني غانتس، الأربعاء، من أجل محاولة استكمال الاتصالات لتشكيل حكومة وحدة وطنية برعاية رئيس إسرائيل.
وفي الأثناء، قال نتنياهو لشركائه في كتل اليمين إنه ملتزم بما أكده لهم من قبل بأنه لن يتنازل عنهم كشركاء. وفي اللقاء بينهما، قال غانتس إنه يوافق مبدئيا على حكومة وحدة شريطة أن يتولى هو رئاستها في النصف الأول من فترتها.
وكان رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين قد جمع نتنياهو وغانتس الأحد، وعرض عليهما صيغة لتحالف وحدوي. وشرع مندوبان عن الحزبين في مفاوضاتهما الثلاثاء، لكن مصادر مقربة منهما أبدت تشاؤما حيال احتمالات نجاح المفاوضات الائتلافية بسبب عمق الفوارق بين الجانبين في القضايا الجوهرية.
يشار إلى أن 55 نائبا من بين 120 (عدد نواب الكنيست) قد أوصوا بنتنياهو، بفارق مقعد عن غانتس الذي تراجع عدد النواب الذين أوصوا به بثلاثة أصوات بعدما أعلن حزب التجمع الوطني الديمقراطي عن رفضه الالتزام بموقف القائمة المشتركة (13 مقعدا) التي أوصت بغانتس قبل ثلاثة أيام. من جهته أعلن حزب إسرائيل بيتنا برئاسة أفيغدور ليبرمان (8 نواب)، عن عدم توصيته بأي من المرشحين لرئاسة الحكومة.
وبعد اللقاء مع نتنياهو، كتب غانتس لأعضاء كتلته موضحا أنه التقى نتنياهو استجابة لطلب ريفلين في مقره. وتابع: “في اللقاء جرى حديث موسع عن الوحدة”، منوها إلى أن الوحدة كانت موقفا معتمدا معلنا لديه قبيل الانتخابات. وتابع غانتس: “أوضحت لنتنياهو أن الطريق للوحدة تمر عبر القضايا الجوهرية وعبر الأمور التي وعدنا بها جمهور ناخبينا، والجمهور اختار التغيير. ليس لدينا نية للتنازل عن ريادتنا ومبادئنا أو عن شركائنا الطبيعيين لهذا الطريق”.
يشار إلى أنه في ختام لقائهما، كان نتنياهو وغانتس قد أصدرا بيانا مشتركا قالا فيه إنهما استجابا لطلب رئيس الدولة وتباحثا في مقترح حكومة وحدة، موضحين أنهما سيلتقيان الثلاثاء لدى ريفلين.
وبالتزامن، واصل مندوبو الحزبين تبادل الاتهامات، إذ نقلت صحيفة “معاريف” عن مسؤولين في أزرق أبيض هجومهم على نتنياهو، وقالوا إنه خلال اجتماعه بغانتس تحدث باسم الليكود فقط ولم يتطرق لشركائه في اليمين، وتابعوا وفقا للصحيفة: “هناك فارق كبير بين تصريحاته الإعلامية حول تفاوضه باسم 55 نائبا وبين ما جرى داخل الغرفة المغلقة، حيث تحدث فقط باسم حزبه الليكود.
وتابعت هذه المصادر: “لم يصمم نتنياهو على الحديث عن الكتلة الواسعة المكونة من حزبه وبقية أحزاب اليمين لأنه يدرك جيدا أنه لا يمكن التوصل لوحدة. والمفاوضات تجري بين حزبي الليكود وأزرق أبيض فقط ولاحقا سيتم ضم أحزاب صغيرة، ويبدو أن تصريحات نتنياهو للإعلام تهدف لضمان الهدوء داخل كتلة اليمين برئاسته”.
يشار إلى أن أزرق أبيض صرح مرارا وتكرارا قبيل الانتخابات أنه لا مجال لحكومة وحدة وطنية بالتناوب مع نتنياهو كونه متهما بالفساد ومن المحتمل أن تقدم ضده لائحة اتهام خطيرة في الشهر القادم، بعد جلسة استماع من المقرر أن يجريها المستشار القضائي للحكومة. وهذا ما يرفضه نتنياهو الذي يسعى لحكومة وحدة برئاسته في النصف الأول من ولايتها على الأقل، أملا أن تتاح له فرصة لمواصلة تشريع قوانين تجعله محصنا أمام القضاء والمحاكمة وتقيد صلاحية المحكمة العليا وتمنعها من التدخل وإلغاء قوانين غير ديمقراطية.
ويسعى نتنياهو لشق صفوف كتلة أزرق أبيض المكونة من أربعة أحزاب وضم إحداها أو حزب العمل لائتلاف بزعامته. في المقابل، يسعى أزرق أبيض لإقناع واحدة من كتلتي المتدينين المتزمتين (الحريديم) بترك كتلة اليمين برئاسة نتنياهو والانضمام لحكومة غانتس.
كما ينتظر أزرق أبيض مبادرة بعض أعضاء الليكود بالتمرد على رئيسهم نتنياهو والتخلص منه وبناء حكومة وحدة مع غانتس وفق ما يؤكده مراقبون كثر. هذه الحالة من التعادل بين القطبين، خاصة بعد استنكاف حزب التجمع عن التوصية بغانتس بعكس بقية أحزاب المشتركة، من شأنها ألا تفضي لشيء وتدفع إسرائيل لجولة انتخابات ثالثة في مطلع العام القادم.