عن قدرات اسرائيل والدول الغربية علي تدمير المنشآت النووية الايرانية

حجم الخط
0

عن قدرات اسرائيل والدول الغربية علي تدمير المنشآت النووية الايرانية

لا يستطيع الاسرائيليون تقدير مبلغ الضرر الذي قد تجره أقوال يعلونعن قدرات اسرائيل والدول الغربية علي تدمير المنشآت النووية الايرانية قيل قديما شرط الحكمة الصمت .هذه النصيحة الحكيمة تجاهلها رئيس هيئة الاركان السابق، موشيه يعلون، في محاضرته في معهد هتسون في واشنطن في الاسبوع الماضي. تثير أقواله شكوكا شديدة تتصل بتقدير من كان يترأس الجيش الاسرائيلي لثلاث سنين.قال يعلون للمصغين اليه إن اسلحة الجو للولايات المتحدة والدول الاوروبية واسرائيل لديها القدرة علي مهاجمة منشآت ايران النووية مهاجمة ذات جدوي. فلديها القدرات علي طلعات بعيدة المدي، وعلي اختراق نظام الدفاع الايراني وعلي اصابة المنشآت المحمية بدقة ، في أعقاب العاصفة التي أثارتها اقواله زعم: لم أكشف عن أسرار عسكرية ، ربما كان هذا صحيحا، لكن ليست هذه هي القضية.قدرات اسلحة الجو الغربية ليست بمنزلة السر. من كان يحتاج الي تجسيد حصل عليه في 1981، عندما دمر سلاح الجو الاسرائيلي المفاعل النووي أوزيراك بقرب بغداد، وبعد ذلك ـ في حربي الخليج. يعرف الايرانيون القدرات الغربية، ويحاولون دفعها عن انفسهم ويُعدون وسائل رد، في حالة هوجموا. لا يجب أن تكون جنرالا لتفهم ذلك.لكن اقوالا يقولها رئيس هيئة اركان اسرائيلي، لم تمض سنة علي خلعه بزته، وشارك في أكثر المباحثات سرية في طرق العمل الممكنة لمقاومة التسلح النووي لايران، قد تُغير الصورة، السياسية في الأساس، وتخلق حراكا جديدا، لن يكون لاسرائيل سيطرة عليه.بحسب نشرات اجنبية، اسرائيل واحدة من الدول الثماني في العالم (الأُخر هي الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، والهند وباكستان) التي تملك سلاحا نوويا ايضا وقدرة ايضا علي اطلاقه نحو أهداف (بطائرات أو بصواريخ تُطلق من البر أو من الغواصات). اسرائيل هي الوحيدة من بين هذه الدول التي تحافظ علي غموض نووي ، أي أنها لا تعترف بأنها تملك السلاح والقدرة علي اطلاقه، لكنها لا تُنكر ذلك إنكارا صريحا ايضا. هذا وضع فريد في نوعه، نجحت اسرائيل في الحفاظ عليه بفضل دبلوماسية حكيمة، ودقيقة جدا، وبفضل الصمت في الأساس. السيرة الذاتية لشمعون بيرس التي كتبها البروفيسور ميخائيل بار زوهر هي الأخيرة في سلسلة كتب وُصف فيها الجهد النووي الاسرائيلي. لحسن حظنا، القصة عن الاسرائيلي الذي يقذف سريعا ويجري ليقص علي رفاقه لم تكن صحيحة في كل ما يتعلق بالذرة.الحقيقة الخطرة علي نحو خاص هي أن رئيس هيئة اركان اسرائيليا يحلل ويتناول القدرات العسكرية للولايات المتحدة ودول اوروبا كأنها موضوعة في جيبه. في هذه المرحلة، ما يزال يصعب تقدير هل تسبب يعلون بضرر حقيقي. ربما يكون لنا حظ، كما كان لنا مع مردخاي فعنونو: فقد فضل العالم والأصح ـ دول الغرب، التي توجد بيننا وبينها صلات في هذا السياق ـ تجاهله. لكن يعلون ليس تقنيا ضئيل الشأن في المفاعل الذري، بل هو رئيس هيئة اركان فيما مضي. عندما يحلل القدرات العسكرية للولايات المتحدة، واوروبا واسرائيل، فانه لا يفعل ذلك كمحلل عسكري، بل كمن كان يبدو أنه شريك رفيع في سر اعداد الخطط التي تقوم علي قدرات من هذا النوع.الرد الاسرائيلي علي ثرثرات يعلون الصادر عن دوائر سياسية رفيعة وعن رئيس الحكومة بالوكالة نفسه، كان حسنا ومتزنا، والمؤسف فقط أنه كان يُحتاج اليه. الآن لا يوجد ما يُصنع وراء ذلك، بل أن ندهش فقط لفكرة أن هذا الانسان كان بلا شك بطل حرب وتولي منصب رئيس هيئة الاركان، وهو منصب يحتاج الي العقل أكثر كثيرا من الشجاعة.رامي طالكاتب في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 13/3/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية