الناصرة ـ «القدس العربي» : صادقت المحكمة المركزيّة في القدس المحتلة على قرار سلطات الاحتلال بعدم منح تصاريح خروج من قطاع غزة لغالبية لاعبي وطاقم نادي «خدمات رفح»، بهدف المشاركة في مباراة إياب نهائي كأس فلسطين لكرة القدم في مدنية نابلس أمام نادي «شباب بلاطة».
وجاء قرار محكمة الاحتلال خلال جلسة أمس إثر طلب من جمعية «مسلك» الحقوقية الإسرائيلية للبت في الالتماس باسم لاعبي وطاقم الفريق، ضد رفض طلباتهم للحصول على تصاريح خروج إلى الضفة الغربية.
وقدمت النيابة الإسرائيليّة خلال الجلسة ملفات لمعاينة قاضي الاحتلال فقط، تتضمن، حسب ادعائها، معلومات عن اللاعبين والطاقم. وبناء على ذلك قرر القاضي المصادقة على توصية المخابرات العامة (الشاباك) برفض طلبات خروج 23 من اللاعبين والطاقم (من أصل 35 طلبًا)، بحجة أنهم يشكلون «خطرًا أمنيًّا» وأوصى بشطب الالتماس. وقالت «مسلك»: «عمليًا، فإن قرار المحكمة يحبط بشكل غير منطقي وغير معقول إقامة هذه المنافسة الرياضيّة الهامة»، موضحة أنه منذ أكثر من شهرين تمنع إسرائيل نادي «خدمات رفح»، حامل كأس قطاع غزّة لكرة القدم، من الخروج إلى الضفّة الغربيّة للمشاركة في مباراة إياب نهائي كأس فلسطين أمام فريق مخيّم بلاطة، حامل اللقب في الضفّة الغربيّة، على أن يمثّل الفريق الفائز فلسطين في دوري الأبطال الآسيويّ.
وكانت مباراة الذهاب عُقدت بين الفريقين في 30 حزيران/ يونيو في قطاع غزّة وانتهت بتعادل (1-1)، بينما كان من المزمع عقد مباراة الإياب في 3 تمّوز/ يوليو. وقُبيل مباراة الإياب قدّم فريق «خدمات رفح» طلبات مفصّلة للسلطات الإسرائيليّة لإصدار تصاريح خروج 22 لاعبًا و13 عضو طاقم تدريب وإدارة. وقبل ثلاثة أيّام من موعد المباراة تم إبلاغ الناطق بلسان الفريق بقبول أربعة طلبات فقط، بينها طلب للاعب واحد فقط، فيما تم رفض 31 طلبا «لأسباب أمنيّة».
وإثر القرار الإسرائيليّ، تم تعيين موعد بديل للمباراة يوم 25 أيلول/ سبتمبر الجاري. وفي يوم 21 آب/اغسطس، قُدّمت مُجددًا إلى منسّق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينيّة طلبات تصاريح مُرفقة بجميع الوثائق اللازمة. ويوم الإثنين، 16 أيلول/ سبتمبر الجاري، أصدر المنسّق قرارًا بقبول 11 طلبا فقط، من بينها خمسة طلبات لا غير للاعبي الفريق.
من جهتها، قدّمت جمعيّة «مسلك» الأسبوع المنصرم، التماسًا للمحكمة المركزيّة في القدس المحتلة، طالبت فيه بإصدار تعليمات لما يعرف بمنسّق أعمال الحكومة بالسماح بخروج الفريق.
وشدّد الالتماس على أن كأس فلسطين هو مشروع معترف به من قبل الاتحاد العالمي لكرة القدم (فيفا)، وأنّ تأجيل المباراة مجددًا قد يؤدّي إلى منع مشاركة الفريق الفائز في دوري أبطال آسيا. يُذكر أن هذا النوع من اللقاءات الرياضيّة يندرج ضمن المعايير الضيّقة التي تتيح فيها إسرائيل التنقل بين شطريّ المنطقة الفلسطينيّة. وتؤكد «مسلك» أن هذه حالة أخرى تُظهر الجهود التي تبذلها إسرائيل لمنع التنقّل بين شطري المنطقة الفلسطينيّة، وذلك في إطار ما تطلق عليه «سياسة الفصل» بين الضفة الغربيّة وقطاع غزّة، التي تؤدي إلى ضرب المجتمع الفلسطينيّ وتمزيقه. مشددة على ان هذا الانتهاك الخطير لحقوق اللاعبين، يشكل في هذه الحالة عمليّة فرض وإجبار بخصوص من سيمثّل فلسطين في حدث عالميّ بحجم دوري أبطال آسيا.