المغاربة يتفاعلون مع الإعلان عن تعرض الملك محمد السادس لوعكة صحية

محمود معروف
حجم الخط
15

الرباط ـ “القدس العربي”: تفاعل المغاربة مع بلاغ للديوان الملكي يتحدث عن إصابة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، بوعكة صحية، البلاغ الذي وصف أنه استمرار لانفتاح القصر على المواطنين وإطلاعهم على الحالة الصحية لملكهم.

وأفاد البلاغ للديوان الملكي أن الملك محمد السادس تعرض لالتهاب الرئتين الفيروسي الحاد، ولهذا السبب، أوصى الطبيب الخاص للملك بخلوده لفترة راحة طبية لبضعة أيام.

وأضاف البلاغ أن الملك قد قرر السفر إلى فرنسا من أجل تقديم التعازي لأسرة وأقارب الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، في إطار خاص، وذلك اعتباراً للعلاقات الوطيدة والعميقة التي جمعت على الدوام العائلتين ولروابط المحبة والتقدير الخاصة التي يكنها جلالة الملك لهذا الصديق الكبير للمغرب”.

إشارة إلى مضي القصر نحو مزيد من الانفتاح والتواصل مع الرأي العام من خلال إطلاعه على حالته الصحية

وجرت العادة في المغرب أن الملوك لا يشاركون في مراسم التشييع، ويكتفون بإرسال برقيات التعازي، ولأن العلاقة الخاصة والقوية بين الملك محمد السادس وقبله والده الحسن الثاني، فإن العاهل المغربي قرر أن يتوجه إلى باريس لتقديم واجب العزاء لعائلة جاك شيراك، وقام ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، بتمثيل الملك في المراسيم الرسمية لجنازة الرئيس الفرنسي الراحل.

واعتبرت أوساط مغربية أن بلاغ الديوان الملكي عن مرض الملك إشارة إلى مضي القصر نحو مزيد من الانفتاح والتواصل مع الرأي العام، في إطلاع المغاربة على الوضعية الصحية لملكهم، بعدما كان ذلك محط سرية وموضع تعتيم وتكتم في العقود الماضية، وبالأخص في فترات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، أيام حكم الملك الراحل الحسن الثاني، الذي رحل 1999 دون أن يعرف المغاربة رسمياً مرضه، الذي تم اكتشافه 1995، وسبب وفاته وكانوا يستقون أخباراً من هذا القبيل أو ذاك عن طريق وسائل الإعلام الأجنبية؛ الفرنسية والإسبانية منها على وجه الخصوص.

ولاحظ المغاربة، منذ عشر سنوات، تغييراً لافتاً في التعاطي الإعلامي للقصر مع مرض الملك، وقال وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، مصطفى الرميد، في تدوينة نشرها ليلة أمس الأحد على جدار صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” متفاعلاً مع البلاغ، إن “الملك “يأبى إلا أن يشرك شعبه فيما كان إلى عهد قريب يعتبر شأناً خاصاً”.. “بالفعل فقد أعلن بلاغ الديوان الملكي عن أزمة صحية طارئة جرت مجرى سنن الله على جلالته كما تجري على كافة الناس”، متمنياً للملك الشفاء العاجل.

سنة 2009، وبعد 10 سنوات من توليه العرش، ولأول مرة كشف وبشكل رسمي عن مرض الملك خلال تواجده في جولة بشمال البلاد، وأصدر الدكتور عبد العزيز الماعوني، الطبيب الخاص لمحمد السادس، ومدير عيادة القصر، بياناً طبياً يفيد فيه بأن الملك تعرض لالتهاب واضطرابات في الجهاز الهضمي، وأصيب بالتهاب فيروسي ويعرف باسم “روتا فيروس”، وأدى إلى حالة جفاف حادة تتطلب فترة نقاهة مدتها خمسة أيام. واعتبرالبلاغ أنه ميلاد ميثاق تواصلي جديد بين الملك وشعبه، وانتهاء احتكار الأخبار الملكية.

ورغم ما تبع ذلك من متابعة صحافيين غاصوا عميقاً في هذا المرض، فإن ذلك لم يمنع مواصلة الأخبار عن الوعكات الصحية للملك، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، وأثناء الاستعدادات البروتوكولية للزيارة الملكية للصين، أصدر القصر الملكي بلاغاً معلناً عن تأجيل الزيارة المرتقبة بسبب “أعراض زكام حاد ألم بالملك مصحوب بحمى بلغت 39.5 درجة، مع التهاب في الشعب الهوائية”.

وشاهد المغاربة الملك محمد السادس يتكئ على عكاز لإصابة في رجله في نشاط ملكي يبث على شاشة التلفزة، وبعد مشاهدتهم للخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، الذي ألقاه الملك محمد السادس من مدينة العيون في العام 2015، إذ لاحظ المغاربة الحالة الصحية التي بدا عليها الملك وهو يلقي الخطاب، مسجلين سعاله المستمر طيلة مدة الإلقاء، ما فتح الباب أمام احتمال إصابة الملك بوعكة صحية، وهي التي لم يتأخر في تأكديها طبيب الملك الخاص، إذ أعلن مباشرة بعده عن إصابة الملك بإنفلونزا حادة خلال زيارته إلى الهند قبل التنقل إلى العيون.

وكشف طبيب الملك بعد عديد الاستفهامات حول صوت الملك غير الطبيعي أثناء الخطاب، أن ذلك راجع إلى تأثير الإنفلونزا الواضح على الحبال الصوتية وفقدان الصوت، حيث أوصى الطبيب آنذاك بتعليق كل الأنشطة الملكية خلال فترة تمتد من 10 إلى 15 يوماً.

وأعلن القصر، في أيلول/ سبتمبر  2017، إجراء الملك محمد السادس عملية جراحية على مستوى قرنية العين اليسرى بالمركز الاستشفائي الوطني لطب العيون “كانز فان” بباريس، حيث كان يعاني من إصابة بـ “الظفرة” (ptérygion) على مستوى العين اليسرى امتدت إلى القرنية (lacornée) تطلب إجراء عملية إزالة (exérèse) كاملة للظفرة على يد البروفيسور عبد العزيز الماعوني، الطبيب الشخصي للملك، مع الخلود للراحة لمدة 15 يوماً من أجل التئام جيد للعين، وخصوصاً القرنية، وتداول بعدها بفترة ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للملك في أحد المحلات التجارية وسط باريس وعينه اليسرى مغطاة بضمادة طبية بيضاء.

وفي شباط/ فبراير 2018، خضع الملك لعملية جراحية في القلب بعد اضطراب الإيقاع الأذيني، حيث كشفت الفحوصات الطبية آنذاك وجود ذلك الاضطراب، وتمت إزالته عبر استخدام تقنية خاصة في مصحة أمبرواز باغي (Ambroise Paré) في باريس، ونشرت بإذن من القصر الملكي صورة للملك محمد السادس بالمصحة وحوله أفراد عائلته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Lamine mdahmedMohamed:

    اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على ءال ابراهيم وبارك على محمد وازواجه وذريته كما باركت على ءال ابرهيم انك حميد.اللهم يا عالم الغيب والشهادة يالله الذي لا اله الاهو الملك القدوس السلام المؤمن العزيز الجبار المتكبر يامن له الاسماء الحسنى ياذاالجلال والإكرام:اشف الملك محمد السادس ملك المغرب شفاء لا يغادر سقما وانصر به الاسلام وارزقه البطانة الصالحة.محمد الامين ابن محنض أحمد (بارك الله)

  2. يقول ثريا أحمد الكادلي:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لابأس طهورا إن شاء الله تعالى
    أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفي ملكنا وعاهلنا وولي امرنا محمد السادس شفاء لا يغادر سقما ويلبسه ثوب العافية انه ولي ذلك والقادر عليه

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية