تونس ـ «القدس العربي» من فاطمة البدري: تنظم تونس أيام السينما الأوروبية التي تمتد هذه السنة من الثلاثاء 16 أيلول/ سبتمبر حتى الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. دورة تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت والأعمال المميزة التي تنضاف إلى المشهد الثقافي في تونس الذي بدأ يتنفس الصعداء تدريجيا. ويشارك في هذه الدورة 42 فيلما من 16 دولة أوروبية وعربية.
وكما جرت العادة أن تتوزع العروض على جهات مختلفة من البلاد إلى جانب تونس العاصمة، على غرار ولاية سوسة بالوسط الشرقي وولايات جربة وقابس وصفاقس بالجنوب التونسي، ولأول مرة تنضاف جهة سيدي بوزيد إلى لائحة المناطق ستحتضن فعاليات هذه الدعوة.
كما تشارك الأفلام المغاربية لأول مرة في هذا المهرجان، حيث تحضر أعمال من المغرب والجزائر وموريتانيا إلى جانب البلد المنظم تونس. وتأتي هذه الحركة في إطار اتساع دائرة انفتاح هذا المهرجان على التجارب المغاربية التي يوجه الكثير منها أساسا إلى أوروبا.
كما تأتي في إطار تعزيز العلاقات في هذا المجال بين دول شمال البحر المتوسط وفق ما جاء على لسان المسؤول الإعلامي بالمفوضية الأوروبية بتونس. فيما تشارك كل من ألمانيا والبرتغال وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والمجر وجمهورية التشيك وبلجيكا وبولندا من أوروبا.
وسيخصص المهرجان ثلاث جوائز لأحسن فيلم طويل وأحسن فيلم قصير وأحسن فيلم أطفال. وكانت انطلاقة المهرجان بفيلم «الزوابع» للمخرج البلجيكي «بيار ايفي فاندوير».
ويعاد عرض الأفلام التي ستعرض في تونس العاصمة على بقية الجهات، على أن يكون هناك موعد قار بعد كل عرض سينمائي للنقاش ومحاورة المخرج. هذه الحركة لقيت الكثير من الترحيب من المتابعين للحقل الثقافي في تونس لا سيما في تظاهرة منفتحــــة على خليط من التجارب السينمائية العالمية.
يذكر أن القائمين على مهرجاناتنا السينمائية والمسرحية بما في ذلك أيام قرطاج السينمائية أو المسرحية، قد تخلوا عن فكرة حلقات النقاش التي تلي عرض الأعمال على الخشبة أو الشاشة الكبير منذ فترة الثمانينات من أيام قرطاج المسرحية.
زد على ذلك معضلة غياب قاعات السينما في عدد من الجهات السالف ذكرها والتي سيقع تلافيها بالعرض في دور ومراكز الثقافة هناك. مع العلم أن هذه الإشكالية خلفها التوجه الثقافي الذي اعتمده بن علي تدريجيا، حيث عمل على غلق الكثير من دور السينما والمسرح في أغلب الولايات التي وزعها بورقيبة في فترة حكمه. في محاولة منه لكسر التوجه الذي عمل بورقيبة على بنائه والقائم على الإيمان بضرورة انخراط كل دوائر الشعب في الحياة الثقافية انطلاقا من تقريب السينما والمسرح إليه وجعلها ثقافة يومية.