الرباط ـ «القدس العربي»: اعلن وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي على ضرورة إعطاء الأولوية للملف الليبي، واتخاذ كل المبادرات الكفيلة في إعادة الاستقرار إلى ليبيا وضمان وحدتها كما تداولوا في عقد قمة مغاربية قبل نهاية السنة الجارية.
وشدد وزراء خارجية كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، في لقاء تشاوري عقد في نيويورك اول أمس الثلاثاء، على هامش أعمال الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أهمية تنشيط وتفعيل الفضاء المغاربي عبر التفكير في حلول إقليمية، واعتماد مقاربات مغاربية تساعد على رفع التحديات التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها الوضع في ليبيا.
وأكد محمد عبد العزيز وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي أن تجاوز الأزمة الليبية رهين بانخراط شامل لجميع البلدان سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي في اتخاذ مبادرات ملموسة.
وقال ان اللقاء شكل مناسبة للتأكيد على أهمة تنسيق المواقف السياسية في شأن عدد من القضايا المغاربية والإقليمية، والتفكير في اتخاذ إجراءات ملموسة لتفعيل الاتحاد المغاربي، وفي مقدمتها بحث سبل عقد قمة مغاربية قبل نهاية السنة الحالية.
وأشادت امباركة بوعيدة الوزيرة المغربية في وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون، بهذه المبادرة المغاربية التي تهدف إلى توحيد وجهات النظر وتنسيق المواقف السياسية في شأن كافة القضايا التي تهم العالم العربي، والتأكيد على الأولويات والتحديات المغاربية، وعلى رأسها تسوية الأزمة الليبية، وضمان استقرارها ووحدتها الترابية. وقال موقع وزارة الخارجية المغربية ان بوعيدة، اكدت أن اللقاء التشاوري مثّل فرصة للوقوف عند قضايا مهمة تهم المنطقة المغاربية، في إشارة إلى تنظيم قمة مغاربية، وتنشيط الأمانة العامة للمغرب العربي، وتعزيز التنسيق مع الاتحاد الأوروبي.
من جهة اخرى قالت الوزيرة إن المغرب، العضو المؤسس للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، منخرط تماما في هذه المقاربة وسيستمر في المساهمة بفعالية في تحقيق الأهداف التي قررها.
وأبرزت بوعيدة في الاجتماع الوزاري الخامس للمنتدى المنعقد تحت الرئاسة المشتركة الأمريكية – التركية على هامش الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المغرب أطلق، جنبا إلى جنب مع هولندا، خلال الاجتماع الثاني لهذا المنتدى، مبادرة مشتركة حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب، في الوقت الذي بدأ فيه هذا التهديد يتزايد في سياق الأزمة السورية.
ولاحظت أن هذه المبادرة أبانت عن القدرة الاستباقية للمنتدى، على اعتبار أن إشكالية المقاتلين الإرهابيين الأجانب تكتسي حاليا طابعا ذا أولوية بالنسبة للمجتمع الدولي.
ونوه وزير الخارجية الامريكي جون كيري بـ«الجهود الطلائعية للمغرب في مجال مكافحة الإرهاب ضمن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.» وقال «أود أن أشكر زملاءنا من المغرب وهولندا لكونهم في طليعة الجهود التي يبذلها المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، بهدف إعداد الإطار الدولي الأول لأفضل الممارسات التي سيتم اعتمادها اليوم، لمواجهة تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب».
الا ان هذا التنويه لا يخفي محاولات الادارة الامريكية تهميش الدور المغربي في مكافحة الارهاب واستبعاده من اللقاءات الدولية التي حول الارهاب في مناطق التوتر التي ينتعش بها مثل العراق وسوريا وليبيا، والتي يمكن للمغرب، بحكم اهمية موقعه الجغرافي والسياسي ان يلعب دورا هاما في هذا الميدان وهو الذي يبدي استعداه ايضا. واستبعدت الادارة الامريكية المغرب من قمة عقدت الاثنين في واشنطن لمعالجة الوضع الأمني في ليبيا بمشاركة من يفترض حلفاء الرباط في الساحة الدولية سواء في المعسكر الغربي أو العالم العربي.
واحتضنت العاصمة الامريكية واشنطن قمة لوزراء خارجية الدول التالي: الجزائر، مصر، قطر، العربية السعودية، تونس، الإمارات العربية، تركيا، اسبانيا، فرنسا إيطاليا، المانيا، بريطانيا، الولايات المتحدة علاوة على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وتناولت القمة تطورات الأوضاع في ليبيا وكيفية مساعدة هذا البلد على الخروج من الأزمة التي يعاني منها أمنيا.
ونقلت صحيفة «الف بوست» الرقمية عن البيان الرسمي المنشور في موقع وزارة الخارجية الأمريكية التنديد بتدهور الوضع في ليبيا، والعمل على دعم مساعي مبعوث الأمم المتحدة بيرناردينو ليون في هذا البلد والإشادة بالمبادرة السياسية لمصر التي قدمتها يوم 25 اب/ اغسطس الماضي ومؤتمر مدريد وأخيرا المبادرة الجزائرية باحتضان حوار الفرقاء الليبيين خلال بداية الشهر المقبل. واشار المصدر نفسه الى تهميش المغرب في مؤتمر جدة يوم 11 ايلول/ سبتمبر الجاري بمشاركة دولة عربية معتدلة وتركيا، وتكرر التهميش في مؤتمر باريس يوم 16 من الشهر الجاري.
وبالنسبة للمصدر نفسه فإن هذا التهميش يترجم عمليا بتراجع مكانة المغرب الدولية ويطرح تساؤلات مقلقة حول فعالية الدبلوماسية المغربية.
واوضح ان المغرب يقدم نفسه عضوا فعالا في مكافحة الإرهاب والعمل على استقرار منطقة المغرب العربي بينما يجري تغييبه عن مؤتمرات هامة، وتشارك في هذه المؤتمرات الدول التي ينتمي إليها المغرب في الساحة الدولية وهي الدول الغربية والأنظمة الملكية العربية.
ويزداد التساؤل حول فعالية الدبلوماسية المغربية بحكم أن التهميش جاء من حلفاء حقيقيين للمغرب وهم العربية السعودية التي احتضنت مؤتمر جدة، ومن فرنسا التي احتضنت مؤتمر باريس وأخيرا الولايات المتحدة التي احتضنت مؤتمر واشنطن.
محمود معروف