يكرهوننا… والآن ماذا؟

حجم الخط
0

لعله بات ممكنا الان اجمال السنة، او السؤال على الاقل: ما الذي ارادت اسرائيل تحقيقه في بدايتها وما الذي نجحت في تحقيقه في نهايتها؟ رونالد ريغان في انتخابات 1980، في أمريكا، عرض صيغة شهيرة لهذا السؤال، ساعدته على احتلال البيت الابيض: «هل وضعك افضل مما كان قبل أربع سنوات؟»
لم يكن هذا هو السؤال الوحيد الذي طرحه ريغان، قبل بضعة ايام من الانتخابات. بل طرح اسئلة تنبع منه: هل اسهل عليك أن الشراء من البقالة، وهل أمريكا اكثر احتراما في العالم، وهل نحن أقوى مما كنا. اذا كان الجواب ايجابيا، قال المرشح ريغان، فان اختيارك واضح – قال وهز رأسه بخفة نحو المرشح الثاني، الرئيس في حينه جيمي كارتر. بالطبع، كان معروفا لريغان بان جواب معظم الناخبين ليس ايجابيا. وان معظمهم لا يشعرون أن الحال اسهل، وانهم أكثر احتراما، وانهم أكثر أمانا. كان معروفا لريغان انه يعرض بديلا.
ليس مؤكدا أن وضع اسرائيل اليوم افضل مما كان عليه قبل سنة، ليس مؤكدا ان الحال سيكون هنا أسهل، ليس مؤكدا اننا سنكون هنا أكثر امانا. فقد سيطر على الجمهور مزاج ليس مثمرا. وهو ينشغل بالشفقة على النفس، تأكله مشاعر الغضب. العالم ضدنا، اللاساميون ضدنا، الامم المتحدة ضدنا، اوباما ضدنا.
الفيسبوك مليء بالادلة القاطعة على أن هذا هو الوضع. الصحف مليئة بها. وفي قوائم الكتب واسعة الانتشار تلعب الكتب التي هذا هو جل همها الدور الأكبر.
ولكن ماذا؟ عندما سأل ريغان الناخبين سؤاله الشهير، لم يفعل ذلك كي يعرض عليهم مسار هروب من المسؤولية. لم يعرض عليهم منديلا للبكاء، او مرافعة دفاع تثبت ان كل شيء بذنب احد ما آخر. وهذا لا يعني أنه كان ينقص المذنبون: الروس، الايرانيون، الاقتصاد العالمي، الكونغرس. لقد كان لكارتر قائمة معاذير طويلة ومنمقة من هذا النوع. أما لريغان فكان لديه عرض: عمل شيء ما. قسم من خطط العمل لديه كانت مدحوضة: اخرى تبينت لاحقا بعيدة النظر. وبالاساس فهم بان أزمة امريكا هي أزمة نفسية. وان الجواب على مثل هذه الازمة ليس حقنة سمينة اخرى من الشفقة على النفس والتنبؤات السوداء، بل الابتسامة المتفائلة.
ابحثوا عن هذه الابتسامة على وجوه زعمائنا. ابحثوا جيدا. توجد دواع للابتسام، ولكن يخيل أنهم يقلون في عمل ذلك. يخيل أن قوتهم في التهديدات –بتهديدات الحرب (اذا لم نعزز الجيش الاسرائيلي، فان حزب الله سيغزونا) أو بتهديدات السلام (اذا لم نتحدث مع ابو مازن، فستكون هنا دولة ثنائية القومية).
مع نهاية ولايته، في ربيع علاقاته مع ميخائيل غورباتشوف، اكثر ريغان من رواية النكات بطعم سوفياتي: في الاتحاد السوفياتي، روى ذات مرة، جاء رجل ما، دفع لقاء سيارة جديدة، قيل له ان يأتي ليأخذها بعد عشر سنوات. «هل آتي في الصباح ام بعد الظهيرة؟ سأل الرجل. «وماذا يهم هذا؟» أجاب البائع. «بالتأكيد»، قال الرجل، «ففي الصباح سيأتي السباك».
فهتف الجمهور لريغان عندما روى هذه القصة. فالجمهور هتف لانه دوما يخرج منها بشعور محسن، شعور بانه دون صلة بما يفعله الاخرون، سيكون المستقبل أكثر نجاحا بفضل ما نفعله نحن. قريبا، او بعد عشر سنوات، في الصباح، او بعد الظهيرة، السباك سيأتي. شيء ما جيد سيحصل.

هآرتس 18/9/2014

شموئيل روزنر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية