نتنياهو يتهم ليبرمان: يريد تشكيل حكومة برئاسة غانتس مفاتيح أبوابها مع أيمن عودة

حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”:

طرح رئيس حزب “يسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان إنذارا مزدوجا لرئيس الحكومة رئيس “الليكود” بنيامين نتنياهو ولرئيس “أزرق- أبيض” بيني غانتس، وقال إذا لم يبد أي منهما ليونة وتنازلات فإن حزبه سيدعم الحزب المنافس.

وفي تصريحاته الإعلامية توجه ليبرمان إلى غانتس طالبا منه أن يقبل عرض رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين بتشكيل حكومة وحدة يتناوب على رئاستها الحزبان الكبيران ويكون نتنياهو رئيسا في الفترة الأولى على أن يجمد صلاحياته وينقلها لغانتس ويبقى رئيس وزراء رسميا فقط بحال قدمت لوائح اتهام بالفساد ضده.

وحمل نتنياهو على ليبرمان واتهمه بالتنسيق السياسي مع القائمة العربية المشتركة من أجل تشكيل حكومة يسارية ضيقة وتسليم مفاتيحها لأيمن عودة.

وقال نتنياهو قبيل افتتاح الجلسة الأسبوعية للحكومة إن مقترحات ليبرمان ليست سوى مسرحية، وتابع هجمته على ليبرمان: “قبل مدة قال ليبرمان إن “يسرائيل بيتنا” لن تتعاون مع القائمة المشتركة بأي شكل من الأشكال ولكن يبدو أن هناك تنسيقا بينه وبين النواب العرب، ولذا فإن إنذاره موجه فقط إلى الليكود؛ فهو يطالبنا بفك كتلة اليمين لكنه لا يقول إنه يرفض تشكيل حكومة ضيقة بدعم القائمة العربية المشتركة. ليبرمان يسعى لإقامة حكومة يسار ضيقة برئاسة غانتس”.

نتنياهو يصف مقترحات ليبرمان بأنها ليست سوى “مسرحية”

وحمل وزير العلوم والتكنولوجيا أوفير أكونيس على ليبرمان واتهمه بعرقلة مساعي تشكيل حكومة منذ عام ونيف ويمسك بإسرائيل كرهينة، وتابع في تصريح لإذاعة الجيش: “لا يوجد ناخب واحد من مؤيدي (يسرائيل بيتنا) قد توقع أن يبادر ليبرمان لدعم حكومة ضيقة برئاسة غانتس ودعم النواب العرب الذين اتهمهم قبل أيام بـ(طابور خامس) ونعتهم بالإرهابيين”.

هجوم على ليبرمان

ودعا وزير الطاقة يوفال شطاينتس (الليكود) لتشكيل حكومة وحدة وطنية منبها من أنه فيما تنشغل إسرائيل وتماطل في تشكيل حكومة وحدة وطنية فإن إيران تتقدم بخطوات ثابتة في الأسابيع الأخيرة نحو المجال النووي.

وطالب شطاينتس كل الأطراف التوقف عن مقاطعة هذا الطرف أو ذاك وتأسيس حكومة وحدة وطنية وفقا لمقترح ريفلين كي تتمكن إسرائيل من مواجهة التهديد الإيراني وبقية التحديات.

وقالت وزيرة الثقافة ميري ريغف (الليكود) إنها تتمنى أن يغير ليبرمان موقفه ويدرك أن حكومة وحدة وطنية واسعة هي أفضل خيار، وتابعت: “بحال لم يكن هناك خيار آخر فسنجلس في المعارضة ونرى كم ستصمد حكومة برئاسة غانتس ودعم القائمة المشتركة”.

كما حمل وزير شؤون القدس زئيف الكين (الليكود) على ليبرمان ونعت اقتراحه بالمناورة التضليلية، مرجحا أن حكومة برئاسة غانتس ودعم “يسرائيل بيتنا” و”المشتركة” لن تصمد أكثر من عدة شهور وعندئذ ستجري انتخابات عامة وسيعاقب الإسرائيليون ليبرمان بصناديق الاقتراع.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال أمس إن “أزرق- أبيض” ومن أجل تسهيل مهمة ليبرمان في دعم حكومة ضيقة برئاسة غانتس تدرس التوجه للقائمة العربية المشتركة ومطالبتها بالتخلي عن حزب التجمع الوطني الديموقراطي (ثلاثة نواب) والانفصال عنها كونه “حزبا متطرفا”.

من جانبه قال عضو الكنيست مطانس شحادة رئيس التجمع الوطني الديمقراطي لإذاعة جيش الاحتلال الأحد إن الحالة السياسية الراهنة غير سهلة أبدا، مرجحا ألا يصوت حزبه سويا مع ليبرمان لصالح حكومة ضيقة برئاسة غانتس.

انتخابات ثالثة

ويرجح بعض المراقبين أن ليبرمان مصمم على اغتيال نتنياهو سياسيا حتى بثمن المشاركة في دعم حكومة ضيقة مع القائمة العربية المشتركة.

وقال المحلل للشؤون الحزبية في صحيفة “هآرتس” يوسي فرطر إن ليبرمان قلص احتمالات انتخابات عامة ثالثة.

وأوضح مصدر محجوب الهوية في “أزرق- أبيض” لموقع “واينت” الإخباري مبررا رفض هذا العرض بالقول إن عرض ريفلين غير عادل لأن تجميد صلاحيات نتنياهو لا تسلبه مكانته كرئيس حكومة مما يعني المساس بالضرورة بنزاهة محاكمته وإبقائه فوق القانون بل تحصينه. في المقابل طلب ليبرمان من نتنياهو التخلي عن تحالفه “الغيبي المتزمت” مع كتلة اليمين والمتدينين تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية ليبرالية أي بدون حزبي المتدينين المتزمتين (الحريديم) وهما من الحلفاء المخلصين لـ”الليكود” ولنتنياهو.

لكن مسؤولا بارزا في “الليكود” بقي محجوب الهوية قال للموقع المذكور إن إنذار ليبرمان ليس سوى محاولة للتمهيد ولتبرير دعمه لحكومة برئاسة غانتس مدعومة من قبل “المشتركة”.

تحصين نتنياهو

وقالت أوساط في “أزرق- أبيض” للإذاعة الإسرائيلية العامة الأحد إن غانتس يقبل بمقترح ريفلين، موضحة بنفس الوقت أن “الليكود” لا يعرف كيف يفسر محتواه ومتى يجمد نتنياهو صلاحياته بحال وجهت له تهم. ونقلت الإذاعة العامة عن مصدر في “أزرق- أبيض” قوله إن نتنياهو مستعد لتجميد صلاحياته في مرحلة متأخرة من محكمته وفقط عند بدء مرحلة تقديم الأدلة والإثباتات.

وتابع معللا رفض حزبه لهذا المقترح: “هذا يعني تحصينا لنتنياهو وحمايته من المقاضاة”. في المقابل يطالب “أزرق- أبيض” أن يجمّد نتنياهو صلاحياته بحال ترأس حكومة وحدة وطنية فور تقديم لائحة اتهام بالفساد ضده.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر آخر في “أزرق- أبيض” قوله إن حزبه يميل لقبول مقترح ليبرمان.

من جهته أوضح ليبرمان رافع لواء فصل الدين عن الدولة في إسرائيل اليوم أنه سيطلب لقاء مع نتنياهو وغانتس في الأيام القريبة مهددا أن من لا يبدي تسوية منهما فسينضم لخصمه السياسي ويدعمه. وقال ليبرمان أيضا إنه يتوقع اتخاذ نتنياهو وغانتس القرار السليم.

يشار إلى أن المدة القانونية المتبقية لغانتس لتشكيل حكومة هي عشرة أيام فقط وبحال فشل هو الآخر كنتنياهو في تشكيل حكومة فإن قانون الانتخابات الإسرائيلي يقضي بمثل هذه الحالة بمنح نواب البرلمان (الكنيست) مهلة 21 يوما لتحديد هوية رئيس الحكومة. وهذا يعني فعليا أن يتوجه 61 نائبا من نواب الكنيست (120 نائبا) لرئيس إسرائيل موصين على أحد النواب بترؤس الحكومة، وعندها سيمنحه رئيس إسرائيل كتابا رسميا لتشكيل حكومة خلال أسبوعين، وبحال فشل هو الآخر فلا بد من إجراء جولة انتخابات ثالثة كمخرج للمأزق السياسي الداخلي الذي يصيب إسرائيل بحالة شلل ويعرضها لمخاطر أمنية كثيرة وفق تحذيرات مراقبين كثر.

وزير أمن جديد

بالتزامن صادقت حكومة الاحتلال على تعيين النائب وزير التعليم السابق نفتالي بينيت وزيرا للأمن التي كانت حتى الآن بيد نتنياهو منذ استقالة ليبرمان منها قبل عام وأكثر، واتهمت أوساط سياسية وإعلامية  نتنياهو بتعيين سياسي كي يضمن بقاء نفتالي بينيت وحزبه (اليمين الجديد) لجانبه وعدم الانتقال لـ”أزرق- أبيض” مشككين بقدرات بينيت.

وأفادت مصادر إسرائيلية بأن حزب “الليكود” اتفق أيضا على التوحد مع “اليمين الجديد” ووافق بينيت على أنه وفي حال أقيمت حكومة جديدة، مثل حكومة وحدة واسعة أو حكومة ضيقة، سيتم تعيين شخص آخر لمنصب وزير الأمن. وأضاف بيان الليكود: “حزبا الليكود واليمين الجديد سيقيمان فورا كتلة مشتركة في الكنيست الـ22 (مثل نموذج الليكود- يسرائيل بيتنو في الكنيست الـ19) وسيلتزمون بالعمل معا ككتلة مشتركة في فترة الكنيست الحالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية