نيويورك تايمز: جريمة قتلة خاشقجي ستلازم بن سلمان أبد الدهر

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

في تقرير أعده مراسل “نيويورك تايمز” في بيروت بن هبارد تحت عنوان “عام واحد وظل قتل خاشقجي يلاحق الأمير السعودي”.

وتحدث في بدايته عن وعود الأمير السعودي الشاب بالإصلاح وكيف فتح سيلكون فالي ومنتجو هوليوود والمصرفيون الماليون ومدراء الشركات الأمريكية أبوابهم له، فيما أثنى الرئيس دونالد ترامب على محمد بن سلمان كحليف لا يمكن الاستغناء في مكافحة الإرهاب ومحاربة إيران، ثم قتل عملاء سعوديون جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في 2 تشرين الأول/أكتوبر وتغير كل شيء، وتمزقت سمعته، وانهارت حملة الترويج لاسمه رغم إنكاره بدوره في الجريمة، وبدأت الشركات والممولون الدوليون بالتخلي عنه.

وأثارت الغارات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية شكوكا حول استعداد الولايات المتحدة للتدخل والدفاع عن الأمير الحاكم الفعلي للمملكة. مع أن تورطه في الجريمة سيظل يلاحقه.

وقالت هالة الدوسري، الباحثة في معهد “أم أي تي” للدراسات الدولية: “سيظل خاشقجي لطخة في جبين محمد بن سلمان” و”لن تمحى أبدا”.

ورغم الإصلاحات الاجتماعية التي أعادت بعض الشركات الأمريكية إلى السعودية إلا أن القطاع التكنولوجي الذي أمل بن سلمان بدخوله وتطوير قطاعات معينة لا يزال مترددا في الدخول.

وكثف بن سلمان جهوده لإعادة تأهيل اسمه من خلال مقابلة مع برنامج “ستون دقيقة” في قناة “سي بي اس” واعترف بالمسؤولية دونما التورط. وتوصلت المخابرات الأمريكية إلى أن بن سلمان الذي يشرف على كل صغيرة وكبيرة في المملكة هو الشخصية المحتملة بإصدار أمر القتل، وأصدر مجلس الشيوخ قرارا يحمله المسؤولية شخصيا.

ولن يغير اعتراف بن سلمان المتأخر بالمسؤولية كزعيم المواقف منه خارج المملكة.

وحتى لو لم يكن الأمير مسؤولا، فقد سمح داخل القنصلية، مسرح الجريمة بتنظيف أي دليل قبل السماح للسلطات التركية بالتحقيق. وواصل حربا مدمرة في اليمن مما خلق كارثة إنسانية على قاعدة واسعة. ورغم دعوته للإصلاح في داخل المملكة، إلا أن الناشطين والناشطات الذين دعموا الإصلاح في السجون ينتظرون المحاكمات.

ومنذ الجريمة لم يعتّب بن سلمان الذي كان زائرا منتظما على الغرب، لا الولايات المتحدة ولا أوروبا. وفي تموز/يوليو طلبت شركة المحاماة الأمريكية “فين أند ديفيل” المحكمة الجنائية في هيغ، فتح تحقيق في علاقة الأمير بجريمة قتل خاشقجي و”جرائم أخرى ضد الإنسانية”. ومضى عام على الجريمة ولم ينس العالم خاشقجي.

وكانت نانسي بيلوسي واضحة عندما سئلت على الإذاعة الوطنية العامة حول الدفاع عن السعودية: “من فضلك، إنهم يجلسون أمام شخص ذبح صحافيا ولا أرى من مسؤوليتنا الدفاع عن وحماية السعودية”.

وشهدت اسطنبول وقفة صمت أمام القنصلية لتذكر اللحظة التي دخل فيها جمال القنصلية في الساعة 1:14 وحضرتها خطيبته خديجة جنكيز والمقررة الأممية في شؤون القتل الفوري وخارج القانون أغنيس كالامار ومالك صحيفة “واشنطن بوست” جيف بيزوس.

ويواجه الأمير مشاكل أخرى في الهجمات على المنشآت النفطية التي قطعت نصف تصدير النفط السعودي والحرب في اليمن التي هدد الكونغرس بتعليق صفقات الأسلحة. إلا أن ترامب واصل دعمه للسعودية واستخدم الفيتو ضد قرار من الكونغرس يقضي بوقف الدعم. وتساءل الكثيرون عن صدق كلام الأمير الذي يواجه أكبر التحديات منذ وصول والده إلى الحكم عام 2015.

وأشار الناشطون لحالة لجين الهذلول التي سجنت وعذبت وهددت بالاغتصاب والقتل. وقال الأمير في مقابلته إن التعذيب شنيع ولو ثبتت صحته فسيتابعه بنفسه. وحذر مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون الأمير من التأكد من تحقيق العدالة لجمال خاشقجي وإلا دمر سمعته وبلاده.

وفي الوقت الذي قطعت فيه شركات صلاتها بالسعودية أو خفضت من مشاريعها هناك، إلا أن البعض عاد أو لم تمارس السرية على تعاونها. ويتوقع حضور أوسع في مؤتمر الاستثمار الذي سيعقد في الرياض هذا الشهر، بعد مقاطعة واسعة له العام الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية